تقارير وحوارات

لبنان يتطلع إلى عودة السياح الخليجيين بعد عودته إلى الحضن العربي

وكالة أنباء حضرموت

أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الثلاثاء، على عودة لبنان إلى محيطه العربي، معربا عن تطلعه لعودة السياح العرب واستعادة العلاقات التاريخية المتينة مع دول مجلس التعاون الخليجي.

وجاء هذا الإعلان عقب اجتماع هام عقده سلام مع سفراء دول المجلس في مقر الحكومة ببيروت، وفقا لبيان صادر عن مكتبه الإعلامي، مما يعكس إرادة لبنانية قوية لتجاوز سنوات من التوتر والابتعاد عن الهيمنة الإقليمية غير العربية التي أثقلت كاهله.

ولم يكن تصريح رئيس الحكومة اللبنانية مجرد تعبير دبلوماسي عابر، بل يمثل مؤشرا على تحولات بنيوية تشهدها الساحة اللبنانية.

فعلى مدى سنوات طويلة، وجد لبنان نفسه تحت وطأة نفوذ متصاعد لحزب الله المدعوم من إيران، والذي بسط سيطرته على جوانب حيوية من القرار السياسي والأمني في البلاد، وهذا الواقع أثار قلقا عميقا لدى دول الخليج العربي، التي اعتبرت هذا النفوذ تهديدا مباشرا لاستقرار المنطقة وتوازن قواها.

إلا أن الحرب المدمرة التي شنتها إسرائيل على لبنان بين سبتمبر ونوفمبر الماضيين، والتي استهدفت بشكل أساسي البنية التحتية العسكرية لحزب الله وقدراته القتالية وقيادات من الصف الأول والثاني وعلى رأسه أمينه العام حسن نصرالله، أسفرت عن إضعاف ملحوظ للحزب وتراجع في نفوذه الذي كان يبدو راسخا.

وفتح هذا التراجع النسبي نافذة فرصة للأصوات الوطنية اللبنانية المعتدلة للبروز والتعبير عن تطلعات شعبية واسعة لاستعادة الهوية العربية الأصيلة للبنان وإنهاء حالة الاصطفاف الإقليمي الحاد التي أضرت بمصالحه الوطنية.

وجاءت تصريحات رئيس الحكومة اللبنانية لتؤكد هذا التوجه الجديد، حيث قال بوضوح "لبنان عاد إلى العرب، واللبنانيون اليوم تواقون لعودة العرب إليهم".

وأضاف "ما يهمنا هو القيام بكل ما يسهل لعودة إخواننا العرب إلى ربوع لبنان"، مشددا على "العمل لإزالة أية مخاوف أو محاذير لدى دول مجلس التعاون الخليجي".

ومجلس التعاون لدول الخليج العربية يضم ست دول هي السعودية وقطر والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين، وأُسس في 25 مايو 1981، ومقره في الرياض.

وأكد سلام على "جهوزية جميع الأجهزة الأمنية للمساعدة وتسهيل كل ما هو مطلوب لتأمين سلامة وأمن إخواننا العرب خلال فصل الصيف"، مشيرا إلى أن "اللبنانيين اعتادوا على وجود العرب في ربوعهم خلال مواسم الأعياد وفصل الصيف، ويهمنا القيام بكل ما يسهل عودة إخواننا العرب إلى ربوع لبنان".

ويواجه لبنان منذ عام 2019 أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تفاقمت حدتها بفعل الحرب الأخيرة. وتعتبر استعادة العلاقات القوية مع دول الخليج، بما تتضمنه من استثمارات حيوية، وتدفق السياح، وتقديم الدعم المالي، بمثابة شريان حياة للاقتصاد اللبناني المنهار وسبيلا للخروج من الأزمة الخانقة التي يعاني منها الشعب اللبناني.

ويساهم ابتعاد لبنان عن المحاور الإقليمية المتصارعة وعودته إلى التوافق العربي في تخفيف حدة الانقسامات الداخلية وتعزيز الوحدة الوطنية، بعد سنوات من الاستقطاب الحاد الذي غذته التدخلات الخارجية.

لطالما تبوأ لبنان مكانة مرموقة كمركز ثقافي وفكري رائد في العالم العربي. وعودته القوية إلى محيطه العربي تمكنه من استعادة هذا الدور المؤثر والمساهمة بفعالية في معالجة القضايا العربية المشتركة وتعزيز التضامن العربي.

ويسهم انخراط لبنان مجددا في المنظومة العربية في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، ويقلل من فرص تحوله إلى ساحة للصراعات بالوكالة التي تهدد المنطقة بأسرها.

وأكد سلام للسفراء الخليجيين، وفق البيان، أنه سيعمل كل ما يستطيع لإزالة المخاوف، وأطلعهم على "كل التغييرات التي حصلت في مطار بيروت، سواء كان بالشكل أو على صعيد الأمن"، حسب البيان.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أفادت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية بأن ثلاث طائرات إماراتية تصل اليوم الأربعاء إلى مطار رفيق الحريري الدولي.

واعتبرت أن هذه الخطوة هي الأولى بعد قرار رئيس الإمارات محمد بن زايد آل نهيان، الأحد، رفع الحظر عن سفر مواطنيه إلى لبنان، بداية من الأربعاء 7 مايو الجاري، بعد زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عون إلى أبوظبي.

ولفتت الوكالة إلى أن هبوط الطيران الإماراتي المنتظر في بيروت يحصل بعد انقطاع استمر سنوات بسبب الأوضاع الامنية.

وفي يناير الماضي، أعلنت الخارجية الإماراتية، في بيان، إعادة فتح سفارتها ببيروت، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، بعد إغلاق تجاوز 3 سنوات.

وأعلنت الإمارات، أواخر أكتوبر 2021، سحب دبلوماسييها من لبنان، ومنع مواطنيها من السفر إليه، على خلفية أزمة تصريحات وزير الإعلام اللبناني الذي استقال لاحقا جورج قرداحي بشأن الحرب في اليمن.

منسق اليونسكو بحضرموت يشيد بدور المؤسسة في خدمة التراث


برعاية المحرّمي.. وضع حجر الأساس لبناء قاعة كبرى بجامعة أبين


اختتام فعاليات مهرجان حات السنوي للمحالبة بمحافظة المهرة


وزير الأشغال العامة يلتقي قيادة نقابة المهندسين بحضرموت