اخبار الإقليم والعالم

«الذئب الأحمر».. الجيش الأمريكي يعيد رسم مهمة المروحيات في الحروب

وكالة أنباء حضرموت

في خطوة نوعية تعيد رسم ملامح دور المروحيات (الطيران العمودي) في ساحات القتال، نجح الجيش الأمريكي في تنفيذ اختبار حاسم لصاروخ متطور.

«الذئب الأحمر» هو صاروخ جديد أطلقه سلاح مشاة البحرية للمرة الأولى من مروحية هجومية، في اختبار لا يعد مجرد تمرين تقني أو عرض لقدرة جديدة، بل بوصفه تحولًا استراتيجيًا عميقًا ينقل المروحيات من دور الدعم القريب إلى منصات قادرة على تنفيذ ضربات بعيدة المدى.

هذا التطور يكسر بشكل واضح المفاهيم العسكرية التقليدية التي كانت تحصر هذه المهمات بالمقاتلات النفاثة والسفن الحربية الكبرى.

ووفقا لصحيفة ديلي ميل، فقد جرى الاختبار فوق ميدان الأطلسي، حيث أطلقت مروحية هجومية من طراز «فايبر إيه إتش-1 زد » صاروخ «الذئب الأحمر» ليصيب هدفًا بحريًا بدقة عالية.

وتكمن أهمية هذا الإنجاز في قدرته على منح سلاح مشاة البحرية القدرة على نشر قوة نارية مؤثرة من منصات متحركة ومرنة يصعب رصدها، ما يربك حسابات أي خصم محتمل.

ولم تعد المروحية مجرد أداة لإسناد القوات على خطوط التماس، بل تحولت إلى منصة قادرة على تنفيذ ضربات استراتيجية من مسافات آمنة، بعيدًا عن نطاق دفاعات العدو الجوية والبحرية.

صاروخ «الذئب الأحمر»

وتكشف المواصفات التقنية للصاروخ حجم القفزة التي يحققها هذا النظام مقارنة بأسلحة المروحيات التقليدية. إذ يصل مدى «الذئب الأحمر» إلى نحو 370 كيلومترًا عند الطيران المنخفض، وهو ما يفوق بعشرات المرات مدى صواريخ مثل «هيلفاير»، الذي يبلغ 16 كيلومترا.

وإلى جانب المدى، يتمتع الصاروخ بقدرات مزدوجة تجمع بين الاستطلاع والاستهداف، حيث يمكنه نقل بيانات حية عن الهدف والتفاعل معه أثناء التحليق.

كما أن تصميمه، يمنحه مرونة كبيرة في الحمل والإطلاق، ما يوسع من خيارات التشغيل على منصات متعددة.

ويبلغ طول الصاروخ نحو ستة أقدام ويعتمد على زعانف قابلة للطي.

وتفتح هذه القدرات آفاقًا عملياتية جديدة ومعقدة، إذ يمكن لسرب من المروحيات تنفيذ هجمات متزامنة من اتجاهات مختلفة ضد أهداف بحرية أو برية محصنة، مع البقاء خارج نطاق الخطر.

ويعزز ذلك مفهوم العمليات الموزعة، حيث تُستخدم منصات صغيرة ومتعددة لإرباك دفاعات الخصم بدل الاعتماد على منصة واحدة كبيرة ومكلفة.

ويمكن للمروحيات المجهزة بصواريخ «الذئب الأحمر» أن تشكل شبكة مرنة للمراقبة والهجوم، قادرة على تقييد حركة الخصم وحرمانه من حرية العمل في مساحات واسعة، ضمن ما يُعرف عسكريًا بمفهوم «منع الوصول وحرمان المنطقة».

وعلى صعيد الجدول الزمني والاعتبارات الاقتصادية، يعكس البرنامج طموحًا واضحًا وتوازنًا محسوبًا بين الكلفة والفعالية. فقد خضع الصاروخ لأكثر من 40 اختبارا ناجحا منذ عام 2020، فيما تخطط الشركة المصنعة لإنتاج ما يصل إلى ألف وحدة سنويًا.

ويُقدَّر سعر الصاروخ بنحو 300 ألف دولار، وهو رقم منخفض نسبيًا مقارنة بصواريخ بعيدة المدى أخرى مثل «توماهوك» الذي تتجاوز كلفته نحو مليوني دولار.

ومن المتوقع أن يصل النظام إلى الجاهزية العملياتية الكاملة بحلول عام 2026، ما يجعله خيارًا قابلًا للاستخدام على نطاق واسع دون إرهاق الميزانيات العسكرية.

باريس في اختبار أمني ليلة رأس السنة.. آلاف الجنود تحسباً لـ«مخاطر كبيرة»


«درع القنفذ» والبراغماتية.. 6 دروس من ترامب لقادة العالم بـ2026


مسؤول يمني: انفراد العليمي بقرار الرئاسي «مغامرة» بمصير البلاد


هل تعطل الإصابة الصفقة؟.. ساعات حاسمة تفصل حمزة عبدالكريم عن برشلونة