اخبار الإقليم والعالم
«فرانكشتاين».. سلاح بريطاني قديم بروح تكنولوجية قاتلة
كشفت بريطانيا النقاب لأول مرة عن نظامها الصاروخي "رايفن"، الذي كان أحد الأسلحة التي ساهمت في حماية المدن الأوكرانية، بما في ذلك المنشآت الحيوية مثل القصر الرئاسي في كييف.
وبحسب صحيفة ديلي إكسبريس البريطانية، شكلت هذه المنظومة خط دفاع متقدم لحماية الرئيس فولوديمير زيلينسكي من التهديدات الجوية المباشرة.
من الخنادق للحكم.. 7 رؤساء أمريكيين شاركوا في الحرب العالمية الثانية
وبدأت بريطانيا في تزويد أوكرانيا بهذا النظام بشكل سري في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، كجزء من استراتيجية "الابتكار السريع" لسد الفجوات الدفاعية الأوكرانية.
ويعتمد النظام على إعادة تدوير صواريخ جو-جو قديمة من طراز ASRAAM، والتي صُممت في الأصل للاستخدام على مقاتلات تايفون وإف-35 بي، حيث جرى تعديلها لتُطلق من منصات أرضية مثبتة على مركبات Supacat 6x6 عالية الحركة، التي تعود إلى عقود مضت.
وتُبرز هذه الخطوة قدرة بريطانيا على تحويل أنظمة تقليدية إلى حلول تكتيكية مبتكرة في وقت قياسي.
النظام الصاروخي
وأكد الكولونيل أولي تود، قائد وحدة "كيندريد" البريطانية المسؤولة عن دعم أوكرانيا عسكريًا، أن النظام أثبت فعالية بنسبة تصل إلى 90% في اعتراض الطائرات المسيرة الإيرانية الصنع "شاهد136"، التي تشكل عصب الهجمات الروسية على البنى التحتية.
وأوضح أن "رايفن" تفوق على العديد من أنظمة الدفاع الجوي الأخرى بسبب تكلفته المنخفضة وسهولة نقله بين الجبهات.
التكلفة والكمية: إحصائيات ميدانية:
حتى الآن، تسلمت أوكرانيا 8 قاذفات من النظام، أطلقت مجتمعةً أكثر من 400 صاروخ، مع خطط لإرسال 5 قاذفات إضافية قريبًا.
وتستفيد كييف من المخزون البريطاني الضخم من صواريخ ASRAAM، التي يصل وزن الواحد منها إلى 88 كغم، وتُعتبر مثالية لمواجهة التهديدات منخفضة التكلفة مثل الطائرات المسيرة.
إلى جانب النظام الحقيقي، زوَّدت بريطانيا أوكرانيا بنسخ مزيَّفة من "رايفن"، تُصنع خلال ساعات وتُصدر إشارات حرارية مشابهة لتضليل الروس. وتهدف هذه التكتيكات إلى إجهاد أنظمة الاستخبارات الروسية وإهدار صواريخها الثمينة في أهداف غير حقيقية.
لماذا سُمي بـ"فرانكنسام"؟
يلقب النظام بـ"فرانكنسام" (FrankenSAM)، وهو مزيج بين "فرانكنشتاين" (رمز التجميع من أجزاء متفرقة) و"سام" (اختصارًا للصواريخ أرض-جو)، نظرًا لاعتماده على دمج مكونات قديمة من عدة أنظمة في تصميم واحد.
يتميز "رايفن" بتقنيات متطورة مثل الكاميرات الحرارية ومستشعرات الأشعة تحت الحمراء، التي تكتشف الأهداف على مسافات تفوق مدى الصواريخ نفسها، كما أنه لا يصدر إشارات رادارية، مما يجعله "صامتًا" حتى لحظة الإطلاق.
النظام الصاروخي
ورغم تطويره خصيصًا لأوكرانيا، أكد تود أن الجيش البريطاني يدرس تبني النظام بعد تطويره، خاصةً لدوره المحتمل في حماية القواعد العسكرية أو المنشآت الحيوية من الهجمات الجوية غير التقليدية.
ويُمثل "رايفن" نموذجًا للابتكار العسكري السريع في مواجهة الحروب الحديثة، حيث تُعيد الدول الغربية اختراع أدواتها القديمة لمواكبة التحديات الميدانية.