تقارير وحوارات
تقرير خاص: الدبلوماسي الجنوبي هاني البيض يطرح رؤية وطنية شاملة لإنهاء الحرب وبناء دولة مدنية في اليمن
في مبادرة سياسية لافتة، طرح الدبلوماسي الجنوبي هاني علي سالم البيض رؤية وطنية شاملة لإنهاء الأزمة والحرب في اليمن، وإعادة بناء الدولة على أسس مدنية وعادلة، مؤكدًا أنها تأتي من باب المسؤولية الوطنية والنصيحة الصادقة لكل أبناء اليمن شمالًا وجنوبًا.
رؤية وطنية للخروج من الحرب
وأكد البيض أن الهدف العام من الرؤية هو "إقامة دولة مدنية عادلة وموحدة – أو باتفاق اتحادي – مستقرة سياسيًا، وآمنة ومزدهرة اقتصاديًا، تحترم التنوع وتُدار بالشراكة الوطنية بعيدًا عن التبعية الإقليمية والصراعات الدولية".
وشدد في رؤيته على ضرورة التأسيس لمسار جديد يشمل سبعة مسارات رئيسية، هي: المسار السياسي، الأمني والعسكري، الاقتصادي، الاجتماعي، الإقليمي، وقضية الجنوب، وآليات التنفيذ.
أبرز ما تضمنته الرؤية:
المسار السياسي – التوافق وبناء الدولة
الدعوة إلى حوار وطني شامل جديد لا يستثني أحدًا، تحت رعاية الأمم المتحدة، يُبنى على مخرجات الحوار الوطني السابق مع مراجعة واقعية.
تشكيل مجلس رئاسي مدني توافقي يضم مختلف المكونات والمناطق.
صياغة دستور جديد يضمن الحقوق والحريات وتداول السلطة، مع اعتماد نظام اتحادي أو لامركزي يحترم إرادة الشعوب المحلية.
إصدار قانون انتخابات عصري وإجراء انتخابات بعد المرحلة الانتقالية.
المسار الأمني والعسكري – نزع السلاح ودمج القوات
التوصل إلى اتفاق شامل لوقف إطلاق النار بإشراف دولي.
دمج القوات المسلحة والأمنية في مؤسسات وطنية مهنية.
نزع سلاح المليشيات تدريجيًا مقابل ضمانات سياسية.
إعداد خطة أمنية لمحاربة الإرهاب والتهريب وإعادة الاستقرار.
المسار الاقتصادي – التعافي والتنمية
تشكيل مجلس اقتصادي وطني مستقل ووضع خطة تعافٍ لعشر سنوات.
إعادة توحيد المؤسسات الاقتصادية وضمان الشفافية.
توزيع عادل للموارد الطبيعية وإطلاق صندوق لإعادة الإعمار بتمويل دولي ومحلي.
المسار الاجتماعي – المصالحة الوطنية
إنشاء لجنة وطنية للعدالة الانتقالية والمصالحة.
برنامج شامل لتعويض الضحايا وجبر الضرر.
تعزيز الهوية الوطنية الجامعة مع احترام الهويات الثقافية والمناطقية.
إصلاح التعليم والصحة ومحاربة الفقر والبطالة.
الخروج من الصراع الإقليمي
تحييد اليمن عن المحاور الإقليمية والصراعات الدولية.
إنهاء الوجود العسكري الأجنبي غير المشروع.
إقامة علاقات متوازنة قائمة على المصالح المشتركة مع الجوار.
قضية الجنوب – حوار وتقرير المصير
فتح حوار شفاف حول مستقبل الوحدة بإشراف أممي.
في حال تعذر التوافق، يتم إجراء استفتاء نزيه يضمن حق تقرير المصير.
احترام إرادة الشعوب المحلية في أي صيغة توافقية.
آليات التنفيذ
إشراف أممي وإقليمي (الأمم المتحدة، مجلس التعاون، الجامعة العربية).
ضمانات دولية ملزمة، ومشاركة فاعلة للمجتمع المدني والنساء والشباب.
توقيع ميثاق وطني جامع تلتزم به كل الأطراف.
البيض: مشروع وطني إذا توفرت الإرادة الصادقة
ووصف البيض هذه الرؤية بأنها قابلة للتطوير والتحديث، ويمكن أن تشكل "نواة لمشروع وطني جامع إذا توفرت الإرادة الصادقة من الجميع"، مشددًا على أنه يتقدم بها من باب النصيحة الصادقة لكل أبناء اليمن دون استثناء.
وقد لاقت الرؤية تفاعلًا أوليًا في الأوساط السياسية والإعلامية، وسط دعوات لقراءتها بجدية وفتح حوار وطني حولها في ظل الانسداد السياسي الراهن وتفاقم الأوضاع الإنسانية في البلاد.