اخبار الإقليم والعالم

ترامب يضفي ثقلا دوليا جديدا خلف مشروع التسامح الإماراتي

وكالة أنباء حضرموت

في مشهد رمزي يتجاوز السياسة إلى جوهر القيم الإنسانية، زار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الجمعة بيت العائلة الإبراهيمية في العاصمة الإماراتية أبوظبي وقبل ذلك مسجد الشيخ زايد الكبير، ليضع بذلك ثقلا دوليا جديدا خلف مشروع إماراتي أصبح اليوم نموذجا عالميا للتعايش بين الأديان والثقافات.

واستقبل الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، الرئيس الأميركي، مشددًا على أن هذه الزيارة تمثل دعما دوليا مهما لرؤية الإمارات في جعل التسامح مكونا أساسيا في العلاقات الدولية، لا شعارا عابرا.

وخلال جولته، تعرف ترامب على أركان البيت الثلاثة: مسجد الإمام الطيب، وكنيسة القديس فرنسيس، وكنيس موسى بن ميمون، وهي دور عبادة متجاورة لا تفصل بينها جدران عقائدية، بل توحّدها رؤية إنسانية تقوم على الاحترام المتبادل والكرامة المشتركة.

ويقول مراقبون إن بيت العائلة الإبراهيمية ليس مجرد معلم معماري أو مشروع ثقافي، بل هو انعكاس لنهج إماراتي طويل الأمد يرى في التنوع مصدر قوة لا تهديد. فالبيت، الذي أُطلق بموجب وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقّعها شيخ الأزهر أحمد الطيب وبابا الفاتيكان السابق فرنسيس في أبوظبي عام 2019، يمثّل رسالة عالمية بأن الأديان يمكن أن تكون جسورا للحوار، لا أدوات صراع.

ووصف ترامب البيت بأنه “جميل جدًا” وعبّر عن فخره بـ”أصدقائه في الإمارات”، مضيفًا أنه يشعر بأن “ما جرى لتأمين زيارته لهذا المعلم هو تكريم عظيم.”

زيارة ترامب للمعالم الدينية في أبوظبي تبرز الريادة الإماراتية في جعل الحوار والتسامح ركيزة للعلاقات الدولية

ويشير المراقبون إلى أن تصريحات ترامب التي نقلتها شبكة “سي أن أن”، لا تعكس فقط إعجابا بالمكان، بل إدراكا للرسالة التي يحملها: السلام يبدأ من احترام الآخر.

ومن خلال إنشاء وزارة خاصة للتسامح والتعايش، وإطلاق مبادرات مثل بيت العائلة الإبراهيمية، تترجم الإمارات خطابها الأخلاقي إلى ممارسات مؤسسية. وهي بذلك تقدم نموذجا سياسيا مختلفا في منطقة غالبا ما تربط فيها السياسة بالاستقطاب والهويات الصدامية.

وتؤكد البرامج التعليمية والمجتمعية التي يقدمها البيت، والتي اطّلع عليها ترامب خلال الزيارة، أن التسامح في الإمارات ليس مجرد تعايش سلبي، بل مشاركة فاعلة تُعلّم الأجيال القادمة احترام التعدد والانفتاح على الآخر.

وفي لحظةٍ محمّلة بالدلالات الثقافية والسياسية، زار ترامب فور وصولة إلى دولة الإمارات الخميس 15 مايو الجاري، مسجد الشيخ زايد الكبير في أبو ظبي، معبرًا عن “فخره” بهذه التجربة وواصفًا المكان بـ”المذهل.”

ولم تكن الزيارة مجرد جولة بروتوكولية، بل مناسبة حملت إشارات قوية على الدور المتصاعد الذي تلعبه الإمارات في ترسيخ ثقافة التسامح والانفتاح الديني في المنطقة.
ورافق الرئيس ترامب في الزيارة الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، ما يعكس الأهمية الرسمية التي توليها القيادة الإماراتية لتكريس صورة الدولة كحاضنة عالمية لحوار الحضارات.

ومنذ افتتاحه، شكّل مسجد الشيخ زايد الكبير أيقونة معمارية ودينية، لا في الإمارات فحسب، بل في العالم الإسلامي. لكن زيارته من قبل رئيس أميركي تعيد تسليط الضوء على البعد الرمزي للمكان كمنصة عالمية للتلاقي الحضاري والتواصل بين الشعوب.

وخلال الجولة، أبدى ترامب إعجابه بالمكان، مشيدًا بجماله الثقافي والروحي. وقد صرّح من داخل “بهو النور” قائلاً “أنا فخور جدًا بأصدقائي… يمكنني القول إن هذه ثقافة مذهلة،” في إشارة إلى الانبهار بالعمارة الإسلامية وروح الانفتاح التي عبّرت عنها الزيارة.

