اخبار الإقليم والعالم

«الهدال» الألماني.. قصة سلاح «غريب» سبق عصر الطائرات الانتحارية

وكالة أنباء حضرموت

في وقت تشهد فيه ساحات الصراع حول العالم طفرةً في استخدام الطائرات المسيرة الانتحارية، يقفز من الذاكرة سلاح ثوري غريب.

وُلد في أحلك أيام الحرب العالمية الثانية، لا كمقدمةٍ لتلك التكنولوجيا، بل كشاهدٍ على الإبداع الممزوج باليأس العسكري.

فقبل ثمانية عقود، وتحديداً في يونيو/ حزيران 1944 بينما كانت معركة نورماندي الضخمة تشتعل، شهدت السماء ظهور هذا النظام الجوي المركب الغريب. فبدلاً من طائرة واحدة، كانت "ميستل" وحدةً قتاليةً مكونة من طائرتين.

"الهدال": اسم رمزي لسلاح غير مسبوق
سُمِّي النظام "ميستل" تيمناً بنبات الهدال الطفيلي، وهو وصف رمزي للعلاقة بين الطائرتين في هذا النظام. فالقاذفة يونكرز جو88، التي جُهزت برأس حربي يزن نحو 1800 كغم، كانت بمثابة "الطفيلي" القاتل، ويجري تحميلها على ظهر مقاتلة من طراز ميسرشميت بي إف 109 أو فوكي وولف إف دبليو 109.

ميستل النظام الذي مهد لظهور المسيرات

وكان الهدف هو تحويل القاذفات المتقادمة إلى صواريخ موجهة قادرة على تدمير أهداف بحرية محصنة أو منشآت استراتيجية خلف خطوط العدو، بمدى يصل إلى 2400 كيلومتر، دون الحاجة لاستهلاك وقود المقاتلة.

من طائرات بريد إلى قنابل طائرة
لم تكن فكرة الطائرات المسيرة الانتحارية جديدة كلياً. ففي ثلاثينيات القرن الماضي، استخدمتها شركات الطيران لزيادة مدى الطائرات التجارية، لكن الحرب تسببت في اندثار هذه التطبيقات المدنية، لتُبعث الفكرة مجدداً في سياق عسكري قاتم.

بدأت التجارب باستخدام طائرات خفيفة، تطورت تدريجياً حتى الوصول إلى المقاتلات الفعلية. وتم تطوير نظام فصل دقيق يعتمد على مفاصل متفجرة، مع توصيل أنظمة التحكم بالقاذفة إلى قمرة قيادة المقاتلة. لكن المفارقة كانت في أن القاذفات كانت بلا مكابح، ما جعل الإقلاع الفاشل مغامرة مميتة.

أول ظهور قتالي: نورماندي
في 14 يونيو/ حزيران 1944، صادف طيارو الحلفاء أول طائرة "ميستل" في الجو. وقال الطيار الكندي والتر دينسدال: "كانت تسير كفرس نهر عجوز... اعتقدت أنني أصبت الطيار، لكن لم يكن هناك طيار أصلاً."

بعد أيام، في ليلة 24-25 يونيو/حزيران، نُفذت أول مهمة ناجحة ضد أسطول الحلفاء في خليج السين.

ومع تعثر الهجمات البحرية، تم تحويل مهمة وحدات "ميستل" لضرب الجسور الحيوية التي تستخدمها القوات السوفياتية في تقدمها نحو برلين.

في إحدى الهجمات على جسر في مدينة غورليتز، سجلت الضربة إصابات مباشرة، لكنها أخّرت تقدم الجيش الأحمر ليومين فقط.

ورغم إنتاج نحو 250 وحدة من هذا السلاح، لكن معظمها ظلت على الأرض، إما لتعرضها للقصف أو لعدم فاعليتها أمام كثافة الدفاعات الجوية الحليفة.

وبحسب التقرير، لم يكن الألمان وحدهم من جرّبوا القنابل الطائرة. ففي الأشهر الأخيرة للحرب، حولت القوات الجوية الأمريكية قاذفات B-17 المتقادمة إلى طائرات مفخخة تُقاد عن بُعد بعد قفز الطيارين منها. لكن المشروع، مثل "ميستل"، كان مكلفًا وخطرًا، وانتهى بنتائج مخيبة.

إرث تقني: من الهدال إلى الفضاء
رغم فشل "ميستل" في تحقيق أهدافه العسكرية، فقد أسس لفكرة الأسلحة الجوية الموجهة بعيدة المدى.

فأنظمة مثل Henschel Hs 293 الألمانية وVB-3 Razon الأمريكية، التي ظهرت لاحقاً، استندت إلى مبدأ مماثل وهي الطائرات أو القنابل المنزلقة الموجهة عن بعد.

ولا تزال فكرة الطائرات المركبة قائمة حتى اليوم، ليس في الحرب، بل في الفضاء. فطائرات مثل Stratolaunch Roc، الأكبر عالميًا من حيث باع الجناحين، تحمل مركبات إلى ارتفاعات شاهقة قبل إطلاقها في الفضاء.

وبحسب الموقع، يجسّد مشروع "ميستل" مزيجًا من العبقرية الهندسية واليأس العسكري. كان سلاحًا فريدًا، متطورًا تقنيًا، لكنه جاء متأخرًا جدًا ليغير مجرى الحرب، في وقت كانت فيه ألمانيا تسير بخطى حتمية نحو الهزيمة.

ورغم غرابته، يظل هذا النظام شاهدًا على آخر محاولات الرايخ الثالث لاستخدام الابتكار كوسيلة للهروب من المصير المحتوم.

رئيس مؤسسة طموح للتنمية الإنسانية و أعضائه يشاركون في مؤسم البلدة السياحي في المكلا


وحدة حماية الأراضي توفر الحماية لعوائق مديرية التواهي لإزالة بناء عشوائي


صالون أرنيَادَا يقيم جلسة نقاشية لكتاب "همسات حُرّى من مملكة الموتى"


"رقية" تنتهي بمأساة: وفاة شاب في إب تفجّر غضبًا شعبيًا ومطالبات بوقف "دجالي الرقية"