الهروب من رسوم ترامب.. خطة الشركات الأمريكية داخل الفقاعات التجارية

لتعويض ارتفاع تكاليف التعريفات الجمركية وعدم اليقين بشأن الحرب التجارية، تستخدم الشركات مناطق التجارة الحرة (FTZs)، والمستودعات الجمركية الأمريكية المعتمدة من الجمارك لتأجيل أو خفض ضرائب المنتجات.

ولمناطق التجارة الحرة تاريخ طويل يعود إلى فترة سابقة من الصراع التجاري، أنشأها الكونغرس خلال فترة الكساد الكبير لتشجيع التجارة الدولية وتعزيز الصادرات في وقت وصلت فيه تعريفات سموت-هاولي إلى 53%.

والميزة في هذه المستودعات، أن الشركات التي تستورد المواد الخام أو المنتجات شبه المصنعة أو المكونة من قطع من دول أجنبية، تخزن هذه المواد في مناطق التجارة الحرة أو المستودعات الجمركية داخل ما يعرف بفقاعة تعريفات جمركية، مما يعني أنه عند دخولها الولايات المتحدة، تُخزن معفاة من الرسوم الجمركية.

رئيسة المكسيك: واثقة من اتفاق وشيك مع أمريكا حول الرسوم الجمركية

وبمجرد دخول المنتج إلى منطقة التجارة الحرة "الفقاعة"، يمكن تجميعه أو تعديله بحيث يتحول لمنتج أمريكي خالص لتخف من عليه قيمة الجمارك.

ولا تُحصّل الرسوم الجمركية إلا بعد مغادرة المنتج المنطقة ودخوله التجارة الأمريكية، يمكن تخزين المنتجات في منطقة التجارة الحرة لأجل غير مسمى، مما يسمح للمنتجات التي يمكن تخزينها لسنوات بأن ينتظر مستورديها لحين نهاية الفترات الاقتصادية العصيبة وعودة انتعاشة الأسواق، وتقول شبكة سي إن بي سي، إن المستودعات الجمركية لها حد أقصى يصل إلى 5 سنوات.

وتوجد مناطق تجارة حرة في جميع الولايات الخمسين، ويوجد حوالي 2240 منطقة تجارة حرة في جميع أنحاء البلاد، وفقًا للجمارك الأمريكية.

وبالنسبة للشركات التي تأثرت بشدة بالحرب التجارية لترامب، يُعدّ الحفاظ على السيولة النقدية أمرًا بالغ الأهمية.

وصرح جيسون ستريكلاند، مدير المبيعات في شركة جيفنز للخدمات اللوجستية، بأنه بتأخير دفع الرسوم الجمركية، "تُحرر مناطق التجارة الحرة والمستودعات الجمركية التدفق النقدي للشركة بشكل أساسي.

كما أن هناك فائدة إضافية تتمثل في أنه في حال تصنيع المنتج في منطقة تجارة حرة وإعادة تصديره إلى الخارج، فلن تُفرض أي رسوم جمركية على الإطلاق".

التعريفة المعكوسة
وقبل حرب التجارة العالمية عام ٢٠٢٥، كانت الشركات التي تُصنّع منتجاتها في مناطق التجارة الحرة تستفيد مما يُعرف بميزة "التعريفة المعكوسة".

هذا يعني أن الشركة كان لديها خيار دفع رسوم جمركية أقل على المنتج النهائي بدلاً من دفع رسوم جمركية أعلى على المكونات الفردية المُستخدمة في عملية التصنيع.

وتشمل الشركات التي عملت داخل مناطق التجارة الحرة شركات صناعة السيارات فورد وجنرال موتورز وكرايسلر، بالإضافة إلى جنرال إلكتريك وإنتل وسوني.

ووفقًا للمنظمة العالمية للمناطق الحرة، استخدمت شركة فايزر أيضًا مناطق التجارة الحرة أثناء تطويرها لقاح كوفيد.

ومكّن هذا البرنامج شركة فايزر من إنتاج اللقاحات دون تكبد رسوم جمركية إضافية على مكونات الأدوية، وتخزين اللقاح حتى حصوله على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

لكن الرئيس ترامب أنهى هذه القاعدة بأوامر تنفيذية حديثة، وبالنسبة لشركات مثل ريجنت تيك إندستريز، التي تُصنّع علامات الطرق السائلة التي يستخدمها عمال الطرق لرسم خطوط الطرق والطرق الفرعية والسريعة في البلاد، فقد أصبح هذا الأمر مشكلة كبيرة، مما أدى إلى فرض رسوم جمركية إضافية بملايين الدولارات.

وقالت هيلين توركوس، رئيسة شركة ريجنت تيك، "منتجنا أشبه بالخبز، إذا كان هناك مكون واحد مفقود، فلن تتمكن من صنعه، ولا يمكننا الحصول على جميع مكوناتنا من هنا، نحن ندفع الآن حوالي 7% زيادة لأن خيار التعريفة المعكوسة لم يعد متاحًا لنا".

خطابات ترامب الجمركية.. قائمة 23 دولة تواجه رسوماً تصل إلى 50%

وبدون الاستفادة من التعريفة المعكوسة للمناطق الحرة، تحولت العديد من الشركات بسرعة إلى المستودعات الجمركية، ووصفت ستريكلاند الطلب لشبكة CNBC بأنه هائل.

يمكن للشركات استيراد المنتجات في فقاعة تجارية بمعدل تعريفة أعلى، وتخزينها دون دفع رسوم، ولكن على عكس تثبيت معدلات التعريفة في المناطق الحرة، إذا انخفضت التعريفة أثناء وجود المنتج في مستودع جمركي، يمكن للشركة الإفراج عن منتجها ودفع معدل التعريفة الأقل.

وقالت ستريكلاند، "في نهاية المطاف، الهدف هو حماية تدفقك النقدي".

وأضافت "أنت لا ترغب في استيراد جميع سلعك وإنفاق أموالك على رسوم جمركية قد لا تُطبق خلال ستة أسابيع أو ستة أشهر، إذا كان بإمكانك تأجيلها حتى يصبح السوق جاهزًا لاستهلاك تلك السلع، أعتقد أن هذا وضع سيكون مربح للجانبين".