اخبار الإقليم والعالم
ليتوانيا تتدرع بـ«أسنان التنين».. غابات اصطناعية وحواجز مضادة للدبابات
رغم أنها لا تتقاسم حدودا مباشرة مع روسيا، إلا أن ليتوانيا بدأت في تنفيذ خطة دفاعية شاملة أسمتها «أسنان التنين».
الخطة تشمل زراعة غابات اصطناعية، وبناء حواجز مضادة للدبابات، وتجنيد وحدات عسكرية سرية، بحسب صحيفة «صن البريطانية»، التي قالت إنها تأتي خوفا من أي توسع روسي محتمل، قد يأتي عن طريق بوابة بيلاروسيا الحليف الوثيق لموسكو، والتي تشترك معها في حدود طويلة تمتد لنحو سبعمئة كيلومتر.
كما تشترك في حدود مع جيب كالينينغراد الروسي، أحد أكثر المواقع العسكرية تحصينا في أوروبا الشرقية، ما يضع ليتوانيا في صدارة قائمة الدول المعرضة لأي تدخل روسي محتمل، بحسب الصحيفة البريطانية.
دفاعات مبتكرة ورسائل ردع
وقال وزير الخارجية الليتواني السابق غابريليوس لاندسبيرغيس، إن بلاده «تأخذ التهديد الروسي على محمل الجد»، مؤكدا ان الحكومة تضع خططا واضحة لتعزيز الحدود وتحصين المناطق المفتوحة التي قد تستخدم ممرا للدبابات.
وأوضح أن الخطة تشمل زراعة غابات دفاعية، وحفر خنادق، وزراعة ألغام، وإنشاء خطوط من التحصينات الخرسانية مثل اسنان التنين، في اشارة الى استعداد حقيقي لصد اي توغل عسكري.
وأضاف لاندسبيرغيس ان ليتوانيا، التي تحتل مرتبة متقدمة بين دول الناتو من حيث الإنفاق الدفاعي، نجحت في التوصل إلى اتفاق مع ألمانيا لنشر خمسة آلاف جندي ألماني مدرب داخل أراضيها، بحلول عام 2027.
واعتبر أن وجود قوات ألمانية على الأراضي الليتوانية سيجعل أي هجوم روسي بمثابة «عدوان مباشر على ألمانيا، ما سيغير معادلة الردع جذريا».
نقاط ضعف
رغم هذه الجهود، تبقى ليتوانيا دولة صغيرة ذات قدرات عسكرية محدودة، حيث يبلغ عدد جنودها النشطين أقل من خمسة عشر ألفا، كما أن تجهيزاتها تعد من بين الأضعف في أوروبا.
ويرى مراقبون أن هذا الضعف قد يغري الكرملين بالمغامرة، لا سيما في ظل الأوضاع المتوترة إقليميا واستمرار الحرب في أوكرانيا.
وحذر فيلمَنتاس فيتكاوسكاس، المستشار السابق للأمن القومي، من أن روسيا قد تستخدم كالينينغراد كنقطة انطلاق لهجوم مباغت، معتبرا أن موسكو تنتهج أسلوب الهجوم غير المباشر عبر الحرب السيبرانية، والهجمات التخريبية، ونشر الفوضى في الداخل.
التحالفات خط الدفاع الأول
في مواجهة هذا التهديد، يشدد المسؤولون الليتوانيون على أهمية التحالفات الدولية. ويدعو كل من لاندسبيرغيس وفيتكاوسكاس إلى أن تحذو دول الناتو الأخرى حذو ألمانيا، عبر نشر قوات ومعدات دفاعية في الدول المعرضة للتهديد الروسي. ويعتقدان أن الردع الجماعي هو السبيل الأمثل لمنع موسكو من الإقدام على أي مغامرة عسكرية.