الخوارزميات تغيّر قواعد اللعبة في تعزيز الأمن السيبراني

وكالة أنباء حضرموت

أكدت شركة غوغل أن الذكاء الاصطناعي يمتلك القدرة على إحداث تأثير تحولي حقيقي في مجال العمل الاستخباراتي والأمن السيبراني.

وقال جون هولتكويست كبير المحللين في مجموعة استقصاء معلومات التهديدات لدى شركة غوغل في تصريح لوكالة أنباء الإمارات (وام) على هامش فعاليات “جيسيك غلوبال 2025″، أن الذكاء الاصطناعي يثبت فعاليته الكبيرة في معالجة كميات هائلة من المعلومات وتلخيصها وهو أمر بالغ الأهمية عند محاولة شرح المخاطر لصناع القرار وهو جوهر عمل الاستخبارات وهناك الكثير من العمل الروتيني الذي يستهلك وقت المحللين، والذكاء الاصطناعي يساعد في تقليص هذا الجهد بشكل ملحوظ ما يسمح للمحللين بالتركيز على المهام التي تتطلب التفكير والتحليل البشري.

ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي يقدم فائدة كبيرة في تحليل البرمجيات الخبيثة، ففي السابق عند اكتشاف برنامج خبيث جديد كنا نحتاج إلى أيام من العمل اليدوي لتحليله والآن يمكن للذكاء الاصطناعي أن يجري تحليلا عكسيا أوليا لهذا النوع من التهديدات بسرعة ما يمكننا من اتخاذ قرارات أكثر ذكاء في وقت أقصر.

وفيما يتعلق بالمخاطر، أشار هولتكويست إلى أن التهديد الأكبر يكمن في إمكانية وصول الخصوم إلى نماذج الذكاء الاصطناعي، فهناك نماذج مفتوحة تطورها شركات أو دول أخرى وبعضها متاح في السوق السوداء دون ضوابط أمنية للاستخدام، والأبرز حتى الآن من قبل الخصوم يتمثل في الهندسة الاجتماعية مثل إنشاء صور أو مقاطع فيديو أو محادثات مزيفة لخداع الأفراد وتحفيزهم على النقر على روابط ضارة أو فتح ملفات خبيثة.

وأضاف أن هذا النوع من الاستخدام ليس جديدا تماما فقد كانت الأدوات التقليدية مثل “فوتوشوب” تتيح فعل ذلك من قبل لكن الذكاء الاصطناعي يسرّع هذه العمليات ويزيد من كفاءتها، معربا عن القلق من الاستخدامات المستقبلية ولذلك نخصص وقتا كبيرا لمراقبة الأنشطة العدائية في هذا المجال.

وأكد أهمية تبني الذكاء الاصطناعي بحذر ووعي وقال إن الذكاء الاصطناعي أداة قوية وعلينا استخدامها لتقليل الأعباء عن البشر وتعزيز قدرتنا على الاستجابة للتهديدات المتزايدة مع الاستمرار في مراقبة وتقييم مخاطر استخدامه من قبل الجهات الخبيثة.

من جانبه أكد جميل أبوعقل المدير الإقليمي لهندسة النظم لدى خدمات غوغل كلاود الأمنية أهمية التعاون بين مختلف القطاعات في المنطقة وخاصة بين القطاعين الأكاديمي والتقني لتطوير قدرات الأمن السيبراني، لافتا إلى أن الاستثمار في تأسيس أكاديميات ومراكز تدريب متخصصة في الأمن السيبراني هو أمر بالغ الأهمية لمواكبة التحديات والتهديدات المستمرة في هذا المجال، و”في غوغل كلاود نؤمن بقوة بالتعاون بين الجامعات والقطاع التقني لتطوير الجيل القادم من الخبراء في هذا المجال.”

وأشار إلى أن العديد من المشاريع التي يتم العمل عليها حاليا تختلف في أحجامها وطبيعتها من بلد إلى آخر إلا أن التهديدات الأمنية المتنوعة تستدعي حلولا مرنة ومتطورة ويتم التركيز على تمكين الجامعات والمراكز البحثية في المنطقة من تطوير مهارات وقدرات الطلاب في مجال الأمن السيبراني من خلال شراكات إستراتيجية، وهذا التعاون سيسهم بشكل كبير في بناء بيئة آمنة ومستدامة.

وأوضح أن المشروع الذي يتم العمل عليه حاليا يعدّ واحدا من المشاريع الرئيسية التي تهدف إلى تعزيز التعاون بين القطاعين الأكاديمي والتقني وتوفير فرص تعليمية متطورة تواكب احتياجات السوق المتزايدة في مجال الأمن السيبراني، لافتا إلى أن “دعم التعليم الأكاديمي في مجالات التقنية والأمن السيبراني هو حجر الزاوية لبناء مستقبل آمن وهو جزء أساسي من إستراتيجيتنا لتطوير قدرات المنطقة في هذا القطاع الحيوي.”