اخبار الإقليم والعالم
المساعدات باسم القطاع والمستفيد حماس
العالم ينفق المليارات على غزة: أين تذهب إيرادات حكومة حماس
أثارت التقارير المتواترة عن خلاف بين حماس ومصر على خلفية حملة الإعمار التي تقودها القاهرة في القطاع بعد الحرب الأخيرة تساؤلات عن حجم المساعدات التي تقدمها الدول إلى الفلسطينيين؟ وكيف تُنفَق؟ وأين تذهب أموال الضرائب التي تجمعها حماس؟
وتستفيد حكومة حماس من دفع الدول الأجنبية فواتيرَ المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، وهو ما يسمح لها بالحفاظ على مواردها التي تجمعها من الضرائب والأداءات الجمركية.
وأرسل المجتمع الدولي المليارات من الدولارات مساعدات لقطاع غزة في السنوات الأخيرة من أجل تقديم الإغاثة لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في الأراضي المعزولة التي تسيطر عليها حماس.
الخوف من خسارة الإيرادات هو ما يدفع حماس إلى تعطيل أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية لإنهاء الانقسام
وتهدف هذه المساعدات إلى تخفيف العبء عن المدنيين جراء الحصار الإسرائيلي – المصري الذي فُرض على غزة بعد أن استولت الجماعة الإسلامية المسلحة على السلطة من القوات الفلسطينية المتناحرة سنة 2007.
وتقول إسرائيل إن القيود المشددة على التجارة والحركة ضرورية لمنع حماس من تعزيز قدراتها العسكرية، لكن مراقبين يتساءلون عن جدوى هذه القيود إذا كانت حماس توفر سنويا أموالا طائلة من الإيرادات التي لا يُعرَف أين تذهب وما إذا كانت تُنفَق على التسليح.
ويقول مراقبون إن الخوف من خسارة هذه الموارد هو ما يدفع حماس إلى تعطيل أي اتفاق مع السلطة الفلسطينية لإنهاء الانقسام.
وفي 2018 اتهمت الحكومة الفلسطينية حركة حماس بـابتزازها والاستحواذ على كافة إيرادات قطاع غزة. وقالت الحكومة حينئذ إن حركة حماس “تسرق أموال الشعب الفلسطيني وتستحوذ على كافة إيرادات القطاع، وترفض تحويلها إلى الخزينة العامة، وتفرض الرسوم والضرائب على المواطنين لخزينتها”.
وخاضت إسرائيل وحماس أربع حروب منذ 2008، كانت آخرها في مايو الماضي. وتشرف إسرائيل على المساعدات عن كثب، محاولةً أن تتجاوز هذه المساعدات حركة حماس.
وأنفقت وكالات الأمم المتحدة بين عامي 2014 و2020 ما يقرب من 4.5 مليار دولار على غزة، بما في ذلك 600 مليون دولار عام 2020 وحده. ويتم توجيه أكثر من 80 في المئة من هذا التمويل من خلال وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الذين يشكلون ثلاثة أرباع سكان غزة. ويلتحق حوالي 280 ألف طفل في غزة بالمدارس التي تديرها الأونروا التي تقدم خدمات صحية ومساعدات غذائية أيضا.
وقدّمت قطر إلى غزة 1.3 مليار دولار من المساعدات منذ 2012 للبناء والخدمات الصحية والزراعة. ويشمل ذلك 360 مليون دولار تعهدت بها في يناير من عام 2021 و500 مليون دولار أخرى تعهدت بها لإعادة الإعمار بعد الحرب في مايو. كما تذهب مساعدات قطر إلى العائلات المحتاجة وتُصرف أيضا للمساعدة على دفع رواتب حكومة حماس.
وتقول السلطة الفلسطينية إنها ستنفق 1.7 مليار دولار على غزة هذا العام معظمها يكون في شكل رواتب لعشرات الآلاف من موظفي الخدمة المدنية الذين توقفوا عن العمل عندما تولت حماس السلطة في 2007.
وتعهدت مصر بتقديم 500 مليون دولار كمساعدات بعد حرب مايو لكن لم يتضح مقدار المبلغ الذي قدّمته، وأرسلت أطقم بناء لإزالة الأنقاض خلال الصيف.
وستنفق ألمانيا ودول أوروبية أخرى ما يقرب من 70 مليون يورو (80 مليون دولار) على مشاريع المياه في غزة بنهاية هذا العام، بالإضافة إلى مساهماتها في الأونروا.
وأنفقت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 5.5 مليون دولار في غزة هذا العام على المساعدات النقدية والرعاية الصحية، بالإضافة إلى المساهمة بمبلغ 90 مليون دولار لعمليات الأونروا في غزة والضفة الغربية المحتلة.
وتمنح إسرائيل تصاريح عمل لعشرة آلاف من سكان غزة يخضعون لفحص أمني، مما يوفر مصدر دخل هامًّا للعائلات التي لا تربطها صلات معروفة بحماس.