تقارير وحوارات
يافع تُغلق طريق البيضاء أمام تجارة الحوثيين احتجاجًا على الاعتداءات
في خطوة غير مسبوقة في إدارة الصراع و الاحتجاج على اعتداءات الحوثيين، أصدرت مكاتب يافع العشرة بيانًا رسميًا يحمل رسائل حاسمة ضد استمرار مرور الشاحنات التجارية عبر الطريق الاستراتيجي بين البيضاء ويافع. البيان، الذي جاء بعد سلسلة من الاعتداءات الحوثية الأخيرة على أبناء المنطقة، يكشف عن موقف حازم من أبناء يافع، حيث يُحملون سائقي القواطر والشاحنات التجارية المسؤولية الكاملة عن أي ضرر قد يلحق بهم نتيجة لاستخدام هذا الطريق. بيان أبناء يافع، الذي صدر يوم الجمعة 2 مايو 2025، يُعتبر ردًا صارمًا على استمرار استخدام الطريق من قبل الشاحنات التجارية القادمة من صنعاء إلى عدن، تحت حماية غير مفهومة، في الوقت الذي تشهد فيه جبهة الحد مواجهات شرسة ضد ميليشيات الحوثي. أبناء يافع أعلنوا تحذيرًا رسميًا إلى جميع السائقين بضرورة التوقف عن المرور عبر هذا الطريق اعتبارًا من 4 مايو 2025، مُحملين إياهم المسؤولية القانونية والعرفية والاجتماعية عن أي ضرر قد يقع عليهم أو على ممتلكاتهم.
البيان، الذي حمل لهجة شديدة اللهجة، أكد أن من يتجاهل التحذير ويواصل المرور عبر الطريق سيكون شريكًا في طعن خاصرة يافع. واعتبرت المكاتب العشرة لأبناء يافع أن استمرار تدفق الشاحنات التجارية من صنعاء إلى عدن عبر جبهة الحد في وقت تتعرض فيه المنطقة لاعتداءات حوثية سافرة يشكل خيانة للأرض وللدم اليافعي الشريف. كما تم التأكيد في البيان على أن أرض يافع لن تكون ممرًا آمنًا لعدو يواصل سفك الدماء بينما الطرقات تُفتح أمام تجار الحرب. في ذات السياق، أشار البيان إلى المعركة الأخيرة في جبهة الحد، حيث تصدى أبطال يافع لميليشيات الحوثي في معركة شرسة، تمكنوا خلالها من هزيمة الحوثيين واستعادة عدة عربات ودبابة. المعركة التي شهدت استشهاد جنديين وجرح أربعة من قوات العمالقة الجنوبية، كانت بمثابة رسالة قوية تؤكد أن يافع لن تتراجع عن الموقف الحاسم ضد الحوثيين، وأن دماء الشهداء لن تذهب سدى. الشهداء الذين سقطوا في المعركة الأخيرة ضد الهجوم الحوثي ليلة البارحة هم: سفيان قاسم سعيد – يافع المفلحي، سليم عبيد محمد – يافع سباح، أما الجرحى الذين أصيبوا في المعركة فهم: سليمان جميل سعيد صالح - ردفان، عبدالملك احمد زين - يافع، حسين يسلم حسن - يافع، سليمان محمد حسين ثابت - ردفان.
من جانب آخر، وجه البيان رسالة إلى القيادات السياسية والعسكرية في الجنوب، مُطالبًا المشايخ وقادة المحاور العسكرية في يافع بتحمل المسؤولية واتخاذ موقف واضح تجاه ما يجري. ودعا البيان إلى قطع الطريق نهائيًا بين يافع والبيضاء حتى يتم حسم الموقف على الأرض، مُشددًا على أن يافع لن تقبل بأن تكون أرضها ساحة مفتوحة للتجار أو القوى المعادية في الوقت الذي يسفك فيه دم أبنائها. بيان أبناء يافع يُظهر وحدة الموقف الشعبي والعسكري في المنطقة تجاه التهديد الحوثي، ويُبرز الحرص على حماية الأرض من أي محاولات تسعى لتمرير مصالح خاصة على حساب دماء الأبرياء. ومع تأكيد البيان على ضرورة الوقوف خلف القيادة السياسية والعسكرية في الجنوب، فإن يافع تقدم نموذجًا في إدارة الصراع، ليس فقط في الميدان العسكري، بل في التمسك بالحقوق وتحقيق التماسك الداخلي في مواجهة التحديات الكبرى التي تهدد الأمن والاستقرار في الجنوب.