الإمارات تنير اليمن بالطاقة الشمسية
باحثة: محطات الطاقة الشمسية الإماراتية خطوة استراتيجية لإنارة المدن اليمنية
هذه المشاريع، وفي مقدمتها محطة شبوة للطاقة الشمسية بقدرة 53 ميغاواط، ومحطة عدن بقدرة 120 ميغاواط، ومشروع المخا بقدرة 40 ميغاواط، تعكس رؤية أبوظبي في دعم الاستقرار الإنساني والاجتماعي عبر حلول طويلة الأمد، تتجاوز الاعتماد التقليدي على الوقود المستورد، وتستفيد من وفرة السطوع الشمسي في اليمن
قالت الصحافية حنين فضل، الباحثة في مؤسسة اليوم الثامن للإعلام والدراسات، إن مشاريع الطاقة الكهربائية المدعومة من دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل تحولًا استراتيجيًا في مسار قطاع الكهرباء باليمن، الذي ظل منذ اندلاع الحرب عام 2015 عنوانًا لمعاناة مستمرة أثقلت كاهل المواطن والدولة.
وأوضحت فضل أن هذه المشاريع، وفي مقدمتها محطة شبوة للطاقة الشمسية بقدرة 53 ميغاواط، ومحطة عدن بقدرة 120 ميغاواط، ومشروع المخا بقدرة 40 ميغاواط، تعكس رؤية أبوظبي في دعم الاستقرار الإنساني والاجتماعي عبر حلول طويلة الأمد، تتجاوز الاعتماد التقليدي على الوقود المستورد، وتستفيد من وفرة السطوع الشمسي في اليمن.
وأضافت أن تدشين محطة عدن في بئر أحمد منتصف 2024، كأكبر مشروع في تاريخ البلاد حتى اليوم، مثّل خطوة محورية لإعادة تأهيل العاصمة المؤقتة كمركز إداري وسياسي واقتصادي، في حين شكّل مشروع شبوة نقلة نوعية في محافظة نفطية طالما عانت من انقطاعات متكررة رغم ثرواتها. أما في الساحل الغربي، فقد ساهمت محطة المخا الجديدة في إعادة إحياء دور المدينة كمركز اقتصادي إستراتيجي على البحر الأحمر.
وأكدت الباحثة أن لهذه المشاريع بعدًا اجتماعيًا واقتصاديًا يتجاوز الأرقام الفنية، إذ أسهمت في تحسين الخدمات الصحية والتعليمية، وتعزيز فرص المشاريع الصغيرة والمتوسطة، فضلًا عن تقليص فاتورة استيراد الوقود التي كانت تستنزف مئات الملايين من الدولارات سنويًا، وهو ما يخفف الضغط على العملة المحلية ويمنح الاقتصاد الوطني فرصة لالتقاط أنفاسه.
وشددت فضل على أن نجاح هذه المشاريع مرهون بقدرة السلطات المحلية والقوى المجتمعية على حمايتها وتطويرها في ظل التحديات الأمنية والسياسية الراهنة، معتبرة أن الإمارات أرسلت من خلال هذه المشاريع رسالة واضحة بأنها شريك جاد في إعادة بناء اليمن، وأنها لا تكتفي بالتدخل السياسي أو العسكري، بل تستثمر في البنية التحتية التي تمس حياة الناس بشكل مباشر.