تقارير وحوارات
النظام الإيراني يشن حملة إعدامات هستيرية ضد أنصار “مجاهدي خلق” خوفاً من الانفجار الشعبي
النظام الإيراني يشن حملة إعدامات هستيرية ضد أنصار “مجاهدي خلق” خوفاً من الانفجار الشعبي
النظام الإيراني يشن حملة إعدامات هستيرية ضد أنصار “مجاهدي خلق” خوفاً من الانفجار الشعبي
في تصعيد خطير يكشف عن ذعر النظام الإيراني من تنامي الغضب الشعبي والحراك المنظم، أطلقت طهران موجة جديدة من أحكام الإعدام ضد السجناء السياسيين المتهمين بالانتماء لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية . ففي غضون 48 ساعة فقط، أصدر القضاء أحكاماً جديدة وأيد أخرى بحق نخبة من المعتقلين، في خطوة وصفتها المقاومة الإيرانية بأنها محاولة يائسة من نظام الولي الفقيه لترهيب المجتمع وكبح جماح انتفاضة وشيكة، وسط صمت دولي مريب.
لم يعد النظام الإيراني يخفي نواياه في استخدام “المشنقة” كأداة سياسية وحيدة للبقاء. ففي السادس والسابع من ديسمبر 2025، شهدت السجون والمحاكم الصورية في إيران تسارعاً ملحوظاً في إصدار وتأييد أحكام الإعدام ضد معارضين سياسيين، في توقيت يحمل دلالات أمنية واضحة.
في سجن “لاكان” بمدينة رشت، أُبلغ السجين السياسي كريم خجسته (62 عاماً) يوم 6 ديسمبر بحكم الإعدام الصادر ضده. خجسته، وهو مهندس آلات صناعية وسجين سياسي سابق من عقد الثمانينيات، اعتُقل في ورشته بمارس الماضي. وبعد محاكمة صورية في سبتمبر بتهمة “البغي” لدعمه مجاهدي خلق، جاء الحكم ليعكس نمط النظام المعروف: الاعتقال، العزل، المحاكمة الشكلية، ثم الحكم بالقتل لترهيب الشارع.
أصدرت “جمعية حقوق الإنسان الإيرانية” ، يوم الثلاثاء 9 ديسمبر 2025، تقريراً شاملاً وموثقاً بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان. ورسم التقرير صورة قاتمة ومفصلة لوضع حقوق الإنسان في إيران، مؤكداً أن هذا اليوم يمر على الإيرانيين في ظل نظام حول البلاد إلى سجن كبير
محاكمات بدقائق معدودة: تأكيد إعدام 6 سجناء
وفي اليوم التالي 7 ديسمبر، أكد النظام أحكام الإعدام بحق ستة سجناء سياسيين دفعة واحدة، وهم: بابك علي بور، بويا قبادي، وحيد بني عامريان، محمد تقوي، أكبر (شاهرخ) دانشوركار، وأبوالحسن منتظر.
جرت “إعادة محاكمتهم” في الفرع 26 بمحكمة الثورة في طهران في جلسات لم تتجاوز بضع دقائق، مما يؤكد أنها لم تكن إجراءات قضائية بل قرارات إدارية بالتصفية الجسدية.
استهداف الرموز والنخب
يكشف التدقيق في سير هؤلاء المحكومين عن استراتيجية النظام في استئصال “الذاكرة الحية” للمقاومة. فالسجين أبوالحسن منتظر (66 عاماً) يعاني من أمراض القلب والرئة، ومحمد تقوي (59 عاماً) قضى سنوات في السجون خلال الثمانينيات والتسعينيات. إصرار النظام على إعدام هؤلاء الناجين من مجازر الماضي يهدف لمحو رموز الصمود.
كما تضم القائمة مهندسين وخريجي قانون من جيل الشباب، مما يثبت أن خوف النظام لا يقتصر على جيل معين، بل يمتد لكل من يرفض الخضوع.
نقل بطل الملاكمة للعزل الانفرادي: نذير الإعدام
وفي سياق متصل، تتزايد المخاوف بشأن مصير محمد جواد وفائي ثاني، بطل الملاكمة والسجين السياسي (30 عاماً)، الذي نُقل في 6 ديسمبر إلى الزنزانة الانفرادية في سجن وكيل آباد بمشهد، مع قطع اتصالاته بالعالم الخارجي. وتعتبر المقاومة الإيرانية هذا الإجراء مقدمة أخيرة لتنفيذ حكم الإعدام بحقه، بعد سنوات من التعذيب لانتزاع اعترافات قسرية.
إعدام كل 90 دقيقة.. نوفمبر 2025 يسجل أعلى حصيلة دموية في إيران منذ 37 عاماً
سيبقى شهر نوفمبر 2025 محفوراً في ذاكرة التاريخ المعاصر لإيران كواحد من أكثر الشهور دموية خلال الـ 37 عاماً الماضية. فقد شهد هذا الشهر إعدام ما لا يقل عن 335 سجيناً، بينهم 7 نساء، بالإضافة إلى عمليتي إعدام وحشيتين في الساحات العامة بطريقة تعود للقرون الوسطى.
سجل دموي لحكومة بزشكيان
تأتي هذه الأحكام وسط طفرة غير مسبوقة في الإعدامات منذ تولي مسعود بزشكيان الرئاسة، حيث تم تسجيل أكثر من 2500 حالة إعدام منذ يوليو 2024. وفي شهر نوفمبر 2025 وحده، أعدم النظام 335 سجيناً، بينهم 7 نساء، في أرقام قياسية تؤكد أن الحديث عن “الإصلاح” أو “الاعتدال” في ظل هذا النظام ليس سوى وهم.
ويقبع حالياً ما لا يقل عن 18 سجيناً سياسياً من أنصار مجاهدي خلق في طابور الموت، حيث يستحضر مسؤولو النظام علناً “تجربة مجزرة 1988” كنموذج يُحتذى به للقضاء على المعارضة.
اختبار للمجتمع الدولي
إن تصعيد خامنئي لهذه المجازر هو اعتراف ضمني بهشاشة نظامه أمام مجتمع يغلي بالغضب. وتضع قضية كريم خجسته ورفاقه الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي أمام اختبار أخلاقي عاجل: فإما التدخل الفوري لإنقاذ الأرواح، وإما التواطؤ بالصمت مع نظام يسعى لتصدير أزماته الداخلية عبر رافعات المشانق.