اخبار الإقليم والعالم

الدعم السريع توسع نطاق هجماتها وتستهدف بورتسودان بمسيرات للمرة الأولى

وكالة أنباء حضرموت

يشكل الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع بطائرات مسيرة على قاعدة جوية ومنشآت أخرى في محيط مطار مدينة بورتسودان، وفق ما أعلنه متحدث باسم الجيش السوداني اليوم الأحد، تطورا لافتا وتحولا نوعيا بالغ الأهمية في مسار الصراع المحتدم في السودان.

وهذا الهجوم، الذي استهدف للمرة الأولى المدينة الاستراتيجية المطلة على البحر الأحمر والتي تتمركز فيها الحكومة الموالية للجيش، يكشف عن تصاعد ملحوظ في القدرات الهجومية لقوات الدعم السريع وعزمها على تغيير قواعد الاشتباك بعد خسارتها لمناطق واسعة في الخرطوم.

وأوضح المتحدث باسم الجيش السوداني في بيان أن قوات الدعم السريع "استهدفت هذا الصباح قاعدة عثمان دقنة الجوية ومستودعا للبضائع وبعض المنشآت المدنية بمدينة بورتسودان بعدد من المسيرات الانتحارية مما أدى إلى تعليق الرحلات الجوية بمطار بورتسودان، القريب من القاعدة."

وأشار إلى أن "المضادات الأرضية للجيش تمكنت من إسقاط عدد من المسيّرات، لكن بعضها تسبب في أضرار محدودة تمثلت في إصابة مخزن للذخائر بقاعدة عثمان دقنة الجوية، كما تسببت في انفجارات متفرقة دون وقوع إصابات بين الأفراد."

ولم يصدر أي تعليق من قوات الدعم السريع حول هذا الهجوم حتى الآن.

إلى ذلك، أفادت مصادر من داخل مطار بورتسودان الدولي لموقع "سودان تربيون" بتعليق الرحلات الجوية لأجل غير مسمى نتيجة لاستهداف قاعدة عثمان دقنة الجوية.

ووفقا للمصادر، فقد تم إلغاء خمس رحلات لشركات طيران محلية كانت مجدولة اليوم الأحد. كما أكد شهود عيان وعاملون في بوابة العبور على الطريق القومي بورتسودان – الخرطوم سماع دوي انفجارات في محيط مطار بورتسودان، ومشاهدة تصاعد الدخان من المطار الواقع جنوبي مدينة بورتسودان بحوالي 20 كيلومتراً.

تأتي هذه الضربة في سياق سلسلة هجمات بطائرات مسيّرة نفذتها قوات الدعم السريع في الأسابيع الأخيرة ضد مواقع يسيطر عليها الجيش السوداني، والتي نجحت في تحقيق مكاسب مختلفة وأظهرت قدرة كبيرة على تغيير موازين القوى على الأرض.

وقد استهدفت قوات الدعم السريع في الأشهر الماضية محطات توليد الطاقة في مناطق سيطرة الجيش بوسط وشمال السودان، على الرغم من أن تلك الضربات لم تسفر عن خسائر بشرية فادحة.

يمثل هجوم الطائرات المسيرة على بورتسودان تحولا كبيرا في الصراع المستمر منذ أكثر من عامين بين الجيش وقوات الدعم السريع. فقد نجت المناطق الشرقية، التي تؤوي عددا كبيرا من النازحين، من القصف حتى هذا الهجوم.

ويأتي هذا التصعيد الجوي في أعقاب تعهدات قاطع لقائد قوات الدعم السريع بتغيير أساليب الحرب وتكتيكاتها، وهو ما يظهر جليا في تبني القوة شبه العسكرية لاستراتيجية الضربات الدقيقة بعيدة المدى باستخدام الطائرات المسيرة.

وتهدف هذه الاستراتيجية الجديدة بوضوح إلى زعزعة استقرار المناطق التي تعتبر حتى الآن آمنة وخارج نطاق العمليات المباشرة، وتوجيه ضربات موجعة للجيش في قلب معاقله ومراكز قيادته اللوجستية.

ويحمل استهداف بورتسودان، التي تضم المطار الرئيسي للبلاد ومقر قيادة الجيش وميناءً بحرياً حيويا، دلالات استراتيجية عميقة، فهو لا يشير فقط إلى قدرة الدعم السريع على الوصول إلى مناطق بعيدة عن تمركزاتها التقليدية في غرب البلاد والخرطوم، بل يهدف أيضاً إلى إرباك الجيش وشل قدرته على إدارة العمليات وتلقي الإمدادات.

كما أن تعليق الرحلات الجوية في مطار بورتسودان يمثل ضربة للقدرة اللوجستية للحكومة ويعزلها جزئيا عن العالم الخارجي.

وقد رد الجيش على هذا الهجوم بتعزيز انتشاره حول المنشآت الحيوية في بورتسودان وإغلاق الطرق المؤدية إلى القصر الرئاسي وقيادة الجيش.

وتشير التطورات الأخيرة إلى أن الصراع في السودان يشهد تحولا في طبيعة العمليات العسكرية، حيث تلعب الطائرات المسيرة دورا متزايد الأهمية في تحديد مسار الحرب.

وبينما يسعى قائد قوات الدعم السريع إلى ترجمة خسائره في الخرطوم إلى مكاسب استراتيجية عبر تكتيكات جديدة، يواجه الجيش تحديا وجوديا في الحفاظ على سيطرته على المناطق الحيوية والتصدي لهذه الهجمات المتطورة.

ويأتي هذا التصعيد العسكري في ظل أزمة إنسانية متفاقمة، حيث يواجه ملايين السودانيين ظروفا معيشية قاسية ونقصا حاداً في الغذاء والدواء.

وتزيد هذه الهجمات من تعقيد الوضع الإنساني وتعيق جهود الإغاثة، مما يستدعي تحركا دوليا عاجلا لوقف القتال وإيجاد حل سياسي شامل للأزمة السودانية التي أطلقت موجات من العنف العرقي وأدت إلى ما تصفه الأمم المتحدة بأسوأ أزمة إنسانية في العالم، حيث غرقت عدة مناطق في المجاعة.

وتخوض قوات الدعم السريع حربا ضد الجيش في السودان منذ أكثر من عامين، وكثفت في الأسابيع الأخيرة غاراتها على المناطق التي يسيطر عليها، بعدما اضطرت إلى التنازل عن مساحات كبيرة من الأراضي للجيش.

واندلعت الحرب في أبريل 2023 في ظل صراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل الانتقال المخطط له إلى الحكم المدني. وطال الدمار مساحات واسعة من الخرطوم وشردت الحرب أكثر من 12 مليون سوداني وتركت حوالي نصف السكان البالغ عددهم 50 مليون نسمة يعانون من جوع حاد.

ويصعب تقدير إجمالي عدد الوفيات، لكن دراسة نشرت العام الماضي أشارت إلى أن عدد القتلى ربما وصل إلى 61 ألفا في ولاية الخرطوم وحدها خلال 14 شهرا الأولى من الصراع.

أوبك+ تقطع الطريق أمام التلاعب بحصص إنتاج النفط


حماس تطارد أفراد عصابات وتعدمهم مع احتدام أزمة الغذاء في غزة


الشركات العسكرية الخاصة في أفريقيا تغذي العنف بدل تطويقه


إجراءات أمنية غير مسبوقة ترافق انطلاق انتخابات جبل لبنان البلدية