تفشي الحميات والإسهالات في طور الباحة يدق ناقوس الخطر الصحي

تشهد مديرية طورالباحة بمحافظة لحج موجة تفشٍ خطيرة للحميات الفيروسية والإسهالات، ما يهدد بكارثة صحية في ظل تصاعد أعداد الإصابات بشكل يومي وعجز القطاع الصحي المحلي عن احتواء الوضع.

وبحسب مصادر طبية في المديرية، استقبل مستشفى طورالباحة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية أكثر من 250 حالة إصابة، في مؤشر ينذر بتدهور متسارع قد يتجاوز قدرات المرافق الصحية المحدودة، وسط غياب الدعم الكافي من الجهات المختصة والمنظمات الطبية.

وتشير التقديرات إلى أن الرقم المسجّل لا يعكس الصورة الكاملة، حيث لجأت العديد من الأسر إلى العيادات الخاصة والمراكز غير الرسمية دون توثيق الحالات، ما يجعل الأعداد الحقيقية أكبر بكثير من المُعلن.

في ضوء ذلك، أطلقت قيادات محلية من المجلس الانتقالي الجنوبي في طورالباحة مناشدات عاجلة إلى مكتب الصحة في محافظة لحج، ووزارة الصحة العامة والسكان، والمنظمات الإنسانية، بالإضافة إلى الدائرة الطبية في المجلس الانتقالي، للتدخل السريع وتوفير المستلزمات الضرورية والأدوية اللازمة لمواجهة هذا الانتشار المتسارع للأمراض.

وأكدت المناشدات أن الوضع الصحي في طورالباحة والمناطق المجاورة مهدد بالانهيار في حال استمرت وتيرة الإصابات على هذا النحو، لاسيما مع النقص الحاد في الأدوية والمحاليل الوريدية والمضادات الحيوية، وضعف البنية التحتية الصحية في المديرية.

ويعاني سكان طورالباحة من ظروف معيشية صعبة، ونقص في خدمات المياه النظيفة والصرف الصحي، وهي عوامل أساسية تساهم في تفشي الحميات والأمراض المعدية، وتُصعّب مهمة احتواء الأزمة دون تدخل خارجي فوري.

ويحذر مراقبون من أن تأخر الاستجابة الرسمية قد يؤدي إلى تصعيد الوضع إلى درجة الخروج عن السيطرة، ما يستوجب تدخلاً مشتركًا من الجهات الصحية الحكومية والمنظمات الإنسانية لتفادي كارثة وشيكة.