حماس ليست مثالية، لكنها تقاتل الصهاينة الذين احتلوا فلسطين؛ فهل يُلام الحُرّ إذا دافع عن أرضه وأهله؟
د. فائز سعيد المنصوري
تعدَّدت الفِرَق والجماعات في الساحة الدعوية، فأصبح كلُّ فريق يؤكِّد — على ألسنة دعاته وخطبائه — انتس...
تعيش حضرموت على وجه الخصوص، واليمن عامة، حالة من التدهور المستمر في مختلف مناحي الحياة، نتيجةً لصراع الأحزاب والمكونات السياسية التي تحوّلت ـ للأسف ـ من كيانات يُفترض بها أن تحمل مشاريع بناء وطن، إلى أدوات للهيمنة والاستحواذ على السلطة والثروة.
لقد بات همّ كثير من أولئك الساسة نهب المال العام، ولو كان الثمن تمزيق النسيج الاجتماعي، وجرّ البلاد إلى مستنقع الحرب والفوضى والاحتراب الداخلي.
وفي هذا السياق، كيف يُفسَّر موقف قبلي يمنع وصول الوقود إلى محطات الكهرباء، بما يزيد من معاناة المواطن ويهدد استقرار المحافظة؟! بل الأعجب من ذلك أن لجنة شُكّلت لحل الإشكال، فتعرّضت لحملة تشويه ممنهجة، في مشهد يُثير القلق ويطرح كثيرًا من التساؤلات.
فيا حلف قبائل حضرموت:
إلى أين تريدون أن تأخذوا حضرموت؟
هل أصبح دور القبيلة اليوم أداة ضغط لتحقيق مكاسب فئوية على حساب معاناة الناس؟
ألا فليعلم الجميع: إن الرصاصة إذا غادرت فوهة البندقية، فإنها لن تُصيب إلا حضرمياً، ولن يُكتوى بنار الفوضى إلا أبناء حضرموت أنفسهم.
إن كنتم فعلاً مشايخ قبائل، فراجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان.
واعلموا أن حضرموت لا تعرف الطبقية، ولا مكان فيها لفكر يُقسّم الناس إلى طبقات؛ الناس في حضرموت سواسية، متساوون في الكرامة والحق، ومن ظن غير ذلك فعليه بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فإن فيهما شفاء ما أصابه من مرض، وتذكروا قول الله تعالى:
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ"
فليكن غرض القبائل التعارف والتعاون والتكافل، لا التفاخر ولا الاستعراض بالجعب.
وتذكروا أيضاً قول النبي صلى الله عليه وسلم: "كلكم لآدم، وآدم من تراب."
يا مشايخ القبائل، راجعوا مواقفكم، وتحمّلوا مسؤوليتكم أمام الله، ثم أمام أبناء حضرموت، فدم المسلم على المسلم حرام، والفتنة إذا اشتعلت لن تُبقي ولن تذر.
واعلموا:
أن من ظنّ أن أحداً في حضرموت عبدٌ لغيره، أو أنه أدنى نسباً ومقاماً، فليفتح كتاب الله، وليتمعّن فيه جيداً.
فلن يحكمنا إلا كتاب الله، رضي من رضي، وسخط من سخط.
ختاماً:
حضرموت اليوم بحاجة إلى صوت العقل، لا إلى قرقعة السلاح.
بحاجة إلى مشايخ حكماء، يطفئون نار الفتنة، ويؤسسون لمرحلة من التعايش والعدل والمساواة. فكونوا على قدر المسؤولية، ولا تتركوا محافظتكم لقوى العبث، فالله سائلكم عما تقولون وتفعلون.
حفظ الله حضرموت وأهلها من كل سوء وجمع كلمتهم على الحق.