إلى رئيس الوزراء اليمني الجديد
شائع بن وبر
شاهدت حجم التهنيات لمعاليكم من شخصيات ومسؤولين كبار وصغار، والحديث عن أنك رجل دولة ونزيه وصفات كثيرة...
نتيجة اختلاف الناس في مصالحهم وانتماءاتهم ، فأنزل الله الأديان والتشريعات ؛ لضبط إيقاع هذا الاختلاف ، وعندما تطور الفكر السياسي والإداري والاجتماعي للبشرية ، جاءت التشريعات الدستورية والقانونية ، التي رمت حماية الإنسان من الظلم والاستبداد ، وتجريم العنف وتوطيد دعائم السلام ومبادئ وقيم العيش المشترك .
عندما امتلك بعض الناس القوة ، وشعر بتفوقه على الآخر، برزت لديهم فطرة الاستحواذ والسيطرة ، التي دفعتهم لسلب حقوق الغير وحرياتهم ؛ مادفع بالغير للدفاع عن أنفسهم، ومن ثم نشأ النزاع وتطور ، ليتجلى في أبشع صوره المتمثلة بالحرب ، فتوقفت العقول عن الحوار ؛ لحل المعضلات والاختلافات ، لتتصادم الأبدان .
بتطور البنى السياسية والاجتماعية للإنسان ، وتكون الدولة ، وظهور مفاهيم الشعب والأمة والحزب ، تغيرت أدوات الصراع وأساليبه ، متجاوزة الصورة البدائية ، لتأخذ شكلا عصريا ، يبدو أنه ناعما ، لكنه أكثر وحشية ودمارا .
يغيب السلام ، عندما تختل الموازين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ، وعندما تكن المصلحة العامة والدولة الراعية والناظمة لها محل صراع ، ولم تعد محايدة أو مرجعية ؛ للفصل في الصراعات بمختلف درجاتها وأشكالها .
تراكم التباينات داخل المجتمعات وتعقيداتها ، وتغذيتها من أطراف داخلية أو خارجية ، يمثل وقودا ؛ لاستمرار الحرب ، والمستغرب منه أنا في عصر ، أصبحت فيه الحرب في نظر بعض وكلائها في الداخل ورعاتها في الخارج وسيلة ؛ لتحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية ، فاستمرار الاضطرابات في البلدان النامية ، يعد في حسابات الدول الغنية عاملا مهما ؛ لبقائها متصدرة الاسقرار الاقتصادي ويحد من مضمار منافستها على ريادة العالم .
تحتاج الشعوب ، التي تعاني من القلاقل والعنف والاحتراب ، لتحقق تطلعاتها للسلام العادل، وتحكيم صوت العقل في حل نزاعاتها ، ووأد ثقافة الغلبة والقهر والاستئساد ، لنخب وطنية تملك قرارها ، تؤمن بأن لغة السياسة والحوار والتوافق الوطني والمصلحة العليا للشعوب ، هي الكفيلة بردم أي خلاف ، وإنهاء أي صراع ، وأن دوي المدافع ، وأزيز الرصاص ، لن ينتج إلا مزيدا من سفك الدماء والخراب ، وتدمير حاضر ومستقبل الشعوب .
#عبدالواسع_الفاتكي