اخبار الإقليم والعالم
شبح الجفاف يخيم على اليمن: استنزاف المياه والسياسات الخاطئة ينذران بكارثة
يواجه اليمن واحدة من أشد أزماته البيئية، حيث بات شح المياه يهدد حياة ملايين السكان، في ظل جفاف متفاقم وسياسات غير فعالة زادت من استنزاف الموارد الطبيعية
تعد اليمن من أكثر الدول العربية معاناة من أزمة المياه، إذ تفيد تقارير بأن الفرد اليمني لا يحصل إلا على أقل من 100 متر مكعب من المياه سنوياً، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ نحو 1000 متر مكعب. وفي الوقت الذي تلعب فيه التغيرات المناخية دوراً رئيسياً في تفاقم الجفاف، إلا أن النزاعات السياسية المستمرة أدت إلى انهيار البنية التحتية وتراجع مشاريع الإمداد المائي.
ويؤكد مختصون أن الإفراط في زراعة نبتة "القات" يستهلك ما نسبته 30-40% من مياه البلاد الجوفية، ما يفاقم الوضع المائي الهش أصلاً. كما أدى غياب الرقابة الحكومية إلى حفر عشوائي للآبار، ما أسهم في استنزاف المخزون الاستراتيجي للمياه دون أي خطط للمعالجة أو التعويض.
وفي ظل تفاقم الوضع، يحذر خبراء من أن استمرار هذا النزيف المائي قد يؤدي إلى نزاعات اجتماعية أوسع، خصوصاً في المناطق التي تشهد تنافساً محتدماً على مصادر المياه المحدودة. كما دعا ناشطون ومراقبون إلى ضرورة وضع استراتيجية وطنية عاجلة لإدارة المياه تشمل تشريعات صارمة وتنمية بدائل مستدامة.
ويبدو أن قطرة الماء في اليمن لم تعد فقط شأناً بيئياً، بل تحولت إلى ورقة ضغط سياسي وسبب رئيسي في اتساع رقعة المعاناة اليومية للمواطنين.