مستقبل الجنوب. إلى أين ...؟!
سامي العيسائي
من يزعمون بأنهم يمثلون الجنوب وحريصون عليه لم يستطيعوا توفير أبسط الخدمات والحقوق للمواطن الجنوبي وم...
لمدة عقد من الزمن، ظلت حضرموت ترزح تحت أزمة مستمرة، وسجال لا يبدو له نهاية ، وهو "رهاب التغيير للمحافظين". هذا الرهاب، الذي يُسلط على المحافظة منذ سنوات، يبدو أنه أصبح عائقًا أمام أي محاولة لتحسين الأوضاع في حضرموت.
قبل أن يبدأ أي محافظ في تنفيذ خططه لتحسين أوضاع المحافظة ، واستحقاقاتها وفق امكانياتها الاقتصادية ومكانتها الثقافية والجغرافية، تبدأ " قوى ما " في تحريك أدوات من داخل الشارع الحضرمي نفسه للمطالبة بتغييره . وكأن هذه القوى تعتمد على استراتيجية مدروسة لعرقلة تقدم المحافظة وضمان عدم انطلاقها في تنفيذ مشاريعها بخاصة حينما يبدأ الطرح " حضرموتيا " ان جاز المصطلح .
المشكلة الحقيقية لا تكمن في الأشخاص الذين يتولون زمام المحافظة، فقد مر على حضرموت العديد من المحافظين، فكان المحافظ " فرج البحسني " وقبله " أحمد بن بريك " والآن " مبخوت بن ماضي " ، ولم يترك أي منهم دون تنغيص من قبل جهات بحضرموت نفسها وعلى هذا المنوال دواليك في كل حقبة منها .
يبدو أن "رهاب التغيير للمحافظين" أصبح وسيلة لتشتيت الجهود وإشغال المحافظة بمشاكلها بدلاً من مواجهة التحديات الحقيقية التي تواجهها، خاصة وقد غدت ظاهرة لافتة تكشف عن هدف مقصود لإخضاع حضرموت في حالة من عدم الاستقرار السياسي، والإبقاء على المحافظين رهن هذه الحالة من "رهاب التغيير"، مما يلقي بظلاله سلبًا على أداء المحافظين وحاضر ومستقبل الاستقرار السياسي في حضرموت دون غيرها من المحافظات .