بروكسل رعب ملالي إيران

بروكسل: رعب ملالي إيران وانفلات عقالهم

في الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أضاءت صفوف المواطنين المتراصة والمحتشدة في ساحة أتوميوم ببروكسل عيون وقلوب المشتاقين لحرية الوطن

رعب ملالي إيران وانفلات عقالهم

حفظ الصورة
وكالة الانباء حضر موت

بروكسل: رعب ملالي إيران وانفلات عقالهم

في الذكرى الستين لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، أضاءت صفوف المواطنين المتراصة والمحتشدة في ساحة أتوميوم ببروكسل عيون وقلوب المشتاقين لحرية الوطن، وقد اجتمعوا هناك لدعم ستين عامًا من نضال مجاهدي خلق ضد ديكتاتوريتين. كان هتاف الجماهير بشعارات “الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الولي الفقيه” و”يسقط يسقط نظام الملالي” يتردد في ساحة التجمع وفي المسيرة المهيبة التي جابت شوارع بروكسل بأعلام إيران المرفرفة، ممثلةً قضية وعزم أمة من أجل الحرية.

بدأت وكالات الأنباء ووسائل الإعلام البلجيكية والدولية منذ اللحظات الأولى في بث سيل من التغطيات. فقد قامت رويترز، ووكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة بلغا البلجيكية، وواشنطن تايمز، وشبكات التلفزيون البلجيكية بالنقل المباشر واللحظي للحدث، وخلال الساعات التالية، انعكست هذه التقارير في مئات وسائل الإعلام الدولية والوطنية والمحلية في مختلف البلدان، وهو ما لا يزال مستمرًا حتى لحظة كتابة هذه السطور.

كتبت رويترز: “تظاهر عشرات الآلاف من الإيرانيين من عدة دول أوروبية يوم السبت في بروكسل، مطالبين بتغيير النظام بقيادة المقاومة الإيرانية المنظمة”.

ونقلت بلغا، وكالة الأنباء الرسمية البلجيكية: “تجمع عشرات الآلاف من الإيرانيين، وحضرت مريم رجوي، وكان إلى جانبها مايك بنس، وفرهوفشتات رئيس وزراء بلجيكا السابق، وجون بيركو رئيس البرلمان البريطاني السابق”.

في الوقت نفسه، كانت عيون كثيرة تتجه بفضول نحو الجانب الآخر لترى رد فعله: نظام الملالي!

في الساعات الأربع والعشرين الأولى، كانت الإشارة الوحيدة المرسلة هي: صمت مطبق! ولكن بعد يوم واحد، انفلت عقال نظام الملالي فجأة في حالة من الرعب، ونشرت وسائله الإعلامية خبرًا نمطيًا مرسلاً من بيت الولي الفقيه، بالعبارات التالية:

  • أقيم تجمع في بروكسل من قبل مجاهدي خلق، وقامت وسائل إعلامهم بمناورة واسعة حول عدد الحاضرين!
  • وراء كواليس تجمع مجاهدي خلق في بروكسل دعم مالي من إسرائيل!
  • النقطة اللافتة هي حضور إرهابيين تكفيريين من هيئة تحرير الشام براية نظام الجولاني في هذا التجمع!
    كان من الواضح أنهم لا يزالون يحترقون حتى العظم من سقوط بشار الأسد، وغاضبون بشدة من حضور أحرار سوريا بين الإيرانيين. لقد تناسوا أن تقارير مشاركة “عشرات الآلاف من الإيرانيين” قد بثتها وكالات الأنباء العالمية وأن الشعب الإيراني على علم بها. ونسوا أيضًا أن وسائل الإعلام كتبت أن مطلب هذه الحشود الضخمة هو “تغيير النظام الإيراني بقيادة المقاومة الإيرانية المنظمة”!

ولكن لماذا ساد الصمت لمدة 24 ساعة ثم انفلت العقال؟ وما هو الهدف من هذه السخافات النمطية المضحكة التي تثير سخرية حتى عناصر الباسيج المتمرسين؟

جاء الجواب بعد ساعات قليلة من صحيفة “همشهري”، لسان حال الحرسي زاكاني، عمدة النظام في طهران وأحد أتباع خامنئي، التي أوضحت بلغة الملالي المذعورة سبب هذا الرعب:

  • “الجيل الشاب لم يدرك الطبيعة الخطيرة لمنظمة مجاهدي خلق!”
  • “أقام مجاهدو خلق مسيرة في بروكسل وحاولوا حشد عدد كبير من أفرادهم في هذا التجمع.”
  • “الجيل الذي نسميه اليوم الجيل الشاب، والمستهدف بالأنشطة الدعائية، ليس لديه صورة واضحة عن أنشطة منظمة مجاهدي خلق في الثمانينيات، والتي كانت ذروة نشاطهم!”

نعم، إن ألم الملالي وسبب رعيهم وانفلات عقالهم واضح. فمظاهرة بروكسل العظيمة، إلى جانب الأنشطة الواسعة لوحدات المقاومة في مدن الوطن واستعراضاتهم في طهران ومدن أخرى، تحمل رسالة واحدة واضحة، رسالة قاتلة قبل كل شيء للطاغية خامنئي؛ نفس الرسالة التي عبر عنها القائد الشهيد موسى خياباني قبل 44 عامًا: “قد تقتلوننا، قد تسجنوننا، لكن مجاهدي خلق لا يمكن القضاء عليهم… هذه الفكرة باقية، لأنها حق. هذه الفكرة ستجد مكانها في المجتمع والتاريخ!”.