اخبار الإقليم والعالم
من تطهير الأنفاق لإدارة أمريكية انتقالية..تفاصيل خطة «عربات جدعون» لغزة
تتضمن عملية "عربات جدعون" الإسرائيلية في غزة 3 مراحل قد تنتهي بإدارة أمريكية انتقالية للقطاع.
وستشرع إسرائيل بتنفيذ الخطة بعد انتهاء زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة منتصف الشهر الجاري، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار قبل ذلك.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إنه "من المقرر أن تنطلق عملية "عربات جدعون" على ثلاث مراحل رئيسية".
وأوضحت أن المرحلة الأولى - وهي جارية بالفعل - تتضمن إجراءات تحضيرية، أما الثانية فتتألف من قصف جوي وبحري مكثف، يصاحبه نقل غالبية سكان غزة المدنيين إلى ملاجئ آمنة في منطقة رفح، بينما المرحلة الثالثة عبارة عن مناورة برية تهدف إلى السيطرة تدريجيًا على أجزاء من القطاع والتحضير لوجود عسكري طويل الأمد".
وأشارت الصحيفة في تقرير طالعته "العين الإخبارية" إلى أن "المرحلة التحضيرية جارية بالفعل، ومن المتوقع أن تستمر 10 أيام أخرى على الأقل، حتى يختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب زيارته إلى الشرق الأوسط في 16 مايو/أيار الجاري، وربما بعد ذلك".
وقالت: "خلال هذه الفترة، تجري الاستعدادات في منطقة رفح لاستقبال ما يقرب من مليوني من فلسطينيي غزة، والذين من المتوقع وصولهم إليها خلال المرحلة الثانية - مرحلة "نقل السكان".
وأضافت أنه "تقع المنطقة المخصصة لهذه الحركة في الجزء الجنوبي الغربي من القطاع، بين ممر موراج (يفصل رفح عن خان يونس) وطريق فيلادلفيا (على الحدود بين غزة ومصر).. إنها ليست منطقة متجاورة، بل تتكون من مناطق واسعة حول رفح، وهي خالية من السكان حاليًا، ومعظم المباني فيها مهدمة، ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن معظم الأنفاق في المنطقة لم تعد صالحة للاستخدام من قبل حماس".
وأشارت إلى أنه "تم إنشاء منطقة رفح "النظيفة" من خلال عملية حديثة قطعت الاتصال بين خان يونس ومخيمات اللاجئين المركزية (دير البلح والمواصي) ورفح، بشكل رئيسي من خلال كشف وهدم الأنفاق التي تربط هذه المناطق.. في الواقع، كانت هذه العملية بمثابة تحضير للحملة الأوسع التي يجري التخطيط لها حاليًا".
مراكز لوجستية لتوزيع المساعدات الإنسانية مع شركة أمريكية
وبحسب "يديعوت أحرونوت" فإنه "في هذه المرحلة، ستُنشئ إسرائيل، بالتنسيق مع شركة أمريكية، مراكز لوجستية تُوزّع فيها هذه الشركة المساعدات الإنسانية، بما في ذلك الغذاء والدواء والمياه وخدمات الصرف الصحي، على سكان غزة".
وقالت إنه "ستصل المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، وتخضع للتفتيش، ويرافقها الجيش الإسرائيلي على أقصر الطرق إلى كل منطقة آمنة تؤوي المدنيين".
وأضافت أنه "في كل منطقة، سيُنشأ مركز لوجستي، يعمل فيه موظفون من الشركة الأمريكية، التي تُدير حاليًا أيضًا فحص المدنيين الغزيين العابرين من وإلى الجزء الشمالي من القطاع، وسيُنشئ الجيش الإسرائيلي، بالتنسيق مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، نقاط تفتيش على الطرق الرئيسية المؤدية إلى مناطق رفح الآمنة".
وتابعت: "تلعب هذه النقاط دورًا حاسمًا في منع عناصر حركتي حماس والجهاد الإسلامي من الفرار من مناطق القتال المستقبلية واستخدام السكان المدنيين كدروع بشرية، كما تهدف هذه النقاط إلى إجراء عمليات تفتيش دقيقة باستخدام أنظمة تكنولوجية متطورة، بهدف قطع الاتصال بين قادة حماس والسكان المدنيين، وبالتالي منع تجنيد عناصر جديدة، بالإضافة إلى إعادة توطين المدنيين إلى حرمان حماس من القدرة على نهب المساعدات وبيعها لتمويل عملياتها".
