اخبار الإقليم والعالم
صراع مبكر على مفاتيح البيت الأبيض.. الديمقراطيون يبدأون سباق 2028
رغم أن انتخابات الرئاسة الأمريكية لعام 2028 لا تزال بعيدة بأكثر من عامين، إلا أن المشهد السياسي داخل الحزب الديمقراطي بدأ يتحرك بوتيرة غير مسبوقة.َ
ويشير تقرير لوكالة أسوشيتدبرس إلى أن ولايات التصويت المبكر مثل ساوث كارولاينا وآيوا ونيوهامبشير تشهد زيارات متلاحقة من مرشحين محتملين يطمحون لخوض السباق الرئاسي القادم.
ففي غضون 10 أيام فقط خلال يوليو/تموز الجاري، يزور 3 من أبرز الطامحين الديمقراطيين ولاية ساوث كارولاينا، في تحرك يعكس بداية مبكرة وغير معهودة للترويج لترشحهم.
وبينما يحاول الحزب لملمة صفوفه بعد خسارة الانتخابات الرئاسية والتشريعية في 2024، يرى الكثير من قادته أن الإعداد المبكر لمعركة 2028 بات ضرورة ملحة.
وجوه ديمقراطية بارزة تدخل السباق بهدوء
أحدث الوافدين إلى الساحة هو آندي بشير، حاكم ولاية كنتاكي، الذي سيقضي يومين في ساوث كارولاينا هذا الأسبوع في أول جولة سياسية له خارج ولايته.
ويسعى بشير إلى الحصول على دعم نقابات العمال والمجتمع الإفريقي الأمريكي، خاصة في المناطق التي تميل للجمهوريين، حيث يُتوقع أن يُبرز تاريخه المعتدل ونهجه الجامع.
من جانبه، قام غافين نيوسوم، حاكم كاليفورنيا، مؤخرا بجولة في ساوث كارولاينا، حيث استقبله الناخبون بهتافات "2028"، رغم نفيه المتكرر وجود نية حالية للترشح، مؤكدًا أن هدفه هو دعم الحزب استعدادًا لانتخابات الكونغرس عام 2026. إلا أن تحركاته وظهوره المتكرر في ولايات التصويت المبكر توحي بالعكس.
كما يواصل النائب التقدمي عن كاليفورنيا رو خانا توسيع حضوره على الساحة الوطنية، وهو من أبرز الأصوات الليبرالية المرتبطة بجناح السيناتور بيرني ساندرز.
ويستعد خانا لعقد لقاءات شعبية في ساوث كارولاينا، مستهدفًا القواعد الشعبية للأقليات، برفقة النائب جوناثان جاكسون، نجل الناشط الحقوقي الشهير جيسي جاكسون.
في المقابل، يجري رئيس بلدية شيكاغو السابق رام إيمانويل محادثات خلف الكواليس مع شخصيات مؤثرة في الحزب، مثل النائب جيم كلايبورن، أحد أبرز صناع القرار في الانتخابات التمهيدية لساوث كارولاينا، والذي أكد أن عدة مرشحين محتملين تواصلوا معه بالفعل.
أزمة قيادة في الحزب.. وتطلعات 2028
يأتي هذا التحرك في وقت يعيش فيه الحزب الديمقراطي حالة من الفراغ القيادي بعد خسارته البيت الأبيض والكونغرس في 2024، وسط غموض بشأن مستقبل نائب الرئيسة السابقة كامالا هاريس، وشريكها في السباق تيم والتز، حاكم مينيسوتا، واللذين لم يغلقا الباب أمام إمكانية الترشح مجددًا.
ومع غياب شخصية قيادية جامعة، يُتوقع أن يكون سباق 2028 مفتوحًا على مصراعيه، وقد يشهد ترشح أكثر من 30 اسمًا من الوجوه الديمقراطية البارزة.
صراع مبكر على التوجهات الثقافية
يبدو أن هناك تباينًا مبكرًا في الخطاب بين بعض المرشحين، إذ يسعى بشير إلى تقديم نفسه كصوت معتدل قادر على استقطاب الناخبين المحافظين، فيما يركز على قضايا العدالة الاجتماعية التي لطالما شكلت جدلًا داخل الحزب، مثل إقرار عطلة يوم الحرية، وإزالة تماثيل رموز الكونفدرالية، ومناهضة التمييز على أساس المظهر.
أسماء أخرى على الرادار
شهد العام الجاري أيضًا تحركات هادئة من شخصيات مثل: بيت بوتيجيغ، وزير النقل والمرشح السابق للرئاسة، الذي زار آيوا مؤخرًا.
جاي بي بريتزكر، حاكم إلينوي، الذي شارك في حملة تبرعات مهمة بنيوهامبشير.
ويس مور، حاكم ماريلاند، وتيم والتز، حاكم مينيسوتا، اللذان زارا ساوث كارولاينا لدعم مرشحي الحزب المحليين.
بينما يظل كل من غريتشن ويتمير، حاكمة ميشيغان، وجوش شابيرو، حاكم بنسلفانيا، بعيدين مؤقتًا عن الأنظار، إذ يركزان على شؤون ولاياتهم، رغم أنهما يُعتبران من الأسماء الثقيلة في أي سباق رئاسي مستقبلي.
في ظل هذا الحراك المبكر، يبدي الناخبون المحليون حماسًا متزايدًا. تقول جودي غاولين، مسؤولة الحزب الديمقراطي في إحدى مقاطعات ساوث كارولاينا المحافظة: "هذا بالضبط ما كنا ننتظره، أن نبدأ التحرك مبكرًا".