المساعدات الإنسانية قوة ناعمة توسع إشعاع الإمارات دوليا

وكالة أنباء حضرموت

أشاد رئيس وزراء ألبانيا إيدي راما برئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وبالدعم الإماراتي لألبانيا عندما تعرضت لزلزال مدمّر قائلا “أنتم تفعلون ما تقولون” في شهادة صادقة وبلا تكلف يرى مراقبون أنها تظهر الدور الإنساني للإمارات، الذي تحول إلى قوة ناعمة تعمق إشعاعها إقليميا ودوليا وتجلب لها الاحترام على نطاق واسع.

واستذكر راما مواقف الشيخ محمد بن زايد في دعم ألبانيا قائلاً “لن أنسى أبداً حين أتيت إليكم، بعد الزلزال المدمّر الذي شرد آلاف الأسر كيف أخذتم يدي وقلتم: أخي، أنتم وشعبكم لستم وحدكم.”

وأضاف راما بتأثر «اليوم.. هناك حي سكني جميل بأكثر من ألف شقة يقف شاهداً على أنكم تفعلون ما تقولون.. وتقولون ما تفعلون.”

وتابع قائلاً «أقول لكم كأخ. في كلمة حب ووفاء علنية. أنتم نور العقل في عالم يفقده شيئاً فشيئاً. ويزداد ظلاماً يوماً بعد يوم.”

وتحدث راما عن تقليد الشيخ محمد بن زايد بأرفع الأوسمة في ألبانيا قائلاً «قد يكون هذا التكريم متواضعاً مقارنة بكل ما قدمتموه لنا. باسم الشعب الألباني. أتشرف بمنحكم وسام بنيميرينتي مع نجمة التقدير العام.”

◄ الإمارات دعمت مبادرات لمكافحة الجوع وسوء التغذية في عدة دول أفريقية، كما قدمت مساعدات إنسانية عاجلة للمناطق المتضررة من الفيضانات والجفاف في شرق أفريقيا

وتظهر هذا الشهادة المؤثرة صدى العمل الإنساني الإماراتي لدى الشعوب ومدى تأثيره في رسم صورة الإمارات كبلد شريك في السرّاء والضرّاء يتحرك بسرعة ويكون في نجدة المحتاجين بقطع النظر عن اسم الدولة ودينها ومواقفها، ذلك أن العمل الإنساني في مقاربة الإمارات يستهدف مساعدة المحتاجين كعمل في حد ذاته ولا يبحث عن استثمار سياسي أو إعلامي.

ويقول مراقبون إن الإمارات تقدم المساعدات والتمويلات وتقيم المشاريع في صمت ولا تتحدث عنها ويكشف عنها المستفيدون منها في مناسبات خاصة ودون ترتيب مسبق، على خلاف ما تقوم به دول أخرى من استثمار دبلوماسي وإعلامي لوعود بالمساعدات لا يتم تنفيذها أو أنها تعطى بشكل محدود.

وأجرى الشيخ محمد بن زايد مباحثات رسمية في العاصمة تيرانا مع إيدي راما، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتنميتها في مختلف المجالات ذات الأولوية، وعلى رأسها الاقتصاد والتجارة والطاقة المتجددة والأمن الغذائي والتكنولوجيا.

وأكد الشيخ محمد بن زايد خلال اللقاء حرص دولة الإمارات على بناء شراكات تنموية مستدامة مع دول منطقة البلقان، وفي مقدمتها ألبانيا، في إطار نهج إماراتي يركز على التعاون والمصالح المتبادلة، ودعم جهود تحقيق السلام والتنمية في المنطقة والعالم.

وقال رئيس الإمارات في تغريدة عبر منصة إكس “بحثت في تيرانا مع رئيس الوزراء إيدي راما سبل تعزيز العلاقات المتنامية بين بلدينا، خاصة في المجالات التي تخدم الأولويات التنموية المتبادلة، وتبادلنا وجهات النظر بشأن القضايا الإقليمية والدولية، وسبل دعم السلام والاستقرار عالمياً.”

وأكد الجانبان التزامهما بمواصلة دفع العلاقات الثنائية وتوسيع مجالات التعاون، خصوصاً في القطاعات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية، بما يحقق مصالح الشعبين.

