منوعات

أون سبورت المصرية تركز على جذب جمهور الراديو عبر الدوري الإنجليزي

وكالة أنباء حضرموت

 اختارت شبكة "أون سبورت" المصرية السير في الاتجاه المعاكس لما هو سائد إعلاميا بعد أن حصلت على حقوق إذاعة الدوري الإنجليزي لكرة القدم حصريا عبر أثير الراديو من خلال قناة “أون سبورت.إف.إم”، في خطوة حملت تساؤلات عدة حول الجدوى منها، وما إذا كان يمكن تحقيق الجذب الجماهيري المطلوب لانتشار القناة، لأن الفضائية المصرية سعت للحصول على حقوق بث دوريات كبرى.

وبدأت موجات الراديو الخاصة بالقناة في بث مباريات الدوري الإنجليزي حصريا منذ بداية فبراير الجاري، واستعانت بعدد من المعلقين والمحللين المشاهير ممن عملوا بشبكة “بي.إن.سبورت” القطرية، بينهم أيمن جادة، ونبيل معلول، وهشام الخلصي، وأحمد حسام (ميدو)، وخبير التحكيم جمال الشريف، ما يشير إلى أن الشبكة المصرية عازمة على تقديم تجربة قادرة على جذب قطاعات من الجمهور عبر الراديو.

وتأتي خطوة بث الدوري الانجليزي بالتزامن مع تطوير الشبكة التابعة للشركة المتحدة للخدمات الرياضية، ومملوكة لجهات حكومية بمصر، وقالت إنها سوف تطلق قنوات جديدة، بينها “أون سبورت ماكس” و”وأون كورة” و”أون أكاديمي” والأخيرة تركز على الرياضات الناشئة وبرامج تطوير المواهب الرياضية، بجانب إعلان الشركة عن إطلاق تطبيق إلكتروني يتيح للمشاهدين متابعة القنوات مباشرة ومشاهدة البرامج الرياضية عبر الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية.

ومازال الراديو في مصر يحقق معدلات مشاهدة جيدة بسبب الشوارع المزدحمة التي تضمن البقاء لساعات طويلة في السيارات الخاصة ووسائل النقل الجماعي، والتي يصبح الراديو حاضرا فيها، غير أن ذلك بدأ يأخذ في التغير مع تنوع المحتوى المعروض عبر المنصات الرقمية الإذاعية، وتعدد برامج البودكاست التي تجذب فئات شبابية قد لا تولي أهمية ببرامج الراديو التي يغلب عليها الطابع التقليدي.

ويعوّل مسؤولون في شبكة “أون سبورت” المصرية على طبقة بعينها من الجمهور ترتبط بالأحداث الرياضية وتتابع مباريات كرة القدم من خلال الراديو، وهي نسبة أقل من إجمالي متابعي هذه الوسيلة التي كانت قد تراجعت مع انتشار التلفزيون والمنصات الرقمية، ما يحقق أهدافا على مستوى جذب الكثير من مستمعي مباريات كرة القدم عبر الأثير، لكن يصعب جذب قطاعات جديدة من الجمهور لديهم خيارات مختلفة للوصول إلى مشاهدة مباريات كرة القدم المشفرة على القنوات المفتوحة مجانا.

وتظل المشكلة أمام “أون سبورت إف.أم” أن ترددها يصل إلى المواطنين في القاهرة والجيزة الملاصقة لها وبعض الأطراف القريبة من العاصمة، لكن لا تصل إلى شريحة كبيرة من المستمعين في محافظات مختلفة، وهو ما تعمل إدارة الشبكة على التعامل معه، وإتاحة ترددات إذاعية في جميع المحافظات المرتبطة بشبكة إذاعة “الشباب والرياضة” التي تأسست قبل 45 عاما وهي تابعة لاتحاد الإذاعة التلفزيون الحكومي.

ويمكن أن يحقق بث الدوري الإنجليزي إذاعيا مكاسب، فالحصول على حقوق إجراء حوارات صحافية مع نجوم الدوري الإنجليزي يساعد الشبكة على الانتشار على نحو أكبر، كذلك الاستعانة بمذيعين لديهم شهرة عربية يساعد في رسم صورة ذهنية لدى الجمهور العربي بوجود شبكة إعلامية مصرية قادرة على أن تقدم محتويات حصرية، ما يخدم أيضا القنوات التلفزيونية التابعة لشبكة “أون سبورت.”

وحصلت “أون سبورت” على حقوق إذاعة كأس العالم لكرة اليد الذي اختتمت فعالياته مؤخرا، وتعاقدت قبل أيام على حقوق البث المباشر لمباريات كأس هولندا للموسم الحالي، بداية من الدور ربع النهائي الذي انطلق أخيرا، إلى جانب حقوق بث مباريات المنتخب المصري في تصفيات الأمم الأفريقية وكأس العالم.

