اخبار الإقليم والعالم

«تيك توك».. رهان ستارمر لـ«كسر الملل» ومغازلة «جيل زد»

وكالة أنباء حضرموت

في خضم الأزمات المتتالية، يسعى رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى تخفيف الضغوط واستعادة الشعبية.

ولتحقيق هذا الهدف، أطلق ستارمر حملة مكثفة على موقع "تيك توك" للتواصل الاجتماعي تهدف إلى تحسين "صورته المملة" ورفع معدلات تأييده، وفقا لما ذكرته صحيفة "تليغراف" البريطانية.

ستارمر يسقط بفخ «سوء التوقيت».. إخفاق في التعامل مع حادث سيدني
وانضم ستارمر خلال الشهر الجاري إلى تطبيق التواصل الاجتماعي الصيني حيث شارك عددا من مقاطع الفيديو عبر حسابه الذي يضم 50 ألف متابع.

وأشارت الصحيفة إلى أن "تيك توك" أصبح حجر الزاوية في حملة إعلامية مكثفة جديدة تهدف إلى استعادة دعم رئيس الوزراء بين الناخبين.

كما انضم ستارمر أيضا إلى منصة "سبستاك"، وهي منصة نشرات إخبارية مفضلة لدى الكتاب والصحفيين، وفي أول منشور له على الموقع كتب: "للناس الحق في معرفة كيف تتخذ القرارات التي تؤثر عليهم ولماذا. وأعتقد أن على جميع السياسيين استكشاف طرق مبتكرة جديدة لتحقيق ذلك".

يأتي هذا في الوقت الذي تراجعت فيه شعبية ستارمر مؤخراً إلى أدنى مستوياتها، حيث كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسسة "يوغوف" أن 18% فقط من البريطانيين لديهم رأي إيجابي تجاه زعيم حزب العمال مقارنة بـ72% من البريطانيين لديهم نظرة سلبية تجاهه.

في المقابل، يحظى نايجل فاراج، زعيم حزب الإصلاح في المملكة المتحدة، بتأييد 29% من الجمهور، بينما يعارضه 64%. وحتى زاك بولانسكي، زعيم حزب الخضر الذي كان شبه مجهول حتى ستة أشهر، يحظى هو الآخر بارتفاع ملحوظ في شعبيته.

وخلال الأشهر الثمانية عشر الأولى من حكم حزب العمال، تراجع الدعم الشخصي لستارمر بشكل كبير حيث أدت الزيادات الضريبية والإخلال بالوعود إلى عزوف الناخبين.

لكن حتى في العالم الرقمي، يخوض رئيس الوزراء معركة خاسرة حيث يملك فاراج 1.4 مليون متابع على "تيك توك"، وتحظى منشوراته بتفاعل أكبر بكثير من منشورات الحساب الرسمي لحزب الإصلاح.

كما عزز بولانسكي حضوره الإعلامي من خلال إنتاج مقاطع فيديو قصيرة ومتقنة تنتقد سياسات الحكومة.

وفي الوقت نفسه، لفت روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل، الأنظار إليه بتصوير مشاهد مثيرة للجدل، مثل مطاردة المتهربين من دفع الأجرة في مترو أنفاق لندن.

وفي حين تعلم هؤلاء السياسيون المحنكون كيفية بناء شخصيات مؤثرة على الإنترنت والاستفادة من الانتشار السريع لوسائل التواصل الاجتماعي يصف الناخبون ستارمر بـ"الممل" بحسب استطلاعات الرأي.

وبدأ فريق ستارمر يدرك متأخرًا، هذا القصور، فأطلق حملة جديدة للتواصل مع الناخبين عبر الإنترنت لا تقتصر فقط على استهداف المشاهدين الشباب الذين يتجنبون وسائل الإعلام التقليدية، بل تستهدف أيضًا كبار السن الذين يتجهون بشكل متزايد إلى منصات البث المباشر مثل يوتيوب.

وقد بدأ مكتب رئيس الوزراء بالفعل تجارب في هذا المجال من خلال ما يُسمى بوحدة الإعلام الجديد، التي أُنشئت تحت إشراف مجلس الوزراء.

كما أنشأت الحكومة حسابًا رسميًا على موقع "ريديت" هذا العام.

وفي مؤشر آخر على التحول الرقمي، أعلن "داونينج ستريت" هذا الأسبوع إلغاء مؤتمره الصحفي اليومي بعد الظهر مع الصحفيين السياسيين، واستحداث سلسلة من المؤتمرات الصحفية المفتوحة أمام "صناع المحتوى".

كما استعان حزب العمال لتحقيق الهدف بوكالة التسويق الرقمي "فور وان وان"، التي أسسها الفريق المسؤول عن حملة الحزب الانتخابية لعام 2024 والتي تتيح للمؤثرين الوصول إلى السياسيين، كما تعمل مباشرة مع أكثر من 12 نائبًا.

وتقود هذه المبادرة كيتلين روبر، رئيسة قسم الاتصالات الرقمية في مكتب ستارمر، ودارين جونز، كبير أمناء مكتبه ويبدو أنها بدأت تؤتي ثمارها.

ويسعى حزب العمال الآن إلى توسيع نطاق هذه المبادرة، كما يحرص المسؤولون على مكافحة انتشار المعلومات المضللة والمواد المرتبطة بأقصى اليمين على الإنترنت.

ومع ذلك لا تخلو حملة الحكومة على وسائل التواصل الاجتماعي من الجدل، حيث تعرضت شركة "فور وان وان" للتدقيق بعد تقارير تفيد بأنها تدفع لمؤثرين لنشر محتوى يهاجم حزب الإصلاح ويؤيد سياسات حزب العمال وهو ما نفته الشركة.

ويشكك بعض الخبراء في قدرة ستارمر على التأثير في العالم الرقمي. واعتبر جون بولارد، رئيس قسم الاستراتيجية في وكالة التسويق "راب يو كيه" أن خطوة رئيس الوزراء نحو وسائل التواصل الاجتماعي "محكوم عليها بالفشل".

وبالنسبة لستارمر (63 عامًا)، فإن طريق الشهرة على تطبيقات التواصل الاجتماعي المفضلة لدى جيل "زد" مليء بالمخاطر لذا فإن كسب تأييد الشعب لن يكون بالأمر الهين.

بينها الحوت والسرطان.. 4 أبراج تقترب من تحقيق أحلامها في 2026


بعد انقطاع دام 14 عاما. أهالي إدلب يحيون طقوس عيد الميلاد


14 لاعبا.. سفراء الدوري السعودي في كأس أمم أفريقيا 2025


احتجاجات بنغلادش.. كيف وظف الإخوان «الفوضى» لتصدر المشهد؟