اخبار الإقليم والعالم
القصيبي .. نازعو «مسام» ضحوا بأرواحهم لإزالة 500 ألف لغم من الأراضي اليمنية
قال الأستاذ أسامة القصيبي، مدير عام مشروع «مسام» لنزع الألغام - اليمن، إن تحقيق الرقم 500 ألف من الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة التي تم نزعها من الأراضي اليمنية، يعد إنجازا عظيما للمملكة العربية السعودية وللفرق العاملة على نزع الألغام على المستوى الدولي وليس على المستوى المحلي أو الإقليمي فقط، وهذا الرقم ليس بسهل، ومقابل هذا الرقم ضحى مشروع «مسام» بأفراد من عنده، وكان العمل صعبا؛ حيث استمرت الفرق في العمل خلال أزمة كورونا وواجهنا الكثير من العراقيل، لكن الحمد لله نجحنا في تجاوزها.
وأوضح القصيبي خلال تصريحاته في مداخلة مع برنامج «عين الخامسة» على قناة «الإخبارية» السعودية اليوم (الاثنين)، أن عمليات نزع الألغام والذخائر غير المنفجرة والعبوات الناسفة ساعدت في تقليل عدد ضحايا الألغام بنسبة كبيرة في المناطق التي عمل بها مشروع «مسام»، وكذلك عاد الكثير من النازحين والمزارعين إلى قراهم ومزارعهم وبدأوا مرة أخرى في زراعتها، وهذه كلها أثار إيجابية، ونحن لا نعمل إلا في المناطق البعيدة عن الجبهات في اليمن، وهذا الرقم أعتبر أنه بسيط جدا مقابل ما يمكن أن نجده على الجبهات في الوقت الحالي.
وأشار القصيبي إلى أن فرق مشروع «مسام» تستخرج سنويا ما بين 30 إلى 40 ألف لغم، بالإضافة إلى الذخائر غير المنفجرة والتي تخطى عددها نحو 330 ألف ذخيرة تم نزعها منذ بداية عمل المشروع منتصف العام 2018م وحتى اليوم، وهذه الأرقام وجدت في مناطق محررة شملت قرى ومزارع ومدارس ومناطق سكنية ليست قريبة من الجبهات، وهذا يعتبر إنجاز، وأعتقد أن أحد أسباب نجاحنا في هذه المناطق أن الأهالي تعاونوا معنا بشكل كبير، فكان «مسام» بالنسبة لهم بارقة أمل حتى يستطيعوا العودة إلى منازلهم ومزارعهم ومستشفياتهم.
وأضاف أن كل مناطق اليمن التي عملت فرق «مسام» بها فيها أرقام كبيرة، ولكن من أكثر المناطق تلوثا بالألغام تعز التي انتزعت الفرق منها نحو 50 ألف لغم، ثم الحديدة والجوف، وكذلك شبوة التي نزعت فرق «مسام» منها عشرات الآلاف من الألغام مرتين متتاليتين حيث عملنا بها في العام 2018م وكنا على وشك أن نعلنها خالية من الألغام، ثم دخل الحوثي مرة أخرى إلى بيحان وعسيلان وقبل أن يتم طرده مرة أخرى قام بزراعة الألغام ودخل مشروع «مسام» مرة أخرى واكتشفنا أن ما قمنا بنزعه في أول 3 شهور تخطى ما نزعناه في أول 3 سنوات من عملنا هناك.
وأكد القصيبي أن الحوثي تفنن في صناعة الألغام والعبوات الناسفة، لافتا إلى أن 80% إلى 85% من الألغام التي انتزعتها فرق مشروع «مسام» هي ألغام محلية الصنع، حيث يصنع الحوثي ألغام بأحجام وأشاكل مختلفة بعضها مشرَّك وبعضها مربوط بدواسة كهربائية، وفي الكثير من الأوقات اكتشفنا ألغام تستهدف النازعين وليس السكان المحليين، ولدينا إجراءات سلامة عالية جدا بكيفية التعامل مع هذا النوع من الألغام المفخخة.
ولفت مدير عام مشروع «مسام» إلى أن أكبر مشكلة في اليمن هي عدم وجود خرائط لألغام الحوثي، حيث لم يسلم أي خرائط أو إحداثيات للألغام التي قام بزراعتها علما بأن الحوثي وقع على اتفاقية ستوكهولم التي تنص بوضوح على ضرورة تسليم خرائط وإحداثيات الألغام في اليمن.
وفي ختام تصريحاته، قال القصيبي إن أي إنسان يعمل في مجال نزع الألغام يعرف أنه يوميا يمكن أن لا يعود إلى بيته أو قد يصاب بإعاقة، أي شئ يمكن أن يحدث، ونحن نعتمد بشكل كبير على فرق المسح والسكان المحليين، ونبحث كثيرا لاكتشاف هذه الألغام، ولدينا فرق تدخل في حالات الطوارئ عند حدوث إصابات في بعض المناطق، فهي عملية مدروسة فنحن نتدخل في أي منطقة بمعرفة ودراسة ودراية لسلامة منسوبينا والفرق العاملة على الأرض.