ثقافة وفنون

زياد الرحباني.. محطات في حياة «العبقري غير التقليدي»

وكالة أنباء حضرموت

زياد الرحباني فنان ومسرحي وصف بأنه "عبقري"، أثرى الموسيقى العربية والعالمية بأعمال مزجت بين أصالة الموسيقى العربية الكلاسيكية والجاز.

اشتهر زياد الرحباني، الذي توفي السبت عن 69 عاما، وهو الابن الأكبر للفنانة فيروز والملحّن عاصي الرحباني، خصوصا بمسرحياته التي أنتجها خلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990) وسخر فيها من واقع سياسي اجتماعي شديد التعقيد، ما حوّله من فنان عادي إلى صاحب موقف سياسي.

شكّلت الألحان التي وضعها في مسيرة طويلة امتدّت لأكثر من 50 عاما، علامة فارقة في عالم الموسيقى العربية، بدأها بأغنية "سألوني الناس" التي لحنها حين كان في السابعة عشرة من عمره وغنّتها والدته أثناء اعتلائها المسرح بينما زوجها الفنان الراحل عاصي الرحباني في المستشفى.

وتلتها عشرات الأغنيات التي رأى كثر أنها أحدثت انعطافة جديدة في مسيرة فيروز، على غرار ألبوم "في أمل" و"كيفك أنت".

وفي رصيده أغان وألبومات خرجت بصوته وبأصوات فنانين لبنانيين وعرب. فقد غنّت له أيضا الفنانة التونسية لطيفة في ألبوم "معلومات أكيدة". وكان له مع الفنان اللبناني الراحل جوزيف صقر ألبوم "بما إنو".

"أنا مش كافر"
سخر زياد في أغنياته كذلك من الواقع الاجتماعي في لبنان كما في أغنية "أنا مش كافر"، وشكّل ألبومه "هدوء نسبي" بصمة مميزة في عالم الجاز.

اعتبرت أعماله المسرحية مرآة عن بلده الذي مزّقته الطائفية والحرب. وبدأ زياد الرحباني مسيرته المسرحية في "سهرية" (1973) ثمّ "نزل السرور" (1974) و"بالنسبة لبكرا شو؟" (1978).

ولعلّ أشهر مسرحياته "فيلم أمريكي طويل" (1980) التي تعدّ تصويرا ساخرا لواقع لبنان خلال الحرب الأهلية. وتدور أحداث المسرحية في مستشفى للأمراض العقلية، شخصياته هم مرضى عاصروا تلك الحرب ويشكّلون نماذج مختلفة من المجتمع اللبناني.

بعدها كانت هناك أيضا مسرحيات "شي فاشل"(1983) و"بخصوص الكرامة والشعب العنيد" (1993)، و"لولا فسحة الأمل"(1994).

بالنسبة للكثير من محبّيه، عبّر زياد الرحباني بسخرية لكن بواقعية صادمة عن هموم جيل كامل عاصر حربا دامية لم تنته مفاعليها بعد.

ورأى كثر في مسرحياته ومواقفه استشرافا للواقع اللبناني السياسي والاقتصادي وعمقا في التحليل، وليس فقط استهزاء به.

وكتبت الممثلة اللبنانية كارمن لبّس التي كانت شريكة حياة الرحباني لوقت طويل وشاركته كذلك في العديد من أعماله الفنية "أشعر وكأن كل شيء انتهى، أشعر وكأن لبنان أصبح فارغا".

نعاه مسؤولون لبنانيون، فكتب رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام "بغياب زياد الرحباني، يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة".

وقال رئيس الجمهورية جوزاف عون: "زياد الرحباني لم يكن مجرد فنان، بل كان حالة فكرية وثقافية متكاملة".

كما في مسرحياته، لم يتوان زياد الرحباني عن التعبير عن مواقفه السياسية في مقابلاته التلفزيونية، فقد كان يساريا وشيوعيا في بداياته، ومناصرا للفلسطينيين، ومناهضا للطائفية، وبالإضافة إلى أعماله الفنية، أنتج زياد عددا من البرامج الإذاعية مثل "العقل زينة"، وكتب الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام.

صالون أرنيَادَا يقيم جلسة نقاشية لكتاب "همسات حُرّى من مملكة الموتى"


"رقية" تنتهي بمأساة: وفاة شاب في إب تفجّر غضبًا شعبيًا ومطالبات بوقف "دجالي الرقية"


الريال اليمني يواصل تحسنه في عدن بعد توجيهات البنك المركزي


ارتفاع نسبي في أسعار الذهب باليمن وسط تباين بين عدن وصنعاء