اخبار الإقليم والعالم

مبعوث ترامب إلى غرينلاند الذي أثار غضب أوروبا.. من هو جيف لاندري؟

وكالة أنباء حضرموت

اختار الرئيس الأمريكي حاكم ولاية لويزيانا، جيف لاندري، ليشغل منصب مبعوثه الخاص إلى غرينلاند، في قرار أثار غضب أوروبا والدنمارك.

القرار، الذي لم يحدد المهام الدقيقة للمبعوث الجديد والذي سيجمع لاندري بينه وبين منصب حاكم ولاية لويزيانا، يشكل تصعيداً مباشراً لمساعي إدارة الرئيس دونالد ترامب الطموحة لتعزيز النفوذ الأمريكي وربما السيطرة على الجزيرة الواقعة في القطب الشمالي، والتي تتمتع بحكم ذاتي تحت التاج الدنماركي.

أعادت «شبح الضم».. خطوة جديدة من ترامب تجاه غرينلاند «تستفز» أوروبا
وأعرب مسؤولو الاتحاد الأوروبي الإثنين عن "تضامن كامل مع الدنمارك وشعب غرينلاند"، في أعقاب إعلان ترامب تعيين مبعوث خاص لغرينلاند التي أبدى الرئيس الأمريكي أكثر من مرّة رغبته في ضمها.

وأكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا على منصة إكس أنّ "وحدة الأراضي والسيادة مبدآن أساسيان في القانون الدولي".

وأعلنت الدنمارك الإثنين أنّها ستستدعي السفير الأمريكي في كوبنهاغن في شأن هذه المسألة.

وقال وزير الخارجية الدنماركي لارس لوكه راسموسن في مقابلة مع قناة "تي في 2" المحلية "لقد أغضبني التعيين، وأعتبر أن هذا الأمر غير مقبول"، مشيرا إلى أن الوزارة ستستدعي السفير خلال الأيام المقبلة "للحصول على توضيح" بهذا الشأن.

الولاء لترامب

يمثل اختيار لاندري خروجاً عن النمط التقليدي في التعيينات الدبلوماسية رفيعـة المستوى. فالحاكم الجمهوري ذو الـ 53 عاماً، يكاد يخلو سجله من أي خبرة دولية أو دبلوماسية ملموسة، في التعامل مع الحكومة الدنماركية أو في قضايا القطب الشمالي المعقدة.

وبنى لاندري سمعته السياسية كمحافظ صدامي داخل الولايات المتحدة، واشتهر بمعاركه القانونية ضد إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وتشريعاته الاجتماعية المحافظة المثيرة للجدل، ودعوته الصريحة لتشديد القيود على الهجرة.

العنصر الأبرز في ملف لاندري هو ولاؤه الشخصي والسياسي المطلق للرئيس ترامب. وقد تجلى هذا الولاء مؤخراً في منشور له على منصة "إكس" (تويتر سابقاً) في يناير/ كانون الثاني الماضي، كتب فيه: "الرئيس ترامب على حق تماماً. يجب أن نضمن انضمام غرينلاند إلى الولايات المتحدة. هذا أمر عظيم لهم وعظيم لنا"، مما يؤشر إلى أن مهمته قد تركز على تحقيق هذه الرؤية التوسعية بالذات.

لسنا للبيع
وفي رد فعل سريع يعكس حساسية الملف، رحبت السياسية الغرينلاندية البارزة آجا كيمنتس، العضو في البرلمان الدنماركي، بزيارة لاندري المحتملة، لكنها وضعت حداً فاصلاً في بيان قوي على فيسبوك، قائلة: "غرينلاند ليست للبيع".

هذا التصريح يلخص موقف غرينلاند والدنمارك الرسمي الثابت، الذي يرفض أي حديث عن نقل السيادة، ويؤكد على حق سكان الجزيرة البالغ عددهم 56 ألف نسمة في تقرير مصيرهم.

لماذا لاندري؟
يأتي التعيين في إطار نمط متكرر لإدارة ترامب، يقوم على تجاوز المؤسسة الدبلوماسية التقليدية المتمثلة في وزارة الخارجية والاعتماد على قنوات موازية يقودها أفراد يثق بهم شخصياً.

وتمثل غرينلاند أولوية استراتيجية متزايدة لواشنطن بسبب موقعها الجيواستراتيجي في القطب الشمالي، وثرواتها الطبيعية الهائلة، وتنافس القوى العظمى، خاصة روسيا والصين، على النفوذ في المنطقة.

يبدو أن ترامب، باختياره رجلاً يشاركه الرؤية ويفتقر للحواجز المؤسسية، يريد إرسال رسالة حازمة بأن ملف غرينلاند مفتوح أمام جميع السيناريوهات، بما في ذلك احتمال الضم.

تحديات مستقبلية
لكن لاندري يواجه تحدياً مزدوجاً: فمن ناحية، عليه إدارة ولاية لويزيانا التي تواجه تحديات داخلية معقدة تتعلق بالاقتصاد والتعليم والبنية التحتية في أعقاب الكوارث الطبيعية. ومن ناحية أخرى، عليه خوض غمار دبلوماسية دولية شديدة الحساسية، تتطلب فهماً دقيقاً لتاريخ المنطقة، ومشاعر سكانها، ومواقف الحكومات في كل من نوك (عاصمة غرينلاند) وكوبنهاجن.

دور ايران التخريبي في المشرق العربي


في الأسبوع المئة لحملة «ثلاثاءات لا للإعدام»، إضراب عن الطعام للسجناء السياسيين في 55 سجنًا إيرانيًا


غارة أمريكية تقتل قياديا بـ«القاعدة» في اليمن


اقترح إجراءات عاجلة.. جنرال يحذر من «خطر الإخوان» في فرنسا