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال المرحلة التحضيرية، سيتم أيضًا استدعاء محدود لقوات الاحتياط، موضحة أنه خلافًا لبعض التقارير، تم استدعاء قادة وحدات الاحتياط فقط حتى الآن؛ حيث تلقى الجنود أوامر استدعاء طارئة ومن المتوقع أن يقدموا تقاريرهم في الأيام المقبلة.
ومن المرجح ألا تدخل وحدات الاحتياط هذه غزة، بل ستحل محل الوحدات النظامية المتمركزة على طول الحدود السورية واللبنانية، والتي سيتم إعادة نشرها بعد ذلك في منطقة غزة استعدادًا لبدء المناورة البرية التدريجية، وفق المصدر ذاته.
وقالت الصحيفة إنه: "كما تهدف الأيام العشرة المتبقية حتى نهاية زيارة ترامب الإقليمية إلى إرساء الأساس الدبلوماسي اللازم لإكمال أهداف العملية - وربما لتجنب المناورة البرية تمامًا، وتضع إسرائيل آمالًا كبيرة على زيارة ترامب للمنطقة واجتماعاته".
وأضافت أنه "تأمل إسرائيل أن يضغط ترامب على القطريين لاستئناف الوساطة النشطة وممارسة ضغوط كبيرة على القيادة السياسية لحماس لتخفيف موقفها بشأن الرهائن - والموافقة على صفقة يتم بموجبها نزع سلاح حماس وتفكيك قيادتها".
المرحلة الثانية: نيران كثيفة وحركة مدنية
واستنادا إلى صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإنه في المرحلة الثانية، سيبدأ الجيش الإسرائيلي بإطلاق نيران تحضيرية مكثفة، مع دعوة المدنيين الغزيين في جميع أنحاء القطاع - بما في ذلك المناطق التي لم تتحرك فيها قوات الجيش الإسرائيلي بعد - إلى الإخلاء إلى مناطق آمنة مُجهزة لهم.
وقالت إنه "سيتم تفعيل نقاط التصريف في هذه المرحلة لفحص المتجهين جنوبًا إلى رفح بدقة، بهدف منع حركة المسلحين إلى المناطق الآمنة قدر الإمكان، وسيسمح هذا للجيش الإسرائيلي بمحاربة المسلحين المتبقين في القطاع دون المخاطرة بسقوط ضحايا من المدنيين".
الهجرة الطوعية
واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن "لحركة السكان هدفين استراتيجيين: أولًا، الضغط على حماس لوقف القتال؛ وثانيًا، دفع العديد من سكان غزة إلى الاقتراب من المعابر الحدودية مع مصر وإسرائيل، والساحل، وتشجيع الهجرة الطوعية، وبالتالي تحقيق رؤية ترامب الأوسع لغزة".
وقالت: "في الوقت نفسه، تُجري إسرائيل حاليًا مفاوضات مكثفة مع العديد من دول العالم الراغبة في استقبال الغزيين الراغبين في الهجرة، وهي دول تُعتبر جذابة بما يكفي لتنفيذ مثل هذه الخطوة".
وأضافت: "سيبدأ توزيع المساعدات الإنسانية في غزة خلال هذه المرحلة بموجب النظام الجديد، حيث يتولى جيش الدفاع الإسرائيلي تأمين قوافل المساعدات، وسيكون حجم المساعدات أقل بكثير مما كان عليه قبل التوقف الكامل الأخير، لكن سكان غزة في الملاجئ المفتوحة الجديدة في رفح سيحصلون على جميع احتياجاتهم. ستصل الشاحنات إلى مراكز لوجستية محصنة أنشأها الجيش الإسرائيلي ويؤمنها، سيتم توزيع المساعدات من نقاط دخول خاضعة للرقابة، مع مراقبة الطرق المؤدية إلى المناطق السكنية، مما يمنع حماس من نهب صناديق الطعام، خلال هذه المرحلة، سيستمر إجلاء المرضى والجرحى من القطاع".
