اخبار الإقليم والعالم
3 عوائق أمام خطة ترامب في غزة
رغم الآمال الواسعة المعلقة على خطة دونالد ترامب بشأن غزة، تظل هناك حالة من عدم اليقين حول ما إذا كانت سترى النور أم لا.
وتشمل بنود خطة الرئيس الأمريكي شروطا يصعب على حركة حماس قبولها، كما انتقدها الوزير اليميني المتطرف في ائتلاف بنيامين نتنياهو، بتسلئيل سموتريتش، ويبدو أن لدى رئيس الوزراء أيضا بعض التحفظات عن بنود بعينها.
أما أبرز العقبات المحتملة فهي على النحو التالي، وفق وكالة فرنس برس:
حماس
غداة إعلان الخطة المؤلفة من 20 بندا، لم يصدر عن حماس أي تعليق علني، لكن مسؤولا فلسطينيا مطلعا أكد أن الحركة بدأت الثلاثاء بدراستها، مشيرا إلى أن الأمر قد يستغرق "عدة أيام".
وشدّد المسؤول على أن حماس "حريصة على إنجاز اتفاق شامل لوقف الحرب والعدوان بما يضمن انسحابا إسرائيليا كاملا من القطاع وينهي الحصار المفروض منذ 2007 (على قطاع غزة) وإعادة إعمار القطاع".
لكن الرئيس الأمريكي حذر الحركة الثلاثاء من أن أمام الحركة الفلسطينية "ثلاثة أو أربعة أيام" للرد على الخطة، كما توعدها بمصير قاتم إذا رفضتها.
ولا تتضمن الخطة الأمريكية جدولا زمنيا لانسحاب إسرائيل، لكنها تنص على أن تكون غزة منزوعة السلاح وهو أمر لطالما رفضته الحركة.
ويقول هيو لوفات، الباحث البارز في برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية "إذا كانت هذه الخطة أساسًا للمفاوضات، فقد ترد حماس بشكل إيجابي".
ويضيف لوكالة فرنس برس: "لكن إذا كان المطلوب أن تأخذها أو ترفضها، فسيكون الأمر إشكاليًا، لأن حماس لا يمكنها قبول شيء بهذه الدرجة من الغموض".
ويتابع "حماس وافقت بالفعل على إنهاء حكمها في غزة وقبلت بالدخول في عملية تسليم تدريجي للأسلحة الهجومية، لذلك فهي مستعدة إلى حد كبير لقبول كثير من بنود هذه الخطة، لكن هناك العديد من النقاط التي تحتاج إلى توضيح".
أما المحلل السياسي إياد القرا من غزة فيرى أن قضية نزع حماس لسلاحها "أمر يصعب على الحركة اتخاذ قرار في شأنه، السلاح في غزة بدائي ومحلي وخفيف وليس هجوميا ثقيلا كما يعتقد البعض".
نتنياهو
رغم دعمه لخطة السلام التي أعلنها ترامب، يبدو أن أحد بنودها الرئيسية قد يعارضه رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وتشمل الخطة انسحابًا تدريجيًا لإسرائيل من قطاع غزة. وفي بيان مصور نُشر الثلاثاء، قال نتنياهو إن الجيش "سيبقى في معظم قطاع غزة".
وعن هذا التناقض عند نتنياهو، تقول أستاذة العلوم السياسية في الجامعة العبرية بالقدس جاييل نتلشير إن "نتنياهو يتحدث بصوتين".
وتوضح لوكالة فرانس برس أن "أحدهما يتحدث به للعالم، والآخر يتحدث به لقاعدته الانتخابية في اليمين الإسرائيلي".
والإثنين، وأثناء الإعلان عن الخطة، ترك نتنياهو الباب مفتوحا لتنفيذ عمليات عسكرية في حال رفضت حماس الخطة.
وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع ترامب "إذا رفضت حماس خطتكم، سيادة الرئيس، أو إذا قبلتها ظاهريًا وقامت بكل شيء لمعارضتها، فإسرائيل ستكمل المهمة بنفسها".
وترى تالشير أن نتانيهو يعتمد على أن تقول حماس "لا" للاتفاق أو "نعم ولكن" وتضع شروطًا يمكن لإسرائيل رفضها ثم تبرير الانسحاب من الصفقة.
ولطالما اتهم منتقدو نتنياهو في إسرائيل وعائلات الرهائن المحتجزين في غزة، رئيس الوزراء بتعطيل جولات من مفاوضات وقف إطلاق النار غير المباشرة وإطالة أمد الحرب لتحقيق مكاسب سياسية شخصية.
اليمين المتطرف
تعتمد حكومة نتنياهو التي تعتبر من أكثر الحكومات يمينية في تاريخ إسرائيل، على دعم وزراء يمينيين متطرفين يرفضون إنهاء الحرب بشكل قاطع ما لم يتم هزيمة حماس.
وانتقد وزير المال اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش الثلاثاء الخطة واعتبر أنها "فشل دبلوماسي مدو".
وحول موقف اليمين المتطرف في إسرائيل، تقول تالشير "جميعهم يأملون أن تقول حماس لا، وأن تستمر الحرب على غزة".
وتضيف "إذا قالت حماس نعم، فلن يكون لدى نتنياهو حكومة".
ويرفض الوزراء اليمنيون في ائتلاف نتنياهو بشدة فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقبلًا، وهو أمر تركت له الخطة الأمريكية المعلنة مجالا.
وبحسب تالشير، فإنه "من وجهة نظر اليمين في إسرائيل، ما فعله نتنياهو أمس لا يختلف عن التوقيع على رؤية حل الدولتين ... لذا فهو في موقف صعب للغاية من وجهة نظر اليمين الإسرائيلي".
ويعتبر أمر إقامة دولة فلسطينية بالنسبة لرئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية يوسي دغان "خطا أحمر".
ويقول عبر حسابه على منصة إكس "مهمة هذا الجيل تكمن في ضمان وجود الدولة من خلال تطبيق السيادة الإسرائيلية على المستوطنات والأراضي".
ويشير دغان إلى مخطط إسرائيل المثير للجدل لضم الضفة الغربية والذي يلقى دعما واسعا في صفوف اليمين المتطرف.
وجدد نتنياهو الثلاثاء في بيان مصور عبر منصة تليغرام معارضته لإقامة دولة فلسطينية وقال إنها لم تندرج في خطة السلام التي طرحها ترامب.