أخبار محلية

المقاوم عبده ناجي صالح الحازمي: قصة صمود مقاتل يمني في وجه آلة الحرب مليشيا الحوثي

وكالة أنباء حضرموت

في خضم   الحروب الدامية التي قامت  بها المليشيات الحوثي  على مدى عقود، تبرز قصص شخصيات استثنائية تجسد روح المقاومة والتضحية. إحدى هذه القصص هي قصة المقاوم عبده ناجي صالح الحازمي، المولود عام 1972، الذي يمثل نموذجًا للمقاتل العصامي الذي لم تزداد عزيمته إلا قوة في مواجهة التحديات الجسيمة، متصديًا للميليشيات الحوثية منذ بزوغ فجر تمردهم. من طفل بدوي كان يدرس في منطقة هويرب بأبين، الى آخر منصب ركن إمداد وتموين في اللواء الخامس مقاومة، يسطر الحازمي فصولاً من الصمود والبسالة تستحق التقدير والتخليد.
مسيرة عسكرية حافلة بالتضحيات والجراح
بدأت مسيرة المقاتل عبده ناجي الحازمي العسكرية في الأول من يناير عام 1989، عندما انضم إلى السلك العسكري في معسكر الجلاء صواريخ سكود بالبريقة في عدن. كانت تلك هي نقطة الانطلاق في رحلة طويلة وشاقة. بعد حرب 1994، نُقل الحازمي إلى اللواء 127 مشاة في قفلة عذر بعمران، حيث بدأت الفصول الأولى من صراعه الطويل والمرير مع الميليشيات الحوثية.
لم تتوقف مشاركته في الدفاع عن وطنه عند هذا الحد. ففي عام 2000، كان الحازمي في طليعة المشاركين في المعركة الأولى ضد المتمرد حسين بدر الدين الحوثي في صعدة، وتحديدًا في جبل الحكمي بمديرية حيدان. لقد كانت تلك التجربة بداية لسلسلة من المواجهات الدامية التي خاضها بشجاعة نادرة. وفي السادس والعشرين من سبتمبر 2004، تعرض لإصابة بليغة إثر شظايا قنبلة في الرأس وطلقة في الرجل اليمنى أثناء اقتحام كهف سلمان الذي كان يعتبر معقل الحوثي آنذاك. ورغم خطورة إصاباته التي استدعت تلقيه العلاج في صنعاء، إلا أن عزيمته لم تلن. عاد الحازمي ليشارك في المعركة الثالثة بحرف سفيان، مساهمًا بفعالية في دحر الحوثيين من حرف سفيان حتى وادي نشور. ولكن مسيرته لم تخلو من الأوجاع والمعاناة، ففي التاسع والعشرين من مايو 2007، أصيب مرتين بطلقتين قناصة في يديه الاثنتين، لتضاف هذه الجراح إلى رصيده من التضحيات.

من الجبهات الأمامية في صعدة إلى قيادة المقاومة الشعبية في منطقة باهر بماوية تعز

مع اندلاع ثورات الربيع العربي، اتخذ الحازمي قرارًا بمغادرة اللواء في قفلة عذر وعاد إلى مسقط رأسه لزراعة أرضه. لكن القدر كان يدخر له دورًا آخر في مسيرة المقاومة. فمع تقدم عصابات الحوثي إلى منطقة باهر، لم يستطع عبده ناجي الحازمي أن يقف مكتوف الأيدي أمام هذا الزحف العدواني. بادر إلى استدعاء الشرفاء والمقاتلين من أبناء المنطقة، ونظم مواقع ونقاط تفتيش ليلية حصينة. قسم المقاتلين إلى ثلاث كتائب وسرايا، ووضع قيادتها لابن أخته ورفيقه الشهيد جمال علي صالح الجبيري، ورفيقيه الشهيدين خالد عبدالله راوح جواس وأحمد عبيد طالب المنصوري، مؤكدًا بذلك على روح التكاتف والقيادة التي تميز بها.
خاضت هذه المجموعات معركة ضارية وشجاعة ضد العصابة الإجرامية في مايو 2015. وعلى الرغم من تلقي الحوثيين تعزيزات كبيرة، مما اضطر المقاتلين إلى التراجع تكتيكيًا إلى مثلث الصليب، إلا أنهم لم يستسلموا. أعادوا تجميع صفوفهم وتحديد مواقع دفاعية جديدة، ليؤكدوا على تصميمهم على مواصلة الكفاح.
استمرار الكفاح والقيادة في الصفوف الأمامية
استمر الحازمي في مسيرته النضالية، ففي التاسع والعشرين من أبريل 2019، التحق باللواء الخامس مقاومة. وبفضل خبرته وتفانيه، ترقي إلى ركن إمداد وتموين للواء في جبهة مثلث الصليب – تورصة – الأزاق بمحافظة الضالع ثم نُقل بعد ذلك إلى جبهة حجر الضالع، ليواصل دوره المحوري في دعم وإسناد المقاتلين.
وفي خطوة تعكس حرصه على التطوير والتعلم المستمر، أُرسل الحازمي في الأول من يونيو 2024 لدورة ضباط في معهد صلاح الدين. تخرج منها  بتقدير ممتاز ليعود ويواصل عمله في إطار اللواء الخامس مقاومة في قطاع حجر سناح بمحافظة الضالع.

تبقى قصة عبده ناجي صالح الحازمي شاهدة على روح المقاومة  التي لا تلين. فمع كل جرح وكل معركة، تتأكد أن روحه القتالية لم تخمد وأن عزيمته لا تتزعزع في سبيل تحرير وطنه وإحلال السلام في المنطقة. إنه نموذج حي للمقاتل العصامي الذي يجسد معاني الصمود والتضحية، ويثبت أن الإرادة الصلبة يمكنها أن تتحدى أعتى الصعاب

الوزير الزعوري يبحث مع مديرة "اليونيسف" الجديدة بعدن سبل تعزيز التعاون في مجالات حماية الطفولة


مركز الملك سلمان للإغاثة يدشن مشروع توزيع مساعدات التمور 2025 في محافظة الضالع


مؤسسة السعيد تدعم أنس المرايبي في بطولة كمال الأجسام بالسعودية


مدير مكتب صحة الأزارق يعزي بوفاة الشيخ الحاج علي عبدالله صالح