من القبلية إلى الذكاء الاصطناعي
د. فائز سعيد المنصوري
في زمن مضى، كانت القبيلة الحصن والسند الذي يحمي أبناءها ويضمن لهم الأمن في مواجهة الأخطار. أما اليوم...
واقع بلادنا اليوم مؤلم بحق؛ فلا توجد مؤسسات بمعناها الحقيقي، ولا قادة يمتلكون الغيرة الصادقة على الوطن. ولعل هذا قَدَرٌ قدّره الله لحكمةٍ يعلمها، أن نكون تحت إدارة هؤلاء المسؤولين الذين يديرون بلادنا اليوم. لكن ذلك لا يعني الاستسلام، بل يجب علينا بذل الأسباب والسعي الجاد لتصحيح المسار. كل إنسان يتمنى أن يعيش بكرامة، وأن تكون بلاده مصدر فخر واعتزاز.
من هذا المنطلق، أنصح الإخوة العاملين في مؤسسة القضاء بتفعيل دورها التفعيل المطلوب؛ فهم من أكثر الموظفين فهماً ودراية بالأنظمة واللوائح. وفي كل مؤسسة حكومية يوجد مستشار قانوني، فلماذا لا يتم التنسيق معه وتفعيل دوره بشكل أكبر؟