جعفر زاده: نظام الملالي يمثل 4% فقط من الشعب والتغيير قادم

جعفر زاده: نظام الملالي يمثل 4% فقط من الشعب والتغيير قادم

في حوار شامل مع الإعلامي الأمريكي سكوت بيسون على بودكاست “NewsTalk 93.1 – WACV”، قدم علي رضا جعفر زاده، نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، تشريحاً دقيقاً لوضع النظام الإيراني المتداعي وآفاق التغيير الديمقراطي في إيران

جعفر زاده: نظام الملالي يمثل 4% فقط من الشعب والتغيير قادم

حفظ الصورة
نظام مير محمدي
وکالة الانباء حضر موت

في حوار شامل مع الإعلامي الأمريكي سكوت بيسون على بودكاست “NewsTalk 93.1 – WACV”، قدم علي رضا جعفر زاده، نائب مدير مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، تشريحاً دقيقاً لوضع النظام الإيراني المتداعي وآفاق التغيير الديمقراطي في إيران. وأكد جعفر زاده خلال المقابلة التي جرت في 23 أكتوبر 2025، أن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية هو البديل الديمقراطي الذي يسعى لإسقاط نظام الملالي وإقامة جمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة. كما فضح ضعف النظام الهيكلي، كاشفاً أنه لا يمثل سوى 4% من الشعب، وشدد على أن الشعب الإيراني قادر على تحقيق التغيير بنفسه إذا توقف المجتمع الدولي عن سياسة استرضاء ودعم النظام.

في بداية الحوار، عرّف جعفر زاده المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بأنه ائتلاف واسع من القوى والشخصيات المعارضة، يجمعه هدف مشترك وهو إنهاء حكم الملالي وإقامة جمهورية ديمقراطية. وأوضح أن هذا البرلمان في المنفى، الذي يتخذ من باريس مقراً له وله مكاتب في جميع أنحاء العالم بما في ذلك واشنطن، يمتلك شبكة واسعة وفعالة داخل إيران تعمل على فضح برامج النظام، بما في ذلك برنامجه للأسلحة النووية، وتعبئة الشارع من خلال الاحتجاجات ومواجهة حرس النظام الإيراني.

ثمن الحرية: تضحيات جسيمة في مواجهة نظام إرهابي

ورداً على سؤال حول قمع النظام للمعارضة، أكد جعفر زاده أن هذه الحركة لم تكن فقط الصوت الرائد للتغيير، بل كانت أيضاً “الضحية الرئيسية لعمليات القتل الجماعي والإرهاب التي يمارسها النظام”. وأشار إلى أن عشرات الآلاف من أعضاء وأنصار الحركة قد قُتلوا على يد النظام داخل إيران وخارجها. وأضاف: “الحرية لا تأتي مجاناً، عليك أن تكون مستعداً لدفع الثمن”. وشدد على أن الحركة تمثل النقيض الكامل للنظام؛ ففي حين أن النظام ديني استبدادي ومعادٍ للنساء، فإن حركة المقاومة تقودها امرأة، هي السيدة مريم رجوي، وتشكل النساء نسبة كبيرة من قيادتها.

الشعب الإيراني مقابل نظام الملالي: حقيقتان متناقضتان

تطرق الحوار إلى الصورة النمطية الخاطئة عن إيران لدى الكثيرين في الغرب، الذين يربطونها بهتافات “الموت لأمريكا” التي يروج لها النظام. أوضح جعفر زاده أن الشعب الإيراني يختلف تماماً عن حكامه، مشيراً إلى تاريخ إيران الغني بالثقافة والتسامح والتعايش بين الأديان المختلفة. وأكد أن ثورة عام 1979 كانت انتفاضة حقيقية من أجل الحرية والديمقراطية، لكن الملالي “سرقوا قيادتها” وفرضوا نظاماً تتعارض مبادئه بشكل كامل مع ثقافة وتطلعات الشعب. ولهذا السبب، قدمت السيدة رجوي خطة من 10 نقاط لمستقبل إيران، تؤكد على أن صندوق الاقتراع هو المعيار الوحيد للشرعية، وتضمن فصل الدين عن الدولة، والمساواة الكاملة، وإيران غير نووية.

نظام ضعيف وشعب قادر على التغيير

عندما سُئل عن نسبة الدعم الشعبي للنظام، كشف جعفر زاده عن حقيقة صادمة، مستشهداً بأحد كبار مسؤولي النظام نفسه، رئيس البرلمان الحالي، الذي اعترف بأن النظام لا يمثل سوى 4% فقط من السكان. واعتبر جعفر زاده أن هذه المعارضة الشعبية الساحقة هي “رصيد ضخم”، وأن الجيل الشاب على وجه الخصوص يعارض النظام بشدة ويريد التغيير.

وبناءً على هذه الحقيقة، شدد على أن المقاومة لا تطلب أي تدخل عسكري أجنبي أو “أي جندي على الأرض”. وقال: “الشعب الإيراني والجيل الشاب قادرون على إحداث التغيير دون أي تكلفة على أي شخص”. وأوضح أن كل ما هو مطلوب من المجتمع الدولي هو التوقف عن سياسة الاسترضاء التي انتهجتها الإدارات المختلفة في أوروبا والولايات المتحدة، والتي قدمت للنظام الأموال والشرعية على أمل تغيير سلوكه، وهو ما لم يحدث. وأضاف: “لا تعطوا المال للنظام، لا تمنحوه الموارد، لا تمنحوه الشرعية. قفوا إلى جانب الشعب الإيراني وسترون أن التغيير سيأتي من الداخل”.

وفي نهاية الحوار، شارك جعفر زاده قصته الشخصية المؤثرة التي دفعته لتكريس حياته لهذه القضية. روى كيف أن أفضل صديق له في المدرسة الثانوية قُتل على يد النظام مع زوجته الحامل وابنته البالغة من العمر عامًا واحدًا. وقال إن هذه الحادثة كان لها “تأثير كبير” عليه ودفعته للانخراط في النضال ضد النظام. وأكد أن ما يلهمه اليوم هو “مستوى الالتزام والشجاعة والتفاني” لدى أعضاء الحركة، وخاصة النساء اللواتي يقدن النضال ضد نظام يقمعهن بشدة، بالإضافة إلى رؤية إيران حرة وديمقراطية تصبح مركزاً للسلام والتعايش بدلاً من أن تكون “بؤرة الحرب والإرهاب“.