اخبار الإقليم والعالم

«فوردو».. «جبل الهلاك» يحتضن رمز البرنامج النووي الإيراني

وكالة أنباء حضرموت

تُعد منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم رمزا لبرنامج إيران النووي، وقدراتها التكنولوجية.

المنشأة شُيّدت داخل مجمع أنفاق تحت جبل في شمال شرق مدينة قُم، على بعد نحو 160 كيلومترًا جنوب العاصمة طهران، وفقا لصحيفة "ذا صن" البريطانية.

وتعرف "فوردو" شديدة التحصين، أيضًا بـ"جبل الهلاك"، حيث بنيت داخل صخور صلبة وعلى عمق يصل إلى نصف كيلومتر تحت الأرض، ما يجعلها منيعة أمام معظم الهجمات الجوية التقليدية، بما في ذلك القنابل الخارقة للتحصينات التي تُستخدمها الولايات المتحدة.

وتُعد فوردو رمزًا لقدرات إيران التكنولوجية في تخصيب اليورانيوم، حيث تحتوي على أجهزة طرد مركزي متطورة تقوم بتخصيب اليورانيوم إلى نسب تصل إلى 60 في المائة، وهي نسبة قريبة جدًا من الـ90 في المائة المطلوبة لصنع سلاح نووي.

وقالت "ذا صن": "تُشير التقديرات إلى أن المنشأة قادرة على تحويل كامل مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب إلى مواد صالحة لصنع نحو 9 قنابل نووية في غضون ثلاثة أسابيع، مع إمكانية إنتاج أول كمية من اليورانيوم المخصب بدرجة سلاح نووي خلال يومين إلى ثلاثة أيام فقط".

وتختلف "فوردو" عن منشأة "نطنز" التي تقع على عمق أقل وتستخدم لتخصيب اليورانيوم بدرجات نقاء منخفضة وتخضع لتفتيش دوري من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

أما "فوردو"، فهي محمية جيولوجيًا بشكل يجعل قاعاتها غير قابلة للاختراق أمام القنابل التقليدية، وتحيط بها دفاعات جوية وأبراج حراسة على مسافات قصيرة، بالإضافة إلى وجود نقاط تفتيش مسلحة بشكل مكثف حول محيطها.

وتم الكشف عن منشأة "فوردو" في عام 2009 بعد أن أعلنت استخبارات بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة عن وجود منشأة نووية سرية لا تتوافق مع برنامج نووي سلمي، ما أثار توترات دولية كبيرة.

ورغم نفي إيران السعي لتطوير أسلحة نووية، أشارت تقارير حديثة للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى استمرار تخصيب اليورانيوم في فوردو بنسبة عالية ما يثير مخاوف من تحول المنشأة إلى مركز لإنتاج مواد نووية عالية التخصيب.

وتُعد فوردو هدفًا رئيسيًا في العمليات العسكرية الإسرائيلية، حيث اعتبر السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة أن تدمير المنشأة هو خطوة حاسمة في عملية "الأسد الصاعد" التي تهدف إلى شل قدرات إيران النووية.

ورغم الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت عدة منشآت نووية إيرانية وأدت إلى مقتل علماء نوويين بارزين، لا تزال فوردو صامدة بفضل تحصينها العميق والدفاعات المشددة. ويُعتقد أن تدمير فوردو يتطلب براعة تكتيكية عالية أو دعمًا عسكريًا أمريكيًا مباشرًا.

المنشأة التي تقع داخل قاعدة تابعة للحرس الثوري الإيراني، تخضع لمراقبة أمنية مشددة تشمل أبراج حراسة متعددة على مسافة 25 مترًا، وأنظمة دفاع جوي موزعة حولها، بالإضافة إلى وجود مقر دعم عسكري قريب.

وتحيط بالمنشأة حلقتان ضخمتان من الأسوار الفولاذية مع نقاط تفتيش مسلحة، وتضم ثلاثة مداخل نفقية رئيسية تحت الأرض، مما يزيد من صعوبة استهدافها أو اقتحامها.

وتُعد فوردو اليوم نقطة محورية في الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث يُخشى أن تتحول إلى مركز "الاختراق النووي" الإيراني، ما قد يدفع طهران إلى الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي وبدء تصنيع قنبلة نووية بسرعة إذا تعرضت المنشأة لهجوم شامل، وفقا لـ"ذا صن".

واشنطن تتهيأ عسكريا لتصعيد أكبر بين إيران وإسرائيل


العالم يشهد سباق تسلح نووي جديدا بقواعد أكثر هشاشة


تلويح إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي يعكس انكشافها الإستراتيجي


واقع كبار السن في البلدان العربية يفرض دورا أكبر للأسرة