ويؤكد محللون أن ما يميز تجربة الإمارات في نشر التسامح أنها لا تقتصر على الشعارات أو المناسبات، بل تُترجم إلى سياسات رسمية ومؤسسات متخصصة. من وزارة التسامح والتعايش، إلى بيت العائلة الإبراهيمية، وفعاليات منتدى تعزيز السلم، مرورًا بالاستضافة التاريخية لوثيقة الأخوة الإنسانية عام 2019 – كلها مبادرات متكاملة تؤكد أن الإمارات ترى في التنوع قوة، وفي الحوار وسيلة لتحقيق الاستقرار والتنمية.

ويكشف ما أحاط بزيارة ترامب من حفاوة أن التسامح الإماراتي أصبح اليوم جزءا من القوة الناعمة للدولة، وأداة فاعلة في دبلوماسيتها الثقافية والدينية.

وفي عالمٍ تعصف به الأزمات الهوياتية والنزاعات الدينية، تقدّم الإمارات نموذجا مضادا يسعى إلى إعادة الاعتبار لفكرة التعايش كقاعدة مشتركة.

وتعتبر الإمارات الدولة الوحيدة في العالم التي خصصت حقيبة وزارية للتسامح، كما أنها تحتضن مقيمين من أكثر من 200 جنسية من مختلف الثقافات والأديان يعيشون على أراضيها بانسجام ووئام، وتحتل المركز الأول عالميا كأكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في العالم.

وتطبق الإمارات قانون “مكافحة التمييز والكراهية” الذي يهدف إلى إثراء ثقافة التسامح العالمي، ومواجهة مظاهر التمييز والعنصرية، أيا كانت طبيعتها، عرقية أو دينية أو ثقافية. ويقضي أيضا بتجريم الأفعال المرتبطة بازدراء الأديان ومقدساتها، ومكافحة أشكال التمييز كافة، ونبذ خطاب الكراهية عبر مختلف وسائل وطرق التعبير.

ويحظر القانون التحجج بحرية الرأي والتعبير لإتيان أي قول أو عمل من شأنه التحريض على ازدراء الأديان أو المساس بها. كما يحظر التمييز بين الأفراد أو الجماعات على أساس الدين أو العقيدة أو المذهب أو الملة أو الطائفة أو العرق أو اللون أو الأصل.

ويجرم القانون كل قول أو عمل من شأنه إثارة الفتنة أو النعرات، أو التمييز بين الأفراد أو الجماعات من خلال نشره على شبكة المعلومات أو شبكات الاتصالات أو المواقع الإلكترونية أو المواد الصناعية أو وسائل تقنية المعلومات أو أي وسيلة من الوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية، وذلك بمختلف طرق التعبير كالقول أو الكتابة أو الرسم.

وتؤكد الإمارات باستمرار على التزامها بمساعيها الرامية لإحلال السلام العالمي ودعم كل الجهود الدولية وكل المبادرات للوصول الى حلول سلمية للنزاعات، معتبرة أن الحوار وخفض التصعيد وتبني المسار الدبلوماسي هو السبيل الوحيد لحل الأزمات بما يسهم كذلك في التخفيف من الآثار الإنسانية الناجمة عنها.

وكانت الإمارات سباقة في إرساء مقاربة شاملة لتعزيز الأمن، والاستقرار الإقليمي والدولي ودعم قيم التسامح الديني والتعايش السلمي بين الأديان والطوائف وهي المقاربة التي أرسى دعائمها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، في استكمال لمسيرة الأب المؤسس الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

ولم تكن زيارة ترامب مجرد توقف في جدول أعمال مزدحم، بل محطة تؤكد أن الإمارات تملك خطابا عالميا جديدا، قوامه الاحترام المتبادل، والتسامح الثقافي، والانفتاح على الآخر.

ويرى محللون أن هذه الرؤية، التي تنعكس في معالم مثل مسجد الشيخ زايد الكبير وبيت العائلة الإبراهيمية، تعكس طموحا إماراتيا لبناء شرق أوسط لا تحكمه الصراعات الدينية، بل يجمعه طموح مشترك نحو السلام والازدهار.

أنجلينا جولي تسحر «كان 2025» بعودة مبهرة بعد 14 عاما.. أناقة لا تُضاهى


أحمد الفيشاوي يهاجم منتقدي «الحلق والوشوم»: «اخرس يا اللي مبتفهمش»


رياض محرز يواصل الإمتاع بهدف خيالي


مفاجأة «لام شمسية».. أمينة خليل لم تكن المرشحة الأولى للبطولة