وقال الناقد الرياضي جمال الزهيري إن القائمين على الشبكة المصرية يسعون للاستفادة من الجماهيرية الواسعة التي يحظى بها الدوري الإنجليزي في الموسم الحالي مع وجود لاعبين مصريين يمثلون الأندية الإنجليزية الكبرى (محمد صلاح وعمر مرموش)، وهو ما قد لا يتكرر في المستقبل، وهناك اهتمام واسع بعدد كبير من المباريات يوجد مساحة لتوظيف هذا الاهتمام لجذب جمهور الراديو، وتوسيع دائرة المستمعين، وهي فكرة تهدف لتسليط الضوء على تجربة مختلفة في عصر المنصات.

وأوضح في تصريح لـ”العرب” أن حقوق بث المباريات الكبرى مؤشر على قدرة أي من القنوات الرياضية بناء قاعدة جماهيرية، ترتبط على نحو أكبر بالتلفزيون مع وجود فضائيات مشفرة تحقق عوائد مادية جيدة من الاشتراكات السنوية بها، وليس من المعروف إذا كانت هناك فائدة موازية على مستوى الراديو من عدمه، لكن المؤكد أن الخطوة سوف تقود إلى جذب جمهور جديد لإشارات بث القناة على الراديو.

وأشار إلى أن الاكتفاء بخطوة إذاعة الدوري الإنجليزي يحتاج إلى تدعيم، مع تطوير الاستوديوهات التحليلية، وتنوع الأسماء المشاركة فيها، وتقديم تجارب تعتمد على الكفاءة في إقناع جمهور الشباب والابتعاد عن الجوانب الشكلية، ويضع القائمون على الشبكة أنفسهم مكان الجمهور، وفي مقدمتهم شباب لا ينجذبون لمحتوى لا يقنعهم.

ويواجه الإعلام الرياضي في مصر انتقادات بعد أن بات متهما بإثارة التعصب، ما دفع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لإدخال ضوابط يشرف على تنفيذها بشرف صارم، بينها تحديد مدة البرامج الرياضية بحيث لا تزيد عن 90 دقيقة، وتحديد مدة الاستوديو التحليلي ما لا يزيد عن ساعة موزعة قبل وبعد انتهاء المباراة، وإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي، وحظر البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة (منتصف الليل) وحتى الساعة السادسة من صباح اليوم التالي.

وقررت لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي، تتبع مجلس الإعلام، توجيه لفت نظر لعدد من المؤسسات الإعلامية للالتزام بالضوابط والمعايير، وعدم تكرار ما صدر من تجاوزات من بعض البرامج الرياضية (دون أن تحدد هوية تلك القنوات) وهي تتابع وسائل الإعلام التي تقدم محتوى رياضيا لاتخاذ ما يلزم نحو أي تجاوزات.

وأكدت أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة نشوى عقل أن اهتمام الجمهور المصري بالمحتوى الرياضي وما تحققه محتويات البث الحصرية يساهم في توسيع قاعدة جمهور الراديو، خاصة فئات الشباب التي بإمكانها متابعة البث الإذاعي عبر المنصات الرقمية، وتبرهن الخطوة الجديدة على وجود مساع حكومية لاستيعاب رغبات الشباب.

وأضافت في تصريح لـ”العرب” أن الصورة عنصر جذب مهم للغاية، لكن حاجة حقوق البث الحصرية إلى موارد هائلة توجد قناعة بأن أول الغيث قطرة، ويمكن الاستفادة من التجربة لتوسيع قاعدة الحصول على حقوق بث أخرى، وما يخدم نجاح التجربة وجود جمهور كبير للراديو على موجات “إف.أم” التي تجذب المستمعين من فئة الشباب، وأن التركيز على المحتوى الترفيهي الهادف ممثلا في الرياضة هو أمر إيجابي من جانب الجهات الحكومية.

وتشير التوقعات العالمية إلى أن صناعة الراديو سوف تحافظ على حجم سوقي قوي قدره 11.76 مليار دولار، بحلول عام 2027، ونحو 224 مليون مستمع في الولايات المتحدة بحلول عام 2027، وهو أمر يمكن القياس عليه بالنسبة للدول التي ارتبطت به سنوات طويلة ومنها مصر، غير أن ذلك يتطلب تبني تقنيات جديدة تتلاءم مع تغيير تفضيلات وسلوكيات المستمعين.

لحج.. مواطن من ردفان يناشد لتحقيق العدالة


المملكة العربية السعودية تستضيف اجتماع قادة مؤتمر ميونخ للأمن في العلا


​هل تعود حركة الملاحة بقناة السويس إلى طبيعتها عقب «اتفاق اليمن»؟


الجيش الهندي يعلن التصدي لهجوم بمسيّرات باكستانية على طول الحدود الغربية