اخبار الإقليم والعالم

فصل النساء عن الرجال في مصاعد دمشق يفتح نقاشا على مواقع التواصل

وكالة أنباء حضرموت

انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لمحامية في دمشق تحدثت فيه عن منعها من استخدام مصعد في مبنى مديرية المالية بدمشق، أثناء قيامها بإجراء رسمي، لأنه تم اتخاذ قرار بفصل النساء عن الرجال في المصاعد.

وقالت المحامية عهد خوجا إن أحد الرجال الموجودين داخل المصعد رفض تشغيله بوجودها، وطلب منها الخروج والتوجه إلى المصعد الآخر “المخصص للنساء”، بذريعة تجنب الاختلاط. وأظهرت اللقطات التي نشرتها خوجا لافتات توضح المصاعد المخصصة للنساء من تلك المخصصة للرجال في المبنى!

وأثار مقطع الفيديو استياءً واسعا في مواقع التواصل، حيث اعتبر الكثير من المعلقين أن هذه السلوكيات غير مقبولة وتستند إلى منطق السلطة الذكورية وتنتقص من مكانة النساء واشتغالهن في الميدان العام، وتساءل حساب:

@walaken_show 
اشتكت محامية سورية من منعها من استخدام مصعد في مبنى مالية دمشق بحجة أنه مخصص للرجال فقط، ليتضح أنه تم فصل الرجال عن النساء في استخدام المصاعد.
ما رأيك في سياسة فصل الرجال عن النساء المتبعة حديثا في سوريا؟

وكتب ناشط ساخرا من الإجراء:

@mehmod_kolo 
في بعض الدوائر بدمشق المصاعد مفصولة؛ الرجال وحدهم والنساء وحدهن، لأن الأمن الأخلاقي قد لا يصمد بين الطابقين.  

وأوضحت خوجا أنها رفضت الامتثال للطلب، وواجهت الرجل بالقول “بإمكانك أنت أن تنزل إن لم ترغب في وجودي،” مؤكدة أن هذه الممارسات تنطوي على تمييز مهني لا يمكن التساهل معه، وأضافت “أعلم أن هناك من سيقول إن هذا الفصل من أجل راحة النساء، أو إنه لا يستحق إثارة الجدل، لكني لست هنا كامرأة فقط، بل كمحامية أؤدي واجبي المهني.”

وتضاف هذه الحادثة الى حوادث أخرى مشابهة، حيث شهدت دمشق وعدة مدن أخرى حراكا شعبيا يطالب بمدنية الدولة ويعبر عن رفضه للهيمنة الفكرية التي تمارسها بعض الجماعات المتشددة. وإحدى التظاهرات في دمشق حملت مشهدا أثار جدلا واسعا، حيث دعا أحد المشاركين إلى عزل النساء عن الرجال أثناء الاحتجاج، مرددا شعارات دينية وسط هتافات التكبير.

وهذه الدعوة فتحت الباب واسعا لنقاش حول طبيعة الحراك الشعبي السوري والمخاوف المتزايدة من سيطرة الجماعات المتشددة على المشهد العام.

وقام العديد من الناشطين بنشر صور ومقاطع فيديو لنساء سوريا عبر مر التاريخ وتوثيق دورهن ومكانتهن في المجتمع، وجاء في تعليق:

@AbnaAlhyat91565 
هؤلاء هن سيّدات دمشق… ولسن “نسوان” باب الحارة وحارة القبة وباقي المسلسلات الشامية!
لأجلهن تم تدمير السيدات السوريات، سَفَهُوا المرأة السورية على أنها غرارة وثرثارة…، لكنهن كن سيدات متعلمات ومثقفات وطبيبات ومهندسات. في الخمسينات كانت السيدة الدمشقية عنوان الثقافة والإقدام على كسب العلم والمعرفة والتسابق لاكتساب مقومات الحضارة. ومن ضمنهن المهندسات والطبيبات والمعلمات.

في المقابل ذكر آخرون أن حقوق المرأة في سوريا محفوظة وما يتم اتخاذه من إجراءات يأتي بهدف حمايتها واحترامها، معتبرين أن شوارع دمشق تعيش حياة طبيعية لا توجد فيها الظواهر التي يتحدث عنها بعض الناشطين على مواقع التواصل، وكتبت الإعلامية آسيا هشام:

@AsyaHesham 
السهر يعمّ كل زاوية في دمشق. من الواضح أن الجميع مرتاحون: المتدين يعيش على سجيته، واللاديني كذلك. كلٌّ يمارس حريته كما يشاء، في لباسه، في مأكله، في مشربه، دون خوف أو تقييد.
لكن ما أثار انتباهي في أحد هذه الأماكن، الذي قصدته بنفسي لأعاين تفاصيل الحياة فيه، أن عناصر الأمن العام يقفون على الباب لحراسة السهرة حتى ساعات الفجر، وكأن دورهم الرسمي صار ضمان استمرار “السهرة اليومية” بأمان!
ثم يأتونك ويقولون: دمشق إسلامية…
حقًا؟! أين هي تلك “دمشق الإسلامية” التي تتحدثون عنها؟!

لكن هناك من يعتبرون أن الدعوة إلى عزل النساء عن الرجال ليست مجرد إجراء تنظيمي، بل تعتبر جزءا من “فقه الضرورات” الذي تستغله الجماعات المتشددة لتبرير خطواتها المؤقتة نحو السيطرة الكاملة.

ويضيف هؤلاء أنه رغم محاولات السلطة الجديدة تقديم نفسها في صورة معتدلة، إلا أن الأحداث على الأرض تكشف تناقضا صارخا بين الشعارات والممارسات. فالحراك المدني الذي يدعو إلى دولة ديمقراطية علمانية يجد نفسه مضطرا إلى مواجهة خطاب متشدد يحاول استغلال الفضاء الشعبي لتمرير أجنداته.

وبين الدعوات المدنية وتيارات التشدد، يجد الحراك الشعبي السوري نفسه في مفترق طرق. التحدي الأكبر يتمثل في الحفاظ على طابعه المدني وعدم السماح لأي طرف بجره إلى خطاب يستبدل الطموح الديمقراطي بقيود أيديولوجية أخرى. والوعي الشعبي والضغط من أجل مدنية الدولة هما السبيل الوحيد لمواجهة محاولات الهيمنة المتشددة.

وتعكس تعليقات السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي تطلعهم إلى الحرية والديمقراطية، لكنها في الوقت ذاته تُظهر مدى تشابك المشهد السوري، حيث تختلط الأهداف المدنية بمحاولات السيطرة الأيديولوجية. 

زعيمة المعارضة الإيرانية ترسم ملامح إيران ما بعد السقوط


من أجل إيران حرة وديمقراطية.. إيرانيون يتجمّعون في برلين


سيل من المعلومات المضللة يغطي على الوقائع الحقيقية للحرب


الجفاف يهدد ملايين العراقيين: سد دوكان الضخم يفقد 75 في المئة من مياهه