اخبار الإقليم والعالم

بين «الاستنزاف» و«البراغماتية».. «حماس» تراهن على سلاح الزمن للبقاء

وكالة أنباء حضرموت

رغم الدمار غير المسبوق في غزة وما خلفته الحرب من قتل وتهجير وتجويع للفلسطينيين، لا تزال حركة حماس ترفض تقديم «تنازلات جوهرية».

فالحركة، وفق محللين، تسعى قبل كل شيء إلى الحفاظ على موقعها السياسي والعسكري في القطاع، حتى وإن «كان الثمن مضاعفة معاناة المدنيين»، مستخدمة الزمن كسلاح، آملة أن يؤدي طول أمد الصراع إلى خلق ظروف مواتية لانتزاع صفقة تحفظ بقاءها.

وفي الوقت الذي اتخذت فيه السلطات الإسرائيلية سيناريو التصعيد في غزة، تمضي الحركة الفلسطينية في حساباتها، حيث يتحول الإنسان الغزي إلى ورقة مساومة، لا إلى أولوية.

ووفقا لصحيفة نيويورك تايمز، فإنه رغم فقدانها آلاف العناصر ومعظم قادتها العسكريين الكبار، وتدمير أجزاء واسعة من ترسانتها ومنظومة أنفاقها، فضلا عن قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين، وجرّ غزة إلى أزمة إنسانية خانقة، «تصر حماس على أن الاستسلام ليس خيارًا».

وأوضحت أن الحرب بالنسبة لحماس لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل معركة على مستقبلها السياسي في غزة، حيث تسعى لفرض معادلة جديدة تجعل إسرائيل تتعامل معها كحقيقة لا يمكن تجاوزها.

استراتيجية استنزاف محسوبة
ويقرّ قادة الحركة بأن الهجوم المفاجئ على جنوب إسرائيل «لم يكن يهدف إلى حسم عسكري، بل إلى استدراج إسرائيل إلى حرب طويلة تُنهكها سياسيًا وتزيد عزلتها الدولية»، بحسب الصحيفة الأمريكية.

هذه الاستراتيجية، وفق مراقبين، «تعكس رغبة حماس في استخدام الزمن كسلاح، على أمل أن يؤدي طول أمد الصراع إلى خلق ظروف مواتية لانتزاع صفقة تحفظ بقاءها».

ويلخص الباحث خالد الحروب الأمر بقوله: «الاستسلام ليس واردًا في قاموس حماس»، فيما ذهب قادة عسكريون أبعد من ذلك، معتبرين أن مصير الحرب محصور بين صفقة «مشرفة» تضمن استمرار الحركة أو المضي نحو «الشهادة».

لكن ما مفهوم «الصفقة المشرفة»؟
من منظور حماس، فإن الصفقة المشرفة ليست مجرد وقف لإطلاق النار، بل اتفاق يضمن بقاء نفوذها؛ فهي ترفض بشكل قاطع الشروط الإسرائيلية التي تدعو إلى نزع سلاحها أو نفي قياداتها، وتطرح بدلًا من ذلك تسوية تشمل تبادل الأسرى، وإنهاء الحرب، وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع.

غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يرفض أي اتفاق يبقي حماس كفاعل سياسي أو عسكري، مؤكدًا التزامه بتفكيكها عبر القوة أو المفاوضات.

المدنيون في قلب المأزق
وبين تصلب المواقف، يبقى المدنيون الفلسطينيون الخاسر الأكبر؛ فعدد القتلى في غزة تجاوز 60 ألفًا منذ أكتوبر/تشرين الأول، مقابل 1200 قتيل في إسرائيل خلال الهجوم الأولي، بحسب الأرقام الرسمية. وتعكس هذه الفجوة الدراماتيكية التناقض بين خطاب «المقاومة» وواقع المعاناة اليومية للسكان.

ورغم الكلفة الباهظة، تراهن حماس على أن حاجة إسرائيل إلى إنهاء الحرب واستعادة أسراها ستجبرها على القبول بتسوية لا تتضمن استسلام الحركة.

ويقول المحلل الفلسطيني عصمت منصور إن حماس «تدرك أن الحرب مكلفة، لكنها تعتقد أن الصمود سيمنحها فرصة لانتزاع صفقة أفضل».

ومع ذلك، لا يستبعد محللون أن تضطر الحركة في النهاية إلى «تقديم تنازلات صعبة لحماية مصالحها»؛ مثل تعليق أنشطتها العسكرية أو وضع سلاحها تحت إشراف طرف ثالث، ما يتيح لها الحفاظ على وجودها السياسي.

وفي الداخل الغزّي، يتزايد السخط الشعبي. فبينما يحمّل السكان إسرائيل مسؤولية الدمار، يوجّه كثيرون انتقادات لقرار حماس الذي فجّر الحرب، معتبرين أنه جلب كارثة غير مسبوقة.

ورغم ذلك، تواصل الحركة تسويق موقفها الرافض للاستسلام باعتباره «حماية للشعب»، مؤكدة أن أي توقف عن المقاومة من دون ضمانات سياسية يعني تسليم القطاع لمصير مجهول.

"مؤسسة الهجرة تكرم الموظف المثالي لشهر اغسطس"


كلية يافع الجامعية تفتح أبواب الأمل أمام خريجات الثانوية برصد لإعداد المعلمات وسد بعض النقص في مدارس البنات*


جوائز مهرجان فينيسيا 2025.. توقعات بالأسد الذهبي لـ«صوت هند رجب»


الآن.. رابط تنسيق جامعة الأزهر 2025 الرسمي لتسجيل الرغبات