ثقافة وفنون

ثنائية استثنائية في المشهد الفني الحضرمي

أيمن عيسى وعلي صبري.. أنامل تتقن العزف على وتين الوجدان الحضرمي

وكالة أنباء حضرموت

في عالمٍ يعج بالأصوات المتكررة والتجارب العابرة، يبرز اسمان من عمق حضرموت ليشكلا ملامح حضورٍ فني مختلف، متفرّد، عميق الجذور. إنهما العازفان الحضرميان أيمن عيسى وعلي صبري، اللذان استطاعا بمهارتهما الفنية، وحضورهما الإنساني، أن يرسما لأنفسهما مكانة خاصة في ذاكرة المتلقين، لا بوصفهما عازفين فحسب، بل كرمزين للموسيقى الحضرمية الأصيلة.

يقول أحد المحبين في وصفهما:
"إذا كان للإحساس عنوان، فأنتم عنوانه. وإذا كانت للموسيقى روح، فأنتم نَفَسها."

يشكّل كل من عيسى وصبري نموذجًا لثنائية متناغمة تجمع بين روح الكمان وسحر القانون، بين تقنيات العزف وحدس الإحساس، بين المهنية الفنية والتواضع الإنساني.
أناملهم، وإن بدت بسيطة في الظاهر، إلا أنها تحكي تاريخًا طويلًا من الشغف والعطاء، وتنقل المستمع من لحنٍ إلى حكاية، ومن مقامٍ إلى ذاكرة.

في حضورهم الفني، لا يغيب الحس الوطني، ولا يُنسى الجذر الثقافي. فهم أبناء بيئتهم، وأصواتهم جزء من هوية حضرموت، بكل ما تحمله من جمال ونبل.

 

ما يميز هذه الأسماء ليس فقط تفرّدها على خشبة المسرح أو خلف آلاتها الموسيقية، بل التكوين الأخلاقي والإنساني الذي يُشعّ في تعاملهم مع جمهورهم، وزملائهم، والمجتمع من حولهم.
هم ممن يسبق حضورهم الفنّي، حضورهم الإنساني، ولهذا أحبهم الناس، واحترمهم الجمهور، وتقبّلهم الوسط الفني برحابة.

وفي كلمات أحد محبيهم:
"لم تكن هذه المرة الأولى التي أحاول فيها الكتابة عن شخصيتين فنية عملاقة من عمالقة الفن الحضرمي، لكن هذه المرة أبى قلمي إلا أن يغامر ليخوض بحراً من بحار عطائهما."

 

الذين يتابعون مشوار أيمن عيسى وعلي صبري لا يرون مجرد عزف، بل يعيشون معه طيف الذكريات، وحالة وجدانية عميقة. موسيقاهما تمسّ الروح، لا لأنها تتقن التكنيك، بل لأنها صادقة، وعفوية، وتنطلق من عمق القلب.

ويقول أحد معجبيهما: "أنتم وتين مشاعرنا، الوتين هو ذاك العِرق المتصل بالقلب، وإذا انقطع مات صاحبه، وهكذا هو فنكما، حياة كاملة لقلوبنا."

 

لا مبالغة في القول إن هذين الاسمين تجاوزا حدود المحلية، ليُشار إليهما كرمزين موسيقيين بارزين في المشهد العربي، وبخاصة في كل ما يتصل بالفن الحضرمي والموروث الثقافي الجنوبي.

لقد حملا إرثًا فنيًا عريقًا، وعملاه بحبّ، وأعادا تقديمه برؤية معاصرة، تستحق الاحتفاء والتوثيق.

 

في زمنٍ يزداد فيه التكلّف وتغيب فيه الأصالة، يأتي عازفان مثل أيمن عيسى وعلي صبري ليؤكدا أن الفن ما زال بخير، طالما بقيت فيه هذه الأرواح التي تعزف لا لأجل الظهور، بل لأجل الإحساس، والصدق، والناس.

مفاوضات هدنة غزة: لا شيء يلزم الأطراف بتسوية


أغان على قائمة السيدة الأولى في سبوتيفاي تسبب أزمة للمنصة في تركيا


المغرب يطلق أول خطوة ميدانية في مشروع أنبوب الغاز مع نيجيريا


إسرائيل تهاجم دبابات في السويداء وسط احتدام اشتباكات الدروز والبدو