اخبار الإقليم والعالم
اكتشاف جسيّم جديد يمنع كوفيد - 19 من إصابة الخلايا البشرية
كشفت أبحاث حديثة قادها أكاديمي من جامعة سوانزي عن نظام جليكوزي صناعي وهو عبارة عن جسيم نانوي من البوليمر المغلف بالسكر، يمكنه منع كوفيد – 19 من إصابة الخلايا البشرية، ما يقلل معدلات الإصابة بنحو 99 في المئة.
والنظام السكري هو جسيم مصمم خصيصًا لمحاكاة السكريات الطبيعية الموجودة في الخلايا البشرية. وتتكون هذه السكريات، المعروفة باسم بولي سيالوسيدات، من وحدات متكررة من حمض السياليك، وهي هياكل تستهدفها الفايروسات عادةً لبدء العدوى بنسخ هذه البنية، ويعمل هذا الجزيء الاصطناعي كطُعم، حيث يرتبط ببروتين سبايك الفايروس ويمنعه من الالتصاق بالخلايا الحقيقية.
وعلى عكس اللقاحات التي تحفز الاستجابات المناعية، يعمل هذا الجزيء كدرع مادية، ما يوفر نهجا جديدا للوقاية من العدوى.
وباستخدام تقنيات مخبرية متقدمة لقياس التفاعلات الجزيئية ومحاكاة ارتباط الفايروس، وجد الباحثون أن نظام الجليكوز يرتبط بالفايروس بقوة أكبر بـ500 مرة من مركب مشابه يحتوي على كبريتات دون سكريات. كما كان فعالاً بجرعات منخفضة جدًا، ونجح ضد كلٍّ من سلالة “سارس – كوفي – 2” الأصلية والمتحور “دي 614 جي” الأكثر عدوى.
الكشف الجديد بمثابة حجر أساس لفئة جديدة من علاجات الفايروسات لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر
وأظهرت الاختبارات على خلايا الرئة البشرية انخفاضًا في العدوى بنسبة 98.6 في المئة عند وجود الجزيء. والأهم من ذلك سلط البحث الضوء على أن فاعليته لا تنبع فقط من شحنته، بل من تركيبته السكرية الدقيقة، ما يمنح هذا النظام السكري قدرته القوية على منع العدوى.
هذا الاكتشاف هو نتيجة التعاون بين جامعة سوانسي، وجامعة برلين الحرة، وشاريتيه جامعة برلين. وبصفتها المؤلفة الرئيسية والمشرفة على البحث قالت الدكتورة سوماتي بهاتيا، المحاضرة الأولى في الكيمياء بجامعة سوانزي، “لقد كانت قيادة هذا البحث، إلى جانب شركائنا الدوليين، مجزية للغاية. فهو يفتح آفاقًا جديدة لاستخدام أنظمة الجليكوز كإستراتيجية علاجية ضد فايروس كورونا المستجد ‘سارس – كوفي – 2’ وقد يُرسي الأساس لفئة جديدة من العلاجات المضادة للفايروسات بهدف حماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر.”
ويستعد الفريق الآن لإجراء المزيد من الاختبارات البيولوجية في مختبرات عالية الاحتواء لتقييم فاعلية الجزيء ضد سلالات فايروسية متعددة.
وقد يمهد هذا الاختراق الطريق لتطوير بخاخات الأنف المضادة للفايروسات، ومطهرات الأسطح، والعلاجات لحماية الفئات الضعيفة، ما يوفر خط دفاع جديدا ضد كوفيد – 19 والأوبئة المستقبلية.
وبالتوازي مع الكشف الجديد يعمل باحثون في جامعات عديدة على إيجاد علاجات لفايروس كورونا، وظهرت بعض النتائج الواعدة في هذا الشأن حيث أكد فريق من العلماء، معظمهم من جامعات كورية جنوبية، فاعلية علاج يُؤخذ عن طريق الفم ضد فايروس كوفيد – 19.
وسيقوم العلماء بإجراء تجربة سريرية إضافية، وفي حال تمت الموافقة على الدواء سي.بي- كوف 03 من قبل وزارة الغذاء وسلامة الدواء الكورية، فقد يُتاح في الأسواق اعتبارا من العام المقبل.
وطوّرت شركة التكنولوجيا الحيوية الكورية “هيونداي بايوساينس” الدواء وأظهرت النتائج أنه يعالج الأعراض الرئيسية لكوفيد – 19، كما حددتها إدارة الغذاء والدواء الأميركية، بما في ذلك السعال والصداع والتهاب الحلق والغثيان والقشعريرة.
وقال البروفيسور تشوي جين هو من جامعة دانكوك، في تصريح لوكالة “يو بي آي” للأنباء، “أجرينا تجربة سريرية عشوائية، خاضعة للتحكم في استخدام الدواء الوهمي، وشملت 300 مريض، وتبين أن الدواء كان فعالا في مقاومة أعراض كوفيد – 19 لمدة تزيد عن 48 ساعة، من دون تسجيل أي آثار جانبية خطيرة.”
وأضاف “المرضى الذين تلقوا العلاج بـسي.بي- كوف 03 تعافوا بشكل أسرع وعادوا إلى حالتهم الصحية الطبيعية، كما انخفضت لديهم احتمالات دخول المستشفى مقارنة بالمجموعة التي تلقت العلاج الوهمي. هذا يُظهر أن الدواء آمن وفعّال في حالات كوفيد – 19 الخفيفة إلى المتوسطة.”
وتابع تشوي قائلا إنه يتوقع للدواء سي.بي- كوف 03 أن يحقق نجاحا تجاريا واسعا، لأنه يعتمد على مادة نيكلوسامايد، وهي دواء معروف سابقا بعلاج عدوى الديدان الشريطية.
باستخدام تقنيات مخبرية متقدمة وجد الباحثون أن نظام الجليكوز يرتبط بالفايروس بقوة أكبر بـ500 مرة من مركب مشابه يحتوي على كبريتات دون سكريات
وأوضح أن “الاستخدام السريري للنيكلوسامايد كان محدودا بسبب ضعف ذوبانه وامتصاصه في الجسم. ومع ذلك تُظهر دراستنا أن سي.بي- كوف 03، الذي يعتمد على النيكلوسامايد، يمكن أن يكون بديلا أكثر أمانا وفاعلية عن علاجات كوفيد السابقة مثل باكسلوفيد.”
وخلص تحليل واسع جديد إلى أن لقاحات كوفيد أنقذت أرواحاً أقل بكثير مما كان يُعتقد سابقاً، حيث انتقد الباحثون “الإلزامات الصارمة”، وفقاً لصحيفة التلغراف.
وفي العام الماضي زعمت منظمة الصحة العالمية أن اللقاحات منعت وفاة 14.4 مليون شخص حول العالم في عامها الأول وحده، بينما تشير بعض التقديرات إلى أن الرقم يقترب من 20 مليوناً.
ومع ذلك تشير نماذج جديدة أجرتها جامعة ستانفورد وباحثون إيطاليون إلى أنه على الرغم من أن اللقاحات أنقذت أرواحاً، فإن الرقم الحقيقي كان “أكثر تحفظاً بكثير” وأقرب إلى 2.5 مليون شخص حول العالم خلال فترة الجائحة.
وقدّر الفريق أن تسعاً من كل عشر وفيات تم تجنّبها كانت لمن هم فوق الستين من العمر، حيث أنقذت اللقاحات 299 شخصاً فقط دون العشرين من العمر، و1808 أشخاص تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاماً على مستوى العالم.
وانتقد الباحثون “الإجراءات الصارمة والحماس لتطعيم الجميع بأي ثمن،” مضيفين أن النتائج كانت لها آثار على كيفية التعامل مع عمليات طرح اللقاحات في المستقبل.