نمو طاقة الرياح يفتح أسواق أوروبا أمام سلسلة توريد المعدات التركية

وكالة أنباء حضرموت

 تحاول تركيا إثبات قدرتها في سوق صناعة معدات طاقة الرياح التي تطورت عالميا بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، وأصبحت تشكّل أحد المحاور الأساسية في إستراتيجية الدول لتعزيز قطاع الطاقة المتجددة وتوطين التكنولوجيا.

وتندفع هذه الصناعة في تركيا بدعم حكومي وتشريعات تحفّز المحتوى المحلي، حيث عمل البلد على بناء قاعدة صناعية قوية تغطي جزءًا كبيرًا من سلسلة التوريد لمعدات طاقة الرياح، مما ساهم في خفض التكاليف، وزيادة الاستثمارات، وتعزيز القدرة محليًا ودوليًا.

وتشمل الصناعة التركية لمعدات طاقة الرياح إنتاج مكونات رئيسية مثل أبراج التوربينات وريش الشفرات والهياكل المعدنية وقواعد التثبيت، بالإضافة إلى وحدات التحكم والأنظمة الكهربائية.

وتنتشر المصانع في عدد من المدن الصناعية مثل إزمير، وبورصة، وكونيا، حيث تتواجد مناطق صناعية متخصصة ومؤهلة لدعم الإنتاج الثقيل والمعقد المطلوب لهذا القطاع.

وأصبح عدد من الشركات المحلية يشارك في عقود توريد المعدات لمشاريع داخل تركيا وخارجها، كما أن بعضها دخل في شراكات مع شركات دولية كبرى لنقل التكنولوجيا أو تنفيذ مشاريع مشتركة.

وساهمت هذه الشراكات في رفع جودة المنتجات المحلية وتوسيع نطاق التصدير إلى أوروبا وآسيا وشمال أفريقيا في السنوات الأخيرة.

ووفقًا لرئيس ويند يوروب، وهي منظمة جامعة تمثل قطاع طاقة الرياح الأوروبي، جايلز ديكسون “تلعب تركيا دورًا حيويًا في توريد معدات طاقة الرياح إلى أوروبا، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من جهود القارة في مجال الطاقة المتجددة.”

وأمضى ديكسون، العقد الماضي في ويند يورب، حيث قام بدور رائد في صياغة أهداف الاتحاد الأوروبي للطاقة المتجددة، وتعزيز نشر طاقة الرياح البرية والبحرية. ومن المتوقع أن تنتهي فترة ولايته بنهاية 2025.

وقال في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن الاتحاد الأوروبي يرى تركيا “جزءًا من سلسلة توريد طاقة الرياح الأوروبية الأوسع.”

وأوضح ديكسون، الذي من المقرر أن يتنحى لاحقًا على رأس رابطة صناعة طاقة الرياح في بروكسل، أن طاقة الرياح تُوفر حاليًا حوالي 11 في المئة من كهرباء تركيا، ولديها القدرة على النمو أكثر.

ويواجه قطاع طاقة الرياح في أوروبا، وهو محور جهود التكنولوجيا النظيفة في القارة، تكاليف مرتفعة ومنافسة متزايدة من الصين.

فمثلا، أظهر الميزان التجاري للتكتل مع الصين في هذا المجال في عام 2022 متوسط عجز سلبي قدره 462 مليون يورو، حيث تنخفض الأسعار بثاني أكبر اقتصاد في العالم 20 في المئة في المتوسط مقارنة بأوروبا والولايات المتحدة.

وكان العديد من مصنعي التوربينات الغربيين قد أعلنوا منذ مطلع 2023 أنهم يتنافسون على عدد أقل من المشاريع في عدد أقل من الأسواق، مع خطط لرفع الأسعار، وتبسيط تشكيلة منتجاتهم، وخفض تكاليف التصنيع للسعي لتحقيق الأرباح.

وبدا أن مستقبل طاقة الرياح أمر مفروغ منه على مدى العقد الماضي، وخاصة بعد مؤتمر كوب 28. وكانت لشركات الطاقة والحكومات والمدافعين عن البيئة آمالٌ كبيرة في هذا المجال، حيث استمرت في النمو بشكل أكبر وأفضل من أي وقت مضى.

مشاريع يكا التي طُرحت عام 2016 محرك رئيسي لنمو قطاع الطاقة البديلة، من حيث تطوير التكنولوجيا وتصنيع المعدات

ولذلك اعتبر ديكسون أن نموذج منطقة موارد الطاقة المتجددة في تركيا (يكا) بأنه أساسي للتخطيط طويل الأجل. وقال “تلعب يكا دورًا حاسمًا في توفير رؤية واضحة ومستقرة لكميات الإنتاج المستقبلية.”

والمنطقة أيضًا بالغة الأهمية لسلسلة توريد طاقة الرياح في تركيا نظرًا لقواعدها الصارمة المتعلقة بالمحتوى المحلي. فهي توفر رؤية واضحة، وقابلية للتنبؤ بالطلبات المستقبلية وكميات الإنتاج لسلسلة توريد طاقة الرياح.

وكانت مشاريع يكا، التي طُرحت عام 2016 المحرك الرئيسي لنمو قطاع الطاقة البديلة، من حيث تطوير التكنولوجيا وتصنيع المعدات وتوليد الكهرباء.

وتهدف تركيا إلى الوصول إلى 120 ألف ميغاواط من الطاقة المُركّبة بحلول عام 2035 من خلال مناقصات منطقة يكا السنوية التي لا تقل عن ألفي ميغاواط.

كما سلّط ديكسون الضوء على الأهمية المتزايدة لاستثمارات طاقة الرياح المُدمجة في التخزين، مشيرًا إلى أن “نظام يكديم التركي الجديد لطاقة الرياح مع التخزين سيلعب دورًا بالغ الأهمية.”

وأطلقت أنقرة برنامج دعم موارد الطاقة المتجددة (يكديم) في العام 2005 لتعزيز وتحفيز استثمارات الطاقة المتجددة.

وأكد رئيس ويند يورب على قوة قاعدة التصنيع التركية، قائلاً إن “70 في المئة من الإنتاج يُصدّر، ومعظمه إلى أوروبا،” مشيرًا إلى القيمة العالية التي توليها أوروبا لسلسلة التوريد هذه.

وفي ما يتعلق بهدف تركيا المتمثل في توليد 5 غيغاواط من طاقة الرياح البحرية، قال ديكسون إنها “قابلة للتحقيق”، واصفًا ذلك بأنه “خطوة طبيعية تالية” لبلد يعتمد بالفعل على طاقة الرياح البرية بنسبة 11.5 في المئة.

وأوضح أن أي بلد يبدأ ببناء الكثير من محطات طاقة الرياح البرية. و”لنبدأ بوضع التوربينات في البحر أيضًا. إنه تطور منطقي تمامًا. يبدو أن سرعة الرياح جيدة وظروف قاع البحر كذلك.”

وعلى الرغم من أن التوربينات البحرية تتطلب مرافق مختلفة، إلا أن الصناعة المحلية التركية في وضع جيد للتكيف، حيث يعتقد ديكسون أن “الخبرة متوفرة، وقاعدة المهارات متوفرة.”