أمراض السرطان في يافع.. كارثة تتوسع والجهات المختصة تكتفي بالمشاهدة والتغافل
فهد حنش
برزت في السنوات الأخيرة في مناطق يافع ظاهرة صحية مقلقة تزداد خطورتها يوماً بعد يوم، وهي انتشار أمراض...
برزت في السنوات الأخيرة في مناطق يافع ظاهرة صحية مقلقة تزداد خطورتها يوماً بعد يوم، وهي انتشار أمراض السرطان بمختلف أنواعها بصورة لافتة ومفزعة.
لم تعد الحالات مجرد أرقام فردية أو استثناءات عابرة بل تحولت إلى ظاهرة واسعة النطاق تفتك بالكثير من الأرواح مخلفة وراءها مآسي أسر ومجتمع يقف عاجزاً أمام هذا الخطر المتصاعد.
إن المشاهد اليومية لأبناء يافع وهم يصارعون المرض الخبيث، وتزايد أعداد الحالات التي تكتض بهم مستشفيات الداخل ومستشفايات الهند ومصر ودول عدة دون معرفة الأسباب الحقيقية تضع أمامنا سؤالاً ملحاً وخطيراً ما الذي يحدث؟ ولماذا ينتشر هذا المرض بكثرة في يافع تحديداً؟ وكيف أصبحت مناطق يافع بقعة جغرافية تمثل سجلاً مفتوحاً لحالات السرطان؟
إن استمرار هذه الظاهرة دون تدخل علمي جاد يعد جريمة بل إهمالاً لا يمكن السكوت عنه، فالأمر لم يعد يحتمل التبريرات أو الاكتفاء بالتخمين والحديث العام، فنحن أمام كارثة صحية قد تتفاقم خلال السنوات القادمة ما لم تتدخل الجهات المختصة بواجبها المهني والإنساني.
لذا فإننا نناشد وزارة الصحة العامة والسكان بتشكيل لجنة علمية طبية مختصة لإجراء دراسات ميدانية شاملة في مناطق يافع لتحديد مسببات انتشار السرطانات.
كما نناشد منظمة الصحة العالمية بالتدخل العاجل عبر إرسال فرق بحثية متخصصة لدراسة البيئة والمياه والهواء والتربة والأغذية، وتقييم ما إذا كان هناك تلوث كيميائي أو إشعاعي أو عوامل مرتبطة بالمبيدات الزراعية أو غيرها.
إن تجاهل هذه الأزمة سيحول مناطق يافع إلى بؤرة وبائية صامتة لا تظهر آثارها إلا بعد فوات الأوان.