اخبار الإقليم والعالم
«ثعلب» و«جاسوس» و«ملك الأسمنت».. من يشعل حرب السودان خلف واجهة البرهان؟
في حربٍ لم تعد تُدار من غرف العمليات وحدها، بل من شبكات النفوذ والمال والولاءات العقائدية، يتكشّف المشهد السوداني على حقيقة أكثر قتامة: قرار السلم والحرب لم يعد بيد الدولة ولا الجيش نفسه.
فخلف الخطاب المتشدد لعبدالفتاح البرهان، تقف منظومة معقّدة من المصالح الإخوانية والأمنية واقتصاد الحرب، ترى في استمرار النزاع ضمانةً للبقاء، وفي السلام تهديدًا وجوديًا لمراكز نفوذ راكمت الثروة والسلطة على أنقاض الدولة المنهكة.
وبحسب تصريحات سابقة لعروة الصادق، القيادي في حزب الأمة القومي وعضو تحالف «صمود»، فإن البرهان لم يعد صاحب القرار الوحيد في ملفي الحرب والسلام، وأنه يتحرك داخل سقف يحدده نفوذ دوائر إخوانية وأمنية تمتلك اليد العليا في توجيه الخيارات العسكرية والمالية.
ويكشف عروة الصادق، أإن «رفض البرهان للسلام انعكاس لضغط داخلي من الشبكة الحاكمة فعلياً داخل المؤسسة العسكرية، والمكوّنة من ضباط موالين للإخوان وجهاز أمني ممسك بمفاصل التمويل والتوجيه»، مرتبطة بما يسميه «اقتصاد الحرب»، الذي يشمل:
تهريب الذهب عبر شبكات معقدة
جبايات غير قانونية
قنوات إمداد تستفيد من الفوضى والتشظي
مصالح تجارية تُتاح فقط في ظل غياب الدولة
فماذا نعرف عن الشخصيات التي تحرك خيوط الحرب؟
إبراهيم جابر (رجل اقتصاد الجيش)
مساعد قائد الجيش
عضو مجلس السيادة السوداني
هو مهندس بحري برتبة فريق
يتولى الإشراف على ملف الاقتصاد سواء داخل الجيش أو الحكومة عموما، في ظل سيطرة الجيش على القرار.
شارك في تأسيس مجلس السيادة في العام 2019، وتولى رئاسة اللجنة الاقتصادية فيه.
ياسر العطا
رجل البرهان في الجيش المسؤول عن التحركات العسكرية والتعيينات والتراتبية في الجيش)
هو عضو بمجلس السيادة السوداني، ومساعد قائد الجيش عبدالفتاح البرهان
رفض مرارًا إنهاء حرب السودان، معلنا «عدم وجود هدنة أو تفاوض مع قوات الدعم السريع وأن الحرب ستستمر حتى الاستسلام وإن استمرت 100 عام».
اعتبر أن التفاوض مع قوات "الدعم السريع"، يعني تأجيلا للمعركة ويتسبب في مشاكل سياسية وعسكرية وأمنية".
عين ملحقاً عسكرياً بالسفارة السودانية في جيبوتي، ما عدّه مراقبون يومذاك «استبعاداً له».
يعد واحداً من قادة الجيش الذين شاركوا في عزل البشير في أبريل/نيسان 2019
كان واحداً من عشرة ضباط شكّلوا «المجلس العسكري الانتقالي»
عين نائباً لرئيس اللجنة السياسية بـ«المجلس العسكري الانتقالي».
اختير رئيساً للجنة تفكيك «نظام 30 يونيو»، لكن أداءه أثار انتقادات، ما دفعه للاستقالة من اللجنة.
وفي مارس/آذار 2022، تحدثت وسائل إعلام سودانية عن طلب لرفع الحصانة عن العطا «على خلفية تخصيصه عربات مستردة بواسطة لجنة إزالة التمكين التي كان يترأسها».
عام 1992 أحيل إلى التحقيق بتهمة «العمالة والتجسس».
