تقارير وحوارات
محاولة مفضوحة لتبرير الحملة القمعية القادمة لنظام الملالي
محاولة مفضوحة لتبرير الحملة القمعية القادمة لنظام الملالي
محاولة مفضوحة لتبرير الحملة القمعية القادمة لنظام الملالي
بقلم سعاد عزیز
کاتبة مختصة بالشأن الایرانی
ليس هناك من نظام يمکن أن يبالغ ويهول في قدارته وإمکانياته کما فعل ويفعل نظام الملالي ولاسيما من النواحي الامنية مع ملاحظة إن نظام الملالي کما کان الحال مع سلفه نظام الشاه، فقد أولى إهتماما إستثنائيا بالاجهزة الامنية لعلمه بأن الشعب يرفض النظام ولن يقبله، وقد وصل ولعه بالاجهزة الامنية الى حد إنه قام بتأسيس وزارة للأمن ومهمتها الاساسية مراقبة الشعب عموما والمعارضين السياسيين خصوصا.
التشدد الامني المتزامن مع الممارسات القمعية والاعدامات، هو ما قد دأب عليه هذا النظام في مواجهة الرفض الشعبي وفي مواجهة المعارضة الوطنية المصرة على إسقاطه والمتمثلة بمنظمة مجاهدي خلق، وقد کان النظام يتبجح أيضا بأن قدراته الامنية والاستخبارية على الصعيد الدولي قوية ومتمکنة جدا وإنه من المستحيل على أعداء النظام أن يخترقوا جداره الامني، لکن تجارب الاعوام الماضية أثبتت کذب هذا الادعاء ولاسيما بعد النشاطات المناوئة المختلفة التي قامت أجهزة إستخبارية أخرى على أراضيه من دون أن يتمکن من کشفها وإلقاء القبض على المشارکين فيها.
الحقيقة التي أثبتتها الاحداث والتطورات إن الاجهزة الامنية للنظام ووزارة الامن في مقدمتها، ترکز معظم جهودها على مرقبة الشعب والمعارضين النشطين وتحديدا منظمة مجاهدي خلق، في حين أثبتت فشلها على الصعيد الدولي وعلى صعيد مواجهة النشاطات الاستخبارية الدولية المضادة وهو أمر تم لمسه بوضوح منذ عام 2023 وحتى الان.
وبسياق يکشف حقيقة إن نظام الملالي يرکز جهده على مراقبة الشعب الايراني وقمعه وفي اعتراف لافت يعكس حجم القلق الداخلي، صرح آقا محمدي، عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام، خلال مراسم تشييع أحد قادة الحرس قائلا: "اليوم نحن في خضم لعبتين؛ فالعدو من جهة ينسج مؤامرة ضد إيران، ومن جهة أخرى يطلب وقف إطلاق النار". وأضاف، في محاولة يائسة لحشد الصفوف المنهارة: "لقد قام العدو بتدريب خمسين ألف جاسوس على مدى عشر سنوات وأدخلهم إلى الميدان بكل الإمكانيات. إذا شعر أحد بالخوف أو القلق، فلا يجب أن يسمح للخوف بالدخول إلى قلبه. يجب أن نرحم بعضنا البعض". إن هذه التصريحات لا تكشف فقط عن حالة الهلع من الاختراق الأمني، بل هي أيضا محاولة لتبرير حملة القمع القادمة ضد الشعب تحت ستار مواجهة "الجواسيس"، لکن من دون أن يشعر هذا النظام الاستبدادي بالخجل من إعترافه بأن هناك 50 ألف جاسوس مدرب على مدى 10 أعوام، إذ أين کانت وزارة الامن من ذلك أم إنها وکما هو معروف عنها وعن الاجهزة القمعية الاخرى مختصة بمراقبة الشعب الايراني؟!