ازمة وجودية كبرى تهدد النظام الإيراني

ازمة وجودية كبرى تهدد النظام الإيراني

منذ إعلان الدول الغربية عن احتمال تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات (سناب باك) إذا لم يُحرز تقدم دبلوماسي قبل أغسطس/آب 2025، دخل النظام الإيراني مرحلة جديدة من الارتباك والخوف

ازمة وجودية كبرى تهدد النظام الإيراني

حفظ الصورة
مهدي عقبائي
وکالة الانباء حضر موت

بقلم مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
(Mehdioghbai)
    
 

منذ إعلان الدول الغربية عن احتمال تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات (سناب باك) إذا لم يُحرز تقدم دبلوماسي قبل أغسطس/آب 2025، دخل النظام الإيراني مرحلة جديدة من الارتباك والخوف. التهديد بالعودة إلى عقوبات دولية صارمة وضع طهران أمام خيارين صعبين: التراجع السياسي أو الإصرار على مشروعها النووي والصاروخي، مع مخاطر كبرى على الاستقرار الداخلي والخارجي.

أزمة الشرعية الداخلية والخوف النفسي
تقلّبات السلطة بين مؤيد للتفاوض ورافع لسقف التحدّي كشفت أزمة وجودية. تصريحات عباس عراقجي المعقدة بين التقليل من الآثار الاقتصادية والتحذير من التبعات السياسية أظهرت رعب النظام من الداخل: الاقتصاد يترنّح، الاحتجاجات تتزايد، وثقة الشعب بالحكم في أدنى مستوياتها. الضوضاء الخارجية عبر صواريخ وأذرع إقليمية لا تعالج الأزمة بل تكشفها.

الأذرع الإقليمية لم تعد كافية
يحاول النظام استعادة الردع بالوكالة عبر ميليشيات في العراق وحزب الله وأذرع أخرى، لكن فقدان سوريا كمنصة استراتيجية وخسارة حسن نصرالله أضعف قدرته الإقليمية بشكل كبير. لبنان نفسه لم يعد ساحةً للهيمنة الإيرانية؛ زيارة لاريجاني الأخيرة واجهت رفضاً صريحاً من وزير الخارجية، ومواقف حاسمة من رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية.

زوبعة في فنجان في لبنان
التهديدات المستمرة من نعيم قاسم وصياحاته حول سلاح حزب الله أثبتت أنها «زوبعة في فنجان»—حزب الله لم يعد يمتلك سناناً يعضّ به أو إبرة يلسع بها، والخطاب أصبح أجوفاً، أشبه بإطلاق النار من بندقية بلا رصاص. الواقع أصبح واضحاً لكل المراقبين في لبنان والمنطقة: القوة الوهمية لا تساوي شيئاً على الأرض.

الطريق الوحيد للسلام والاستقرار
الخلاصة أنّ استمرار هذا النظام هو مصدر الاضطراب الإقليمي والدولي. الحلّ الفعلي يكمن في إسقاطه من الداخل عبر الشعب الإيراني ومقاومته. دعم المقاومة الإيرانية المنظمة وتوسيع نطاق عمل وحدات الانتفاضة التابعة لمجاهدي خلق هو الطريقة العملية لتحويل السخط العام إلى تغيير سياسي حاسم، وليس «تسكين» خارجي مؤقت.

كما أشاد النائب اللبناني السابق مصطفى علوش بأهمية دعم المقاومة الإيرانية الوطنية، وقال: «أتمنى من الحكومات العربية أن توجه رسالة شديدة اللهجة تصل إلى التهديد، لردع السياسات الإيرانية التخريبية ودعم المقاومة الإيرانية الوطنية بشكل صريح». هذه المواقف، كما تقول شخصيات لبنانية عدة، تؤكد أن الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني ومقاومته هو الطريق الأخلاقي والعملي لتحقيق سلام دائم في المنطقة.