المرحلة الثالثة: القتال والتواجد المطول
وبحسب الصحيفة فإنه "في المرحلة الثالثة، سيطلق الجيش الإسرائيلي مناورة برية في المناطق التي تم إخلاؤها، والتي يسكنها الآن بشكل رئيسي مسلحون من مختلف الجماعات المسلحة، ستتبع العمليات تحت الأرض النموذج الذي تم اختباره في رفح وعلى أطراف خان يونس خلال عملية القيادة الجنوبية الأخيرة، والهدف: قطع الروابط الأرضية والجوفية بين كتائب وألوية حماس والجهاد الإسلامي - أو ما تبقى منهما - والتعامل مع كل مجموعة على حدة باستخدام قوات على دراية بالتضاريس، مما يقلل من مخاطر الفخاخ والمتفجرات".
وقالت إنه: "سيعمل الجيش الإسرائيلي بشكل منهجي، بتسوية المباني التي يمكن استخدامها كملاجئ قتالية بالأرض، وكشف وتدمير الأنفاق التي قد تُمكّن من شن هجمات عصابات مباغتة، وتهدف هذه المرحلة إلى منع قادة حماس من نقل قواتهم أو الوصول إلى مناطق آمنة، كما ستمنع الحركة من السيطرة على مقاتليها أو تجنيد مقاتلين جدد، في ظل غياب المساعدات الإنسانية لتمويل هذه الجهود، واستبعاد المدنيين الشباب الذين يمكن تجنيدهم".
وأضافت أنه: "سيستغرق الاستيلاء التدريجي على الأراضي، المنفصلة عن المناطق الأخرى، عدة أشهر، وستمنع القوات المتبقية في الميدان حماس من الظهور مرة أخرى، مما يؤدي إلى تآكل القدرات الإرهابية والبنية الأساسية بشكل منهجي، بما في ذلك الأنفاق والمباني العامة مثل المدارس، المستخدمة في القتال".
إدارة أمريكية انتقالية لقطاع غزة
ومن جهتها قالت القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "ناقشت الولايات المتحدة وإسرائيل إمكانية تشكيل حكومة مؤقتة في غزة في نهاية الحرب، برئاسة مسؤول أمني أمريكي".
وأضافت أنه "قالت المصادر إن كبار المسؤولين الحاضرين في المشاورات تركزوا على حكومة انتقالية برئاسة مسؤول أمريكي سيشرف على غزة حتى يتم نزع السلاح وتحقيق الاستقرار وتشكيل حكومة فلسطينية قابلة للحياة".
وأشارت إلى أنه "بحسب التقارير، لم يتم تحقيق أي تقدم، وكانت الأفكار، بحسب مصادر مطلعة على التفاصيل، بعيدة كل البعد عن النضج إلى خطوة عملية.. وزعموا أنه لم يتم الاتفاق على جدول زمني محدد، كما لم تتم الإجابة على أسئلة مهمة، مثل المدة التي سوف تستمر فيها الإدارة المؤقتة بقيادة الولايات المتحدة، وأكدوا أن أي قرار يتم اتخاذه سيتأثر حتما بالوضع على الأرض واستمرار الحرب".
وبحسب القناة الإسرائيلية فقد تحدثت المصادر ذاتها لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويتها لأنها غير مخولة بمناقشة الأمر علنا، وقارنوا الاقتراح بإنشاء حكومة عسكرية بالسلطة المؤقتة للائتلاف في العراق، التي أنشئت في واشنطن عام 2003 ــ بعد وقت قصير من الغزو الذي أطاح بالرئيس العراقي صدام حسين.
ولم تحدد المصادر الطرف الذي قدم العرض، ولم تقدم مزيدا من التفاصيل حول المحادثات.
ورد متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية على سؤال لرويترز، لكنه لم يتطرق بشكل مباشر إلى البرنامج.
وعلى سبيل المثال، عندما سئل عما إذا كانت هناك مناقشات مع إسرائيل بشأن تشكيل سلطة مؤقتة بقيادة الولايات المتحدة في غزة، قال إنهم لا يستطيعون الحديث عن المفاوضات الجارية.