صحيفة «الراكوبة» السودانية كانت سبقت واتهمت العطا بـ«ارتكاب أخطاء أودت بحياة عدد من الجنود، من بينها إرسال مجموعة في مهمة استطلاع خطيرة دون حاجة تكتيكية، رغم معارضة الضباط الآخرين، ما تسبب في مقتل المجموعة كلها».
كان داعما لمشاركة الإسلاميين ضمن صفوف الجيش في الحرب الدائرة ضد قوات الدعم السريع
وصف بأنه «أداة البرهان السياسية التي يستخدمها في استفزاز المعارضة»
اعتبره آخرون وسيلة لإظهار مواقف البرهان الحقيقية الرامية للسيطرة على الحكم في البلاد
يطمح لأن يصبح خليفة محتمل للبرهان
شمس الدين كباشي (رجل السياسة في الجيش)
مايو/أيار 2023، أصدر عبدالفتاح البرهان، قرارا بتعيينه، نائبا له.
تدرج كباشي في الرتب العسكرية حتى وصل إلى رتبة الفريق أول في فبراير/شباط 2020.
تبوّأ الفريق الركن شمس الدين كباشي عدّة مناصب عسكرية أكاديمية وقيادية وعمل في عدد من المواقع والإدارات العسكرية.
نوفمبر/تشرين الثاني 2021، أصبح عضوا بمجلس السيادة الذي شكله البرهان
الفريق عمر زين العابدين
كان آمر تنظيم الإخوان في الحركة الإسلامية
يعد حلقة الوصل بينه وبين ضباط التنظيم في الجيش
الفريق ميرغني إدريس
ذراع البشير الأولى
انتقل بكامل إمكاناته لصف البرهان
يعمل كمستشاره الأول والأخير
في سكرتارية مكتبه ضباط ثلاثة:
مدثر صهر علي كرتي
وعمرو مرافقه الخاص
وعلاء الدين يوظفه لكثير من الأعمال
أسامة عبد الله
الفريق متقاعد عمر نمر يتحرك تحت غطاء منظمة صداقة شعبية
عبد الرحمن الخضر والي الخرطوم الأسبق
آخرون
وزير المالية جبريل إبراهيم محمد فضيل (جبريل)
• وزير المالية السوداني
• رئيس حركة العدل والمساواة، وهي جماعة مسلحة دارفورية تربطها صلات تاريخية بحسن الترابي
• ساهمت حركة العدل والمساواة بآلاف من أتباعها في الحرب، مما أدى إلى تدمير مدن سودانية ومقتل ونزوح آلاف المدنيين السودانيين.
• تعاون جبريل مع الحكومة الإيرانية بهدف تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية، وسافر إلى طهران في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
• في سبتمبر/أيلول الماضي، أدرجته وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات، لدوره في حرب السودان.
أحمد هارون
في يناير/كانون الثاني 2024، أدرجت الولايات المتحدة وزير الداخلية السوداني الأسبق أحمد محمد هارون في برنامجها لمكافآت الإرشاد عن المشتبه بارتكابهم جرائم حرب، في دارفور بين 2003 و2004.
يلقب بـ"الثعلب"
معروف بانتمائه للتيار الإسلاموي
بعد هروبه من سجن كوبر بالعاصمة السودانية الخرطوم، مع قيادات أخرى بنظام البشير، أعرب عن تأييده قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة، في مواجهة الدعم السريع
التحق خلال دراسته الثانوية بالتيار الإسلاموي
استمر في العمل التنظيمي عند التحاقه بالدراسة بمصر، حيث درس في كلية الحقوق جامعة القاهرة.
عام 1998، تولى منصب المنسق العام للشرطة الشعبية، فيما قرر البشير عام 2003 تعيينه وزير دولة بوزارة الداخلية بعد تصاعد الاضطرابات في إقليم دارفور.
عام 2003.. وُجه إليه تهمة تشريد نحو 20 ألف شخص من سكان دارفور من منازلهم بقرى منطقة قودوم والمناطق المحيطة بها.
