اخبار الإقليم والعالم

جنبلاط يدرك أهمية حضوره في سوريا وفاتورة الغياب

وكالة أنباء حضرموت

سعى الزعيم الدرزي وليد جنبلاط إلى أن يكون حاضرا في سوريا لتطويق التصعيد بين مسلحين دروز والقوات الحكومية مسنودة بقوات موالية لها لمعرفته بأن الغياب قد يكون مكلفا للطائفة الدرزية ولسوريا ككل بما يدفع نحو “حرب لا تنتهي.”

ويريد جنبلاط الذي يزور دمشق للمرة الثانية خلال ثلاثة أشهر، التحرك من خلال حضوره المباشر في دمشق ولقائه الرئيس السوري أحمد الشرع من أجل حصر دائرة التصعيد عند الانفلات الذي حصل في أول الأسبوع، والدفع نحو إجراء تحقيق شامل وشفاف يحمّل المسؤولية بشكل واضح لمن تسببوا في التوتر الأمني الذي قاد إلى مقتل العشرات من الجانبين.

ولا يمكن قراءة الزيارة فقط في سياق طائفي أو كتحرك لمصالح درزية، إذا أن ما قام به جنبلاط يتجاوز مسألة الطائفة ليعكس جانبا أهم وهو محاولة استباق تشكل نزعة انعزالية درزية داخل سوريا قد تتغذى من التهميش والفوضى والتدخل الإسرائيلي.

وتبعث الزيارة برسالة مزدوجة مفادها أن دروز لبنان لا يدعمون انكفاء دروز سوريا نحو مشاريع خاصة أو تحالف أقليات، بل يرون ذلك خطرا على الجميع وهو ما يكرّس النزعة الرافضة للانفصال لدى جنبلاط ابن مدرسة الطائفة العابرة للحدود.

◙ جنبلاط يبرز كشخصية تدعو إلى الحوار وتحكيم العقل، ما يؤهله لأن يكون وسيطا ذا مصداقية بين الفرقاء السوريين

كما ترسل رسالة إلى الخارج وخاصة إلى إسرائيل بأن أيّ محاولة لعزل أو توظيف دروز سوريا ستواجه برفض دروز المنطقة، بمن فيهم رمزهم السياسي الأكبر. ويرى المراقبون أن جنبلاط يبحث عن تسوية حقيقية تحل الخلاف بشكل شامل وتبني الثقة بين الحكومة السورية والطائفة الدرزية وتبعث برسالة طمأنة لكل الأقليات وليس فقط للدروز.

وإذا لم يتحرك الزعيم الدرزي اللبناني نحو دمشق لحل المشكلة، فإن غيابه بصفته الشخصية السياسية الدرزية الأبرز في المنطقة سيفتح الطريق إلى الحرب الأهلية التي سيتضرر منها جميع مكونات المشهد السوري من دروز وعلويين وأكراد وكذلك الحكومة الحالية التي ينظر إليها الكثيرون على أنها واجهة للطائفة السنية، وأن وجود نزعة طائفية انتقامية لدى بعض مكونات هذه الحكومة يهدد بإشعال الحرب في وقت قريب.

وفي تصريحاته السابقة ظهر جنبلاط في صورة الشخصية السياسية التي تدعو إلى الحوار وتحكيم العقل وتجنب الفتنة لإخراج سوريا من محنتها، ما يؤهله لأن يكون وسيطا ذا مصداقية بين السوريين بمختلف طوائفهم.

وحذّر الزعيم الدرزي الأربعاء من أن إسرائيل تريد جرّ دروز سوريا إلى “حرب لن تنتهي.” وقال خلال اجتماع لرجال دين وسياسيين دروز لبنانيين “حفظ الإخوان يكون برفض التدخل الإسرائيلي.” وأضاف “إذا كان أحد منكم يظنّ أن المشروع الإسرائيلي مختلف عما أقول فهو واهم،” متابعا “أقلية صغيرة يراد منها محاربة كل المسلمين، وتعلمون في هذا العجز العربي سنتهم نحن بأننا جنود عند الجيش الإسرائيلي.”

وتعمل إسرائيل على استثمار مناخ الخوف من الأقليات تجاه الحكومة الجديدة عبر إظهار حرصها على حماية الدروز والتدخل لحمايتهم دون أيّ خطوط حمراء وكان آخرها قصف الجيش الإسرائيلي منطقة قريبة من القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق في ساعة مبكرة من صباح الجمعة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس إن الضربة “رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح للقوات (السورية) بالانتشار جنوبي دمشق أو بأي تهديد للدروز.”

وأدانت الرئاسة السورية ما وصفته “بالقصف الذي تعرض له القصر الرئاسي” واعتبرت أن ذلك يشكل “تصعيدا خطيرا.” وكتبت المتحدثة باسم وزارة الخارجية السورية رزان سفور على منصة إكس “إسرائيل لا تريد السلام، ولا تكترث بالجماعات التي تزعم أنها تحميها بقصف الآخرين.”

◙ جنبلاط يبحث عن تسوية حقيقية تحل الخلاف بشكل شامل وتبني الثقة بين الحكومة السورية والطائفة الدرزية

وقال مسؤول سوري لرويترز إن هدف القصف يبعد مئة متر تقريبا إلى الشرق من محيط القصر. وجاء القصف بعد اشتباكات بين مسلحين دروز وسنة على مدى أيام في منطقة جرمانا ذات الأغلبية الدرزية بسبب تسجيل صوتي مسيء للنبي محمد والذي اشتبه مسلحون سنة في أن أحد أفراد الطائفة الدرزية هو من سجله.

والتقى زعماء الطائفة الدرزية ومسؤولون حكوميون سوريون في السويداء في وقت متأخر الخميس في محاولة لتهدئة التوتر. وقالوا في بيان ختامي إن سكان السويداء سيحمون محافظتهم ضمن قوى الأمن الداخلي السورية ويرفضون “أيّ شكل من أشكال التقسيم أو الانفصال أو الانسلاخ عن الوطن.”

وردا على سؤال عما إذا كان الهدف من القصف الإسرائيلي لسوريا هو حماية الدروز، قال الشيخ ليث البلعوس، أحد زعماء الدروز الذين شاركوا في الاجتماع، لتلفزيون سوريا “نرفض الاعتداء على سوريا ولسنا في حاجة إلى من يدافع عنا، وننتظر من الدولة أن تقوم بواجبها.”

وقامت قوات الأمن السورية صباح الجمعة بدوريات في قرية الصورة الكبيرة بمحافظة السويداء حيث فر السكان من الاشتباكات. وقال سكان إنهم بعدما عادوا وجدوا أن منازلهم تعرضت للنهب.

وذكر سلمان عليوي أنه تم تحطيم باب منزله وهناك مال مفقود، لكنه عبّر عن سعادته بالتوصل إلى اتفاق لإنهاء القتال. وقالت إسرائيل من قبل إنها تريد منطقة منزوعة السلاح في جنوب سوريا، تتضمن محافظة السويداء، وإنها لن تسمح لقوات الحكومة السورية بالانتشار هناك.

وتوجد أقلية درزية صغيرة في إسرائيل، كما يعيش حوالي 24 ألف درزي في هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 وضمتها عام 1981 في خطوة لم تعترف بها معظم الدول أو الأمم المتحدة. وكتب بعض الدروز الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي إلى نتنياهو يطالبونه بمساعدة أقاربهم في سوريا، قائلين إن “المئات من المقاتلين” مستعدون للتطوع والمساعدة.

موجة جديدة من الكوليرا تضرب عدن ولحج وأبين وسط تحذيرات من كارثة صحية وشيكة


الصين تفتح أسواقها لليمن: إعفاء جمركي شامل وأولوية لأسماك حضرموت


بين شعارات السلامة وواقع التلوث: احتفالية بترومسيلة تثير التساؤلات في حضرموت


حضرموت تنتفض ضد الإخوان وتطالب بحظرهم على غرار الأردن