الانتقالي الجنوبي يُعزز حضوره في واشنطن باتفاق استراتيجي مع شركة علاقات عامة أمريكية

كشفت وثائق مسرّبة من وزارة العدل الأمريكية، تم تداولها على نطاق واسع في وسائل الإعلام الأمريكية، أبرزها صحيفة "بوليتيكو"، عن خطوة دبلوماسية استراتيجية جديدة للمجلس الانتقالي الجنوبي، تمثلت في توقيع اتفاق مع شركة العلاقات العامة الأمريكية المرموقة "Hyperfocal Communications" بهدف تعزيز حضوره في واشنطن وتوسيع نفوذه في مراكز اتخاذ القرار الأمريكية.

بحسب الوثائق المسرّبة، بلغت قيمة العقد الموقع في مايو الماضي حوالي 1.2 مليون دولار، وقد وقع عليه ممثل المجلس الانتقالي، صالح القعيطي. ومن المقرر أن تتولى شركة "Hyperfocal Communications"، التي يديرها كبار السياسيين والمستشارين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي، تعزيز خطاب المجلس في مختلف المؤسسات الأمريكية، بما في ذلك الكونغرس، البيت الأبيض، ووسائل الإعلام المؤثرة. من أبرز القائمين على الشركة ستيوارت جولي، المدير الميداني لحملة ترامب 2016، والناشطة الديمقراطية يولاند كاراواي.

هذه الخطوة تمثل تطورًا بارزًا في أداء المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يواصل توسيع نطاق حضوره الدولي، في وقت لا يزال خصومه يركزون جهودهم على محاولات التشويش والتحريض. من خلال هذه الاتفاقية، يسعى المجلس الانتقالي الجنوبي إلى تحسين مواقفه في الساحة الدولية، مع التركيز على تسليط الضوء على أهمية استقرار الجنوب وموقعه الجيوسياسي، في إطار تحركات دبلوماسية مدروسة تهدف إلى توجيه السياسات الدولية بما يخدم تطلعات الجنوبيين.

ورغم محاولات بعض الأطراف تحويل هذا التسريب إلى مادة للهجوم، إلا أن هذه الخطوة تعكس نضجًا سياسيًا ملحوظًا من جانب المجلس الانتقالي الجنوبي في التعامل مع أدوات الضغط والتأثير الدولية. وتظهر تلك الوثائق أن المجلس بات يمتلك أدوات دبلوماسية متقدمة ومؤثرة تسهم في تعزيز موقفه في الساحة الدولية، وهو ما يفتقر إليه خصومه الذين لا يتعدون في ردود فعلهم عن المناشدات والتصريحات.

هذا التحرك الجديد يشير إلى تغيّر واضح في السياسات الدبلوماسية للمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يسعى بشكل متواصل لتحسين صورته على الساحة العالمية، وجذب الدعم الدولي لأهدافه السياسية في المنطقة، مع التركيز على تعزيز استقرار الجنوب اليمني وإبراز أهميته الجيوسياسية على مستوى العالم.

إضافة إلى ذلك، يأتي توقيع هذا العقد في وقت حساس سياسيًا، ويعكس قدرة المجلس الانتقالي الجنوبي على المناورة الدبلوماسية وإحداث تأثير على الساحة الدولية من خلال التعاقد مع خبراء ومتخصصين في العلاقات العامة الأمريكية، في خطوة استراتيجية تهدف إلى التأثير على السياسات الأمريكية لصالح الجنوبيين.