2013.. عُين واليا لولاية شمال كردفان
مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية بشأن جرائم حرب في دارفور، إذ يزعم أنه قام بتجنيد وتمويل بعض العناصر المسلحة التي شنت هجمات ضد المدنيين في دارفور.
ووفقا للاتهامات الموجهة ضده فإنه أمر مليشياته بقتل واغتصاب وتعذيب مدنيين، وهي الاتهامات التي نفاها هارون.
وفي 27 أبريل/نيسان عام 2007 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق هارون، تضمنت 20 اتهاما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، و22 اتهاما بارتكاب جرائم حرب، وفي سبتمبر/أيلول من نفس العام أعلنت الحكومة السودانية أن هارون سيترأس لجنة تحقيق خاصة في انتهاكات حقوق الإنسان في دارفور.
هارون قال في مقابلة "إن لديه تجارب عديدة سابقة مع الموت أدت إلى نشوء ألفة بينهما".
كتيبة البراء بن مالك (الذراع العسكرية لتنظيم الإخوان)
في سبتمبر/أيلول الماضي، أدرجتها وزارة الخزانة الأمريكية على قائمة العقوبات، لدوره في حرب السودان.
وطبقًا لتقارير صحفية متعددة، فإن "البراء بن مالك":
إحدى كتائب ما يُعرف بـ"الدفاع الشعبي"
أنشأتها الحركة الإسلامية في السودان خلال حقبة التسعينيات في عهد الرئيس السابق عمر البشير
عقب اندلاع حرب السودان، عادت مجددًا إلى الساحة لتنضم إلى صفوف الجيش
سرعان ما طغى ظهوره في ساحة المعارك بقيادة شاب سوداني يُدعى المصباح أبوزيد طلحة
تمكّن البراء بن مالك من تجنيد آلاف المقاتلين الجدد إلى صفوفه
بات فصيلًا مؤثرًا في قرار المعارك الحربية الخاص بالجيش
ولخّص المصدر الأمني طبيعة المهام العسكرية للواء البراء بن مالك، الذي تحوّل إلى "فيلق"،
المهام العسكرية:
تنحصر في "قطع الطريق أمام قيادة الجيش السوداني الحالية في الدخول في أي تفاهمات تعيد قوى الثورة السودانية إلى مشهد الحكم مجددًا
منع قيادات الجيش السوداني من ترسيم أي خارطة علاقات دولية بمعزل عن توجهات التنظيم الإخواني
برز كأحد القوات المتحالفة مع الجيش السوداني التي ترفض مبدأ إيقاف الحرب، مهما كانت نتائجها الكارثية على الدولة السودانية.
ومؤخرًا نقلت صحف محلية سودانية عن مقرّبين من قائد فيلق البراء بن مالك قول الأخير، إنهم كقوة مدعومة من دولة إيران الإسلامية أصبحوا "فيلقًا" بعد أن كانوا كتيبة، وإن قتالهم بجانب الجيش السوداني يأتي "ضمن مشروع الدولة الإسلامية الكبرى".
وأوضح المصباح أبوزيد طلحة أن "لديهم علاقات متينة مع الكتائب الجهادية في العالم الإسلامي، وأنهم ينتظرون الفراغ من معارك السودان للانتقال إلى معارك في المحيط الإسلامي".
تصريحات المصباح وصفها مصدر أمني سوداني بأنها تأكيد جديد على أن "فيلق البراء بن مالك أضحى الآن الرهان الأخير للتنظيم الإخواني في السودان للإبقاء على خلاياه الإرهابية، ونقل مركز ثقل الإرهاب العالمي إلى السودان".
نفوذ واسع لعائلة البرهان
في نهاية سبتمبر/أيلول الماضي، كشف تقرير صادر عن موقع "أفريكا إنتلجنس" (Africa Intelligence) المتخصص في الشؤون الأفريقية، عن النفوذ الواسع لعائلة البرهان في السيطرة على قطاع الذهب، ذلك المورد الاستراتيجي الذي يشكّل نصف صادرات السودان.
وفي صدارة هذا النفوذ، كما ورد بالتقرير، يطلّ المحامي حسن البرهان، الذي يتولّى إدارة مصالح شقيقه عبدالفتاح البرهان في ميدان التعدين، وهو ما يؤكد بحسب مراقبين، ضعف السلطة "الصورية" في بورتسودان التي عُيِّن لرئاسة حكومتها كامل إدريس، والتي تعمل كغطاء للنهب المنظم الذي تمارسه العائلة وقيادات التنظيم الإخواني.
وكان الناشط السياسي المعروف في السودان، عبدالمنعم سليمان، كتب على صفحته الشخصية في "فيسبوك" معلقاً على تقرير "أفريكا إنتلجنس"، قائلاً: "كل الدلائل والبراهين التي أوردتها مصادر متطابقة، تؤكد تورط شقيق قائد الجيش السوداني في وقائع أخرى، بينها ضبط عشرة ملايين دولار نقداً بحوزته في منفذ حدودي بدولة مجاورة قبل أن يُفرج عنه وعن المبلغ لاحقاً". وتابع: "حادثة كهذه تفضح بجلاء حجم النفوذ المالي الذي تحوزه العائلة، وكيف تُستغل موارد البلاد في بناء ثروات شخصية طائلة".
منظومة الصناعات الدفاعية
خبير اقتصادي مطلع على المعلومات الخاصة بقطاع التعدين والذهب في السودان، تحدث لـ"العين الإخبارية" مفضلاً حجب اسمه لدواع أمنية، قال: "حسب معلوماتي الدقيقة، فإن شقيقي قائد الجيش السوداني، حسن وخالد البرهان ومصلح نصار مستشار رئيس الوزراء كامل إدريس، تمكنوا من إرساء شراكة مع منظومة الصناعات الدفاعية، من خلال الاستفادة من قاعدة علاقات في مجال التنقيب عن الذهب قبل اندلاع الحرب".
وأشار إلى أن مؤسسة الجيش السوداني تمتلك عبر منظومة الصناعات الدفاعية، أكثر من 300 شركة تجارية وصناعية تعمل في قطاعات حيوية تشمل التعدين، البناء، المياه، المواد الغذائية، تصنيع الأدوية، المصارف، وحتى الاتصالات والطيران.
وكشف الخبير الاقتصادي عن عائدات هذه الشركات، مؤكداً أنها تُقدر بما يزيد على ملياري دولار سنوياً، ما يجعلها واحدة من أقوى المنظومات الاقتصادية شبه السيادية في السودان، حسب قوله.
علي كرتي
عاقبته وزارة الخزانة الأمريكية،
أصبح زعيما للحركة الإسلامية السودانية بعد الإطاحة بالبشير في 2019.
شخصية بارزة بين المخضرمين والموالين لحكم البشير الذين ناوروا لحماية مصالحهم واستعادوا بعض النفوذ في أعقاب "انقلاب" عام 2021.
قالت عنه وزارة الخزانة الأمريكية، إنه يعيق الجهود الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في سبيل إنهاء الحرب الحالية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع والمدنيين السودانيين، والجهود الرامية إلى استعادة مرحلة الانتقال للديمقراطية في السودان.
ملاحق جنائياً على خلفية قضايا فساد مالي وحيازة عدد ضخم من الأراضي السكنية دون وجه حق.
يعرف عن علي كرتي أنه كان قياديًا في حزب المؤتمر الوطني المنحل، وشغل منصب وزير دولة للشؤون الخارجية، قبل أن يتولى منصب وزير خارجية السودان، بين عامي 2010 و2015.
وكان كرتي قائدا لقوات الدفاع الشعبي أو الأمن الشعبي التي توجه إليها أصابع الاتهام لفض اعتصام المتظاهرين السودانيين بالقوة.
أطلق عليه لقب "ملك الأسمنت" في السودان.