اخبار الإقليم والعالم

العروض العسكرية حول العالم.. ترامب يدخل أمريكا الاختبار الصعب

وكالة أنباء حضرموت

قد تبدو فكرة العرض العسكري جديدة بالنسبة لكثير من الأمريكيين، لكن هذه العروض ملمح شائع في أجزاء كثيرة من العالم.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، استلهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الفكرة بعد مشاهدته عرض "يوم الباستيل" في فرنسا عام 2017، والذي وصفه بأنه أعظم عرض شاهده متعهداً بتنظيم عرض يضاهيه أو يتفوق عليه.

ويرى المؤرخ ديفيد كيريان أن العروض العسكرية العامة لم تُشكل جزءا من نسيج أمريكا المعاصرة، رغم أنها احتفت بانتصارات مبكرة من عهد الجمهورية الوليدة حتى الحرب العالمية الأولى.

عندما تزأر المحركات فوق شارع الشانزليزيه في 14 يوليو/ تموز، لا تحيي فرنسا مجرد ذكرى اقتحام الباستيل عام 1789، بل تنسج دبلوماسية حية.

وتحول العرض الأقدم والأضخم في أوروبا الذي يشارك فيه 6,500 جندي، و100 طائرة، من احتفال ثوري إلى مسرح للتحالفات العالمية. ففي عام 2022، نكست الأعلام تحيةً لأوكرانيا الغارقة في الحرب، وفي 2023، سار الجنود الهنود إلى جانب فرق الجيش الفرنسي بحضور رئيس الوزراء مودي – رسالة واضحة: الباستيل لم يعد سجنًا، بل جسرٌ بين الأمم.

تحت قباب الكرملين، يحوّل الكرملين ذكرى انتصاره على النازيين إلى عرضٍ للهيمنة المعاصرة. فتزحف صواريخ "إسكندر" الباليستية فوق الساحة الحمراء، وتلمع أنظمة الصواريخ التي جرى اختبارها في أوكرانيا تحت الأضواء، بينما تعلن صواريخ "يارس" العابرة للقارات عن الردع النووي. هنا، التاريخ ليس ذكرى، بل سلاحٌ يُوجّه نحو الحاضر.

في ساحة كيم إيل سونغ، تتحول الاحتفالات بعيد الجيش أو الحزب إلى لوحة سوريالية: صفوف بشرية متطابقة، صواريخ "هواسونغ-17" العملاقة التي قد لا تحلق أبدًا، وخطاب لكيم جونغ أون يعلن أن "القوة العسكرية بلغت درجة لا تجد منافسا لها".

هذا العرض ليس مجرد استعراض، بل تأكيدٌ على أسطورة القوة المطلقة – حتى وإن كانت الورقة الرابحة الوحيدة هي الصورة التي تجري نقلها عالميًا.

بريطانيا: استعراض الراية.. رقصة التقاليد على إيقاع العصر
منذ 260 عامًا، تتحول ساحة هورس غاردز إلى لوحة زيتية متحركة بمشاركة 1,400 جندي يرتدون الزي القرمزي التاريخي، و200 حصان، و300 عازف.

العرض الذي يُحيي عيد ميلاد الملك ليس تعظيمًا للقوة العسكرية، بل طقسًا يذكّر بثبات المؤسسات في عالم متغير. هنا، الدبابات تغيب لتحلّ محلّها الرمزية: انحناءة الملكة إليزابيث السابقة، ومواكب الخيول، وصورة الاستمرارية التي تتجاوز السياسة.

كل عشر سنوات، تتحول بكين إلى لوحة ضخمة: مائة ألف جندي ومدني يتحركون كآلة واحدة، عربات تحمل شعارات مثل "الكفاح والانطلاق" و"الإنجازات الباهرة".

هذا ليس مجرد عرض، بل إعلان حسابي دقيق: كل حركة تُقاس بالسنتمتر، كل صفٍّ يمثل وحدةً في معادلة القوة الشاملة. عندما تمر مركبات الصواريخ الباليستية، تُختزل رسالة الصين إلى العالم في رقمين: العدد، والانضباط.
الهند:

تنظم الهند عرضاً عسكرياً سنوياً بمناسبة "يوم الجمهورية"، الذي يوافق اعتماد الدستور الهندي. وفي عام 2015، أصبح باراك أوباما أول رئيس أمريكي يحضر العرض.

مفارقة أمريكية: الجيش مقدر.. والحروب "لا يمكن الاحتفال بها"
يرى كيريان أن العروض العسكرية تعكس "رواية الأمم لهويتها وقيمها"، لكن السياق الأمريكي فريد. فالحروب منذ كوريا حتى أفغانستان لم تنتهِ بانتصارات حاسمة تُبرر استعراضًا، بل خلفت جراحًا مجتمعية.

رغم ذلك يبقى الجيش "مؤسسة تلقى احتراما واسعا"، كما يقول، لكن الاحتفاء بالجنود غالبًا ما ينفصل عن السياسات التي خاضوا الحروب باسمها.

عندما تتحرك الدبابات في شوارع واشنطن السبت - للاحتفال بالذكرى الـ250 للجيش - سيكون السؤال: هل تشهد أمريكا ولادة تقليد جديد؟ أم أن هذا الاستثناء سيبقى مجرد أمنية شخصية لرجل أراد أن يحاكي بهاء الباستيل في عيد ميلاده؟

إسرائيل تطلب من ترامب الانضمام لعمليات عسكرية ضد برنامج إيران النووي


تحالف تمنتاي يضاعف الضغوط على قيادة الجيش في شرق السودان


المحفوظ بن بيه يدعو إلى استلهام قيم الإمارات لبناء السلام العالمي


بين النوستالجيا والواقع: إرث القادة العرب في ظل التعقيد والتباين