اخبار الإقليم والعالم
الاستخبارات الاسبانية تفضح ارتباط بوليساريو بتنظيمات جهادية في منطقة الساحل
ذكرت تقارير إعلامية اسبانية نقلا عن معطيات لجهاز الاستخبارات الاسباني أن الأخير رصد ارتباطات لجبهة بوليساريو الانفصالية بتنظيمات جهادية في منطقة الساحل، في تطور يعزز من احتمال تصنيف قوى غربية للجبهة على قائمة التنظيمات الإرهابية.
وكانت واشنطن قد لوحت بالفعل بوضع الجبهة على قائمة التنظيمات الإرهابية إن لم تنخرط بشكل جدي في مسار حل النزاع المفتعل حول الصحراء وفق مبادرة الرباط للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، حلا وحيدا وواقعيا لإنهاء عقود من الصراع.
ووفق المصدر ذاته تراقب المخابرات الإسبانية عن كثب انخراط بوليساريو في الإرهاب بمنطقة الساحل بعد أن أوقفت مدريد شخصين في إقليم الباسك يرتبطان بعلاقات عائلية وثيقة بمسؤولين بارزين في جبهة بوليساريو، ويواجهان تهمة تمجيد الإرهاب والترويج للأفكار الإرهابية.
كما تشير تقارير أخرى إلى أن بوليساريو قد تعمل كقناة تجنيد للجماعات الجهادية في منطقة الساحل، مستغلة اليأس والتطرف بين الشباب في مخيمات تندوف، حيث يجعلهم التهميش والبطالة أهدافًا سهلة للتطرف.
وتُذكر هذه التقارير أيضا بتحالفات مع إيران وحزب الله وشبكات جهادية عابرة للحدود، مما يقوض الاستقرار الإقليمي والأمن الأورو-أطلسي. وهناك كذلك إشارات إلى أن التطرف داخل صفوف الجبهة يمتد إلى ما وراء الخطاب الانفصالي، مع تحقيق يعود لعام 2022 من قبل مركز جنيف للسياسات الأمنية يكشف عن تجنيد دعاة سلفيين مطرودين من أوروبا لتلقين شباب تندوف أفكارا جهادية معادية للغرب.
ودقت أجهزة الاستخبارات الإسبانية ناقوس الخطر بشأن تصاعد مقلق في النشاط الجهادي بمنطقة الساحل الإفريقي، محذرة من تحول المثلث الحيوي الذي يضم مالي وبوركينا فاسو والنيجر إلى ملاذ آمن للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية. وهذه الجماعات، وفقًا للمعلومات الاستخباراتية، باتت تشكل تهديدًا مباشرًا للمصالح الغربية، بما في ذلك إسبانيا نفسها.
وتشير مصادر استخباراتية بحسب صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، إلى معلومات جدية مثيرة للقلق تتعلق بوصول عدد من القادة المتشددين على صلة ببوليساريو او متحدرين منها، إلى مراكز القيادة في صفوف التنظيمات الجهادية خاصة فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في غرب افريقيا. ويشكل هؤلاء بحسب تقديرات الاستخبارات الاسبانية خطرا حقيقيا باعتبار قدرتهم على استهداف أوروبا من الداخل.
ووفق ما توفر من معلومات فإن الأر يتعلق بـ10 صحراويين على الأقل كلهم ولدوا في مخيمات تندوف بالجزائر وهي المخيمات الخاضعة لسيطرة وإدارة بوليساريو والتي سبق أن وصفتها تقارير غربية بأنها تحولت إلى ملاذ آمن للمتطرفين وبيئة خصبة لتفريخ الإرهاب.
وكان لهؤلاء تجربة سابقة في البرنامج المعروف بـ"عطلة في سلام"، وهو البرنامج الذي اتاح لهم قضاء أشهر الصيف لدى عائلات إسبانية (مضيفة) خلال طفولتهم. ويتقن هؤلاء كذلك اللغة الاسبانية بشكل جيد، وفق تأكيدات أجهزة الأمن الاسبانية.
وقدرة هؤلاء على اتقان الحديث باللغة الاسبانية يضاعف من خطورتهم في حال تقرر استخدامهم في تنفيذ عمليات إرهابية على الأراضي الأوروبية. كما أن لديهم معرفة عميقة بالمجتمع الاسباني وثقافته وهو ما يوفر لهم قدرة على التواصل والدعاية، مستفيدين من احتكاكهم المبكر بالعلاقات المضيفة.
وقالت صحيفة "لافانغوارديا"، نقلا عن تقديرات أجهزة الأمن الاسبانية، أن هؤلاء القادة المتشددين دينيا قد يعمدون إلى تحفيز الذئاب المنفردة لتنفيذ عمليات إرهابية في أوروبا في حال قررت الدول الأوروبية التدخل عسكريا لدعم أنظمة دول الساحل في مواجهة التنظيمات الجهادية.
وأشارت الصحيفة استنادا إلى تصاعد الهجمات الإرهابية في عدد من دول الساحل، إلى أن التصعيد الإرهابي دفع وحدات المعلومات الأوروبية إلى رفع حالة التأهب الأمني، وسط تحذيرات من انهيار الأمن في دول مثل مالي وبوركينافاسو والنيجر، مؤكدة أن "التنظيمات الإرهابية باتت قادرة عمليًا على تهديد عواصم المنطقة الثلاث: باماكو وواغادوغو ونيامي".
وترى أجهزة الاستخبارات الأوروبية أن هذه الجماعات تفضل في الوقت الراهن السيطرة على المناطق الريفية قبل أي هجوم محتمل على المدن الكبرى، وهو سيناريو يُشبه ما حدث في دمشق وكابول سابقًا.
وتُوجه هذه التنظيمات رسائل واضحة إلى الدول الأوروبية مفادها "هذه حربنا، وإذا تدخلتم فستُصبحون هدفًا مشروعًا". وهذا ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى سحب جنوده من المنطقة في العام الماضي، بمن فيهم آخر الجنود الإسبان.
وبحسب تقرير الصحيفة الاسبانية تبدو أوروبا مطمئنة نسبيا استنادا إلى أن تلك الجماعات تعيش أزمة قيادة داخلية وهو أمر يضعف قدرتها على التجنيد والدعاية.