وجاءت زيارة تيرانا ضمن جولة للشيخ محمد بن زايد شملت تركيا وصربيا والمجر ضمن جهود إماراتية متعددة الأهداف، من بينها مد جسور التعاون مع مختلف دول العالم، ومواصلة بناء شراكات تنموية مثمرة، وتعزيز أسباب الاستقرار والسلام، فضلا عن الاستمرار في التأسيس لمسار المساعدات.

وتنوّعت المساعدات الإماراتية جغرافيا لتشمل أغلب دول العالم، ولم تكتف بدول المنطقة وخاصة توجيه المساعدات لغزة والسودان ولدول أفريقية. وتجاوزت الطابع التقليدي للإغاثة الطارئة، لتشمل مبادرات تنموية طويلة الأمد، مثل بناء المدارس والمستشفيات، وتحسين البنية التحتية، وتوفير المياه النظيفة، ودعم التعليم وبرامج مكافحة الفقر والجوع.

وقد بلغ إجمالي المساعدات الإماراتية منذ تأسيس الاتحاد عام 1971 حتى منتصف عام 2024 نحو 360 مليار درهم (نحو 98 مليار دولار)، وهو رقم يعكس الالتزام الثابت للدولة بدعم الإنسانية.

وشهد عام 2024 نشاطاً إماراتيا واسعا في مجالات العمل الإنساني، حيث أطلق الشيخ محمد بن زايد مبادرة “إرث زايد الإنساني” بقيمة 20 مليار درهم، مخصصة لدعم الأعمال الإنسانية في المجتمعات الأكثر احتياجاً حول العالم.

◄ الشهادة المؤثرة لرئيس وزراء ألبانيا تظهر دور العمل الإنساني في رسم صورة الإمارات كبلد شريك وفعال في السراء والضراء

وأعلنت دولة الإمارات عن تأسيس “مجلس الشؤون الإنسانية الدولية” للإشراف على القضايا الإنسانية الدولية، إلى جانب إنشاء “وكالة الإمارات للمساعدات الدولية” في نوفمبر 2024، حيث تتبع “مجلس الشؤون الإنسانية الدولية” وتتولى تنفيذ برامج المساعدات الخارجية للدولة؛ ما يعزز تنظيم وإدارة جهود الإغاثة.

وخصصت الإمارات مبلغ 100 مليون دولار للتحالف العالمي لمكافحة الجوع والفقر، عبر “وكالة الإمارات للمساعدات الدولية”، ودعمت مبادرة “بلوغ الميل الأخير” الصحية، حيث قدمت 55 مليون درهم للمعهد العالمي للقضاء على الأمراض المعدية “غلايد”. كما أظهرت الدولة دورها البارز في الاستجابة للكوارث والصراعات العالمية عبر برامج ومشروعات متنوعة.

واستمرت الإمارات في تقديم الدعم للمتضررين من الكوارث الطبيعية في مختلف الدول مثل بوركينا فاسو والبرازيل والفلبين وإثيوبيا وكينيا والكونغو الديمقراطية وموريتانيا ونيجيريا ونيبال وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار والكاميرون. كما قدمت الإمارات 50 مليون دولار لتمويل المرحلة الثانية من صندوق العيش والمعيشة؛ لتعزيز التنمية المستدامة في الدول الأعضاء بالبنك الإسلامي للتنمية، ووقّعت اتفاقية مع منظمة الصحة العالمية لإنشاء مركز عالمي للخدمات اللوجستية للطوارئ.

ودعمت دولة الإمارات مبادرات لمكافحة الجوع وسوء التغذية في عدة دول أفريقية، مثل إثيوبيا والصومال وتشاد والسودان. كما قدمت مساعدات إنسانية عاجلة للمناطق المتضررة من الفيضانات والجفاف في شرق أفريقيا، مثل كينيا وأوغندا. وشاركت في حملات مكافحة الأوبئة المنتشرة في أفريقيا، مثل الملاريا والإيبولا والكوليرا، عبر إرسال فرق طبية ودعم الأنظمة الصحية المحلية.

ومولت الإمارات بناء وتجهيز المدارس في العديد من الدول الأفريقية، مثل موريتانيا والسنغال ومالي، فضلاً عن تقديمها لمساعدات إنسانية واسعة في مناطق النزاعات المسلحة، مثل دارفور بالسودان، وشمالي مالي، وشاركت في جهود دبلوماسية وإنسانية لتعزيز السلام والاستقرار في أفريقيا.