اخبار الإقليم والعالم

قبل ألاسكا.. كيف تبلورت علاقة «قوية» بين ترامب وبوتين؟

وكالة أنباء حضرموت

شهدت علاقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنظيره الروسي فلاديمير بوتين مسارا دراميا ومليئا بالتقلبات، على مدى السنوات الماضية.

هذه العلاقة تميزت بسمات غريبة ونادرة، واتخذت منعطفات غير متوقعة بشأن السياسة الدولية والأمن العالمي.

ويأتي اللقاء المرتقب بينهما في ولاية ألاسكا، التي كانت تاريخيا جزءا من روسيا قبل أن تصبح أمريكية، في سياق يحمل رمزية كبيرة واستراتيجية معقدة، إذ يسعى الزعيمان، عبر هذه القمة، إلى مناقشة إنهاء الحرب في أوكرانيا التي ترسم خطوط الصراع الجيوسياسي بين البلدين.

وعلى مدى سنوات، كان بوتين يحظى بإعجاب ترامب، الذي وصفه صراحة بـ"العبقري"، حتى في ذروة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا عام 2022.

وكان بينهما ما يشبه العلاقة الودية التي تصل أحيانا إلى نبرة مرحة خفية، حيث يكتفي بوتين بمناداة ترامب بـ"دونالد" بشكل يدل على درجة من الألفة غير المعتادة في العلاقات بين قادة دول عظمى.

خلال فترة رئاسة ترامب الأولى، لم يخفِ الأخير إعجابه بالزعيم الروسي القوي، وجرى بينهما اتصال مباشر لست مرات على الأقل منذ استلام ترامب مقاليد السلطة.

وفي لقاء شهير داخل المكتب البيضاوي، قال ترامب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بكلمات أثارت اهتماما واسعا: "بوتين مرّ بالكثير معي".

وبحسب التقرير، يُعرف عن بوتين قدرته على التنقل بسرعة بين المزاح والتهديد، كما يظهر في تعليق ساخر أدلى به على خلفية سؤال حول إمكانية استعادة ألاسكا، قائلا: "لماذا تحتاجون ألاسكا؟ الجو هناك بارد أيضًا. لا داعي للانفعال".

وتغير المشهد الدولي كثيرا منذ قمة هلسنكي عام 2018، التي اعتبرها الكثيرون نقطة فاصلة في العلاقات بين البلدين.

في تلك القمة، صدم ترامب الرأي العام الأمريكي والعالم بموقفه المشدّد تجاه تقرير أجهزة الاستخبارات الأمريكية الذي اتهم روسيا بالتدخل في انتخابات 2016، حيث بدا في دعمه العلني لبوتين وتفضيله قوله على استنتاجات وكالات بلاده الاستخباراتية.

ومع ذلك، ففي فترة ولايته الثانية، بدا ترامب أكثر ثقة بنفسه، لكنه في الوقت ذاته أكثر إحباطًا من أسلوب بوتين في المفاوضات، خاصة مع إطالة أمد الحرب في أوكرانيا التي قلّصت من نفوذ ومكانة روسيا على الساحة الدولية.

من خلال مراجعة اللقاءات الرسمية بين الرجلين، تتضح طبيعة العلاقة التي تجمع بينهما، وأسباب التحفظ على تحقيق اختراقات جوهرية في القضايا المطروحة.

قمة هامبورغ عام 2017

كانت أول لقاء مهم شهدته قمة العشرين في هامبورغ عام 2017، وكان محور الحديث الرئيس هو التدخل الروسي المزعوم في الانتخابات الأمريكية، حيث أظهرت الاستطلاعات آنذاك أن هيلاري كلينتون هي الأوفر حظا.

ورغم تفاقم الاتهامات، قال ترامب آنذاك إنه يصدّق نفي بوتين لأي تدخل.

وفي مأدبة عشاء جمعت قادة القمة، التقى الرجلان بشكل غير رسمي وظل حوارهما الخاص لحوالي ساعة.

فيتنام: نوفمبر/تشرين الثاني 2017

في نوفمبر/ تشرين الثاني 2017 خلال قمة آسيا والمحيط الهادئ في دا نانغ فيتنام، ألغى ترامب لقاءً كان مقررا مع بوتين قبل أن يوافق على لقاء سريع على هامش القمة، ما اعتبره الكرملين إهانة.

ورأى البعض في واشنطن أن الإلغاء كان محاولة للحد من تداعيات اللقاء المثير للجدل في هامبورغ.

فنلندا: يوليو/ تموز 2018

بعد لقاء دام ساعتين، صدم ترامب حتى أعضاء حزبه حين قال إنه يصدق بوتين أكثر من وكالات استخباراته بشأن التدخل في الانتخابات. وعاد إلى واشنطن وسط انتقادات واسعة، فيما رحب الكرملين بالنتائج.

وقد رفض ترامب ذلك علنا في وقت لاحق.

باريس، نوفمبر 2018

أثيرت التكهنات حول اجتماع ترامب وبوتين على هامش إحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الأولى. لكنهما لم يلتقيا إلا في مصافحة سريعة التقطتها الكاميرات، واعتبرها الروس تجاهلا بسيطا يمكن تجاوزه.

أوساكا، اليابان: قمة العشرين – يونيو 2019

التقيا مجددًا بعد صدور تقرير المحقق الخاص روبرت مولر حول التدخل الروسي في انتخابات 2016.

أمام الصحفيين، مازح ترامب بوتين قائلا: "لا تتدخلوا في الانتخابات"، فردّ الأخير مبتسما.

كما دعا بوتين، بوتين لزيارة موسكو للاحتفال بالذكرى الـ75 لانتصار الحلفاء في الحرب العالمية الثانية، لكن اللقاء لم يتم.

بحلول 2020، كان العالم يعيش في ظل جائحة كورونا، وترامب خسر الانتخابات، فيما دخل بوتين عزلة عميقة، وخرج منها برؤية أكثر عداء للغرب.

«أريده اليوم».. ترامب يحدد هدفا صعب المنال لقمته مع بوتين


الإمارات تنفذ الإنزال الجوي للمساعدات الـ72 في قطاع غزة


من محمد رضا شاه إلى خامنئي: 80 عاماً من إنكار السجين السياسي!


أوكرانيا تستبق «رياح ألاسكا» بنشر تعزيزات في الشرق