أزمة مشتقات نفطية خانقة تهدد بالشلل التام في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين

تشهد العاصمة اليمنية صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين أزمة حادة في المشتقات النفطية، تهدد بشل الحركة اليومية وتدفع المحافظات نحو الشلل التام، وفقاً لما أفادت به مصادر محلية وسكان في صنعاء وعدد من المحافظات، اليوم الإثنين 5 مايو 2025.

وأعلنت شركة النفط التابعة للحوثيين، اليوم، اعتماد آلية توزيع الكروت بالأرقام التسلسلية لتنظيم تعبئة الوقود، بحيث تتم التعبئة كل 6 أيام بمعدل 40 لتراً لكل سيارة. يأتي هذا الإجراء في محاولة للحد من الفوضى الناتجة عن النقص الحاد في الوقود.

وتتزامن هذه الأزمة مع تصعيد عسكري أمريكي غير مسبوق، حيث تشن القوات الأمريكية منذ منتصف أبريل 2025 سلسلة غارات جوية مكثفة استهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة، غربي اليمن، وهو الشريان الرئيسي لتوريد الوقود إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وأدت الغارات، التي وصفت بـ"الأكثر دموية"، إلى تدمير منصات التفريغ والخزانات، مما تسبب في تعطيل إمدادات النفط وتفاقم الأزمة.

وشوهدت طوابير طويلة من السيارات والأسر تصطف أمام محطات الوقود في صنعاء، إب، صعدة، والحديدة، وسط مخاوف من ارتفاع أسعار المشتقات النفطية بسبب ندرتها. وأعرب السكان عن قلقهم من تفاقم الوضع إلى مستويات كارثية خلال الأيام المقبلة، خاصة مع اعتماد القطاعات الحيوية مثل النقل، التجارة، والصحة على الوقود.

واتهمت مصادر محلية جماعة الحوثيين بافتعال الأزمة للتخلص من كميات البنزين المغشوش التي استوردتها سابقاً، وبيعها في السوق السوداء لتحقيق أرباح طائلة. في المقابل، أرجعت الجماعة الأزمة إلى العقوبات الأمريكية وحظر استيراد الوقود عبر موانئ الحديدة، إلى جانب تدمير ميناء رأس عيسى.

وحذرت مصادر اقتصادية من أن استمرار الأزمة قد يؤدي إلى توقف الخدمات الأساسية، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل لتخفيف العقوبات والسماح بوصول شحنات النفط إلى ميناء الحديدة، مع وضع آليات رقابية لمنع استغلال الأزمة من قبل الجماعات النافذة.