اخبار الإقليم والعالم
«يوليو» يحبط آمال السياحة الفرنسية.. زوار أكثر وإنفاق أقل
بعد عامٍ من الزخم العالمي الذي رافق استضافة فرنسا لدورة الألعاب الأولمبية، كانت التوقعات تشير إلى صيف سياحي استثنائي يعزز مكانة البلاد كوجهة أولى في أوروبا.
وبينما شهدت بعض المناطق تدفقًا كبيرًا للسياح، خالفت النتائج الفعلية لشهر يوليو/تموز هذه التطلعات. إذ اصطدمت آمال القطاع السياحي بعقبة واقع اقتصادي ضاغط، حيث قلص العديد من الزوار المحليين والأجانب من نفقاتهم، ما ترك تأثيرًا واضحًا على عائدات الفنادق والمطاعم والأنشطة الترفيهية.
رغم تدفق عدد كبير من السياح الأجانب إلى فرنسا هذا الصيف، فإن النتائج الاقتصادية لشهر يوليو/تموز كانت مخيبة للآمال مقارنةً بالتوقعات المرتفعة التي سبقت الموسم. فقد تبين أن المصطافين من ذوي الميزانيات المحدودة قاموا بتقليص نفقاتهم بشكل ملحوظ، ما أثر على الإيرادات الإجمالية للقطاع السياحي.
مؤشرات حمراء
في نهاية هذا الأسبوع، وتحديدًا غداً السبت، تتوقع الهيئة المرورية "بيسون فوتيه" (Bison Futé) حركة سير خانقة على الطرقات الفرنسية، تزامنًا مع ما يُعرف بتقاطع رحلات "جوييهتيست" (الذين يأخذون عطلتهم في يوليو/تموز) و"أوتيست" (الذين يبدأون عطلتهم في أغسطس/آب). هذا الحدث السنوي هو عادة مؤشر على ذروة الموسم السياحي، بحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية.
صفقة ترامب التاريخية تشعل أزمة في فرنسا... اتهامات بالخضوع والفشل
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن هذا المؤشر ليس فقط الطرق السريعة، بل حتى محطات القطارات والمطارات الفرنسية تشهد تدفقًا غير مسبوق من المسافرين، موضحة أن الفنادق، وشركات تشغيل المنتجعات، ومخيمات التخييم، والمنازل المفروشة للإيجار، والمطاعم، ومقدمو الأنشطة السياحية... جميعهم يراهنون على موسم أغسطس/آب لتعويض أي خسائر سابقة.
أغسطس يبشّر بالخير
بالنسبة للكثير من الفاعلين في قطاع السياحة، يُعد شهر أغسطس/آب الفرصة الأهم والأكثر ربحًا سنويًا. وقد كان هذا الشهر جيدًا في صيف 2024 (خلال الأولمبياد)، ويبدو واعدًا مجددًا هذا العام. فأسعار الإقامة مرتفعة، ونسب الحجوزات في المرافق السياحية المدفوعة تبدو مشجعة للغاية.
رغم أن المؤشرات في يوليو/تموز لم تكن كارثية من حيث عدد الزوار، فإن معدل الإنفاق الفردي كان منخفضًا. وفقًا للمهنيين، فإن السبب يعود إلى زيادة تكلفة المعيشة التي دفعت الأسر الفرنسية والأوروبية إلى تقليص نفقاتها في العطل، سواء في الإقامة أو الطعام أو الأنشطة الترفيهية.
وقال أحد مسؤولي الفنادق جنوب فرنسا: "كان هناك حجز، نعم، لكن الناس لم يتناولوا الطعام في المطاعم كل ليلة، ولم يحجزوا رحلات بحرية أو زيارات ثقافية كالمعتاد".
حتى مع التوقعات القوية لأغسطس/آب، فإن الخسائر المسجلة في يوليو/تموز يصعب تعويضها خلال الشهر التالي فقط. فالموسم السياحي القصير المدى في فرنسا يعتمد بشكل كبير على أدائين متكاملين لشهري يوليو/تموز وأغسطس/آب. وأي تراجع في أحدهما يترك أثرًا مباشرًا على الحصيلة السنوية.
أول طائرة كهربائية 100% تحلق فوق فرنسا وتعلن بداية عهد جديد
ويشير التقرير إلى أن أصحاب الأعمال الصغيرة والمتوسطة في القطاع السياحي – من مطاعم محلية ومخيمات ريفية ومراكز أنشطة – سيكونون الأكثر تضررًا.
في الوقت الذي اعتقد فيه الكثيرون أن استضافة فرنسا لدورة الألعاب الأولمبية في صيف 2024 ستعطي دفعًا قويًا للسياحة لعام 2025، تُظهر النتائج الأولية أن التأثير الإيجابي لم يكن مستدامًا بالقدر الكافي، خاصة على صعيد السياحة الداخلية والميزانيات المتوسطة.
ويبقى التحدي الآن أمام القطاع هو التكيّف مع السياق الاقتصادي الحالي، وموازنة الأسعار والعروض، لضمان موسم صيفي ناجح في السنوات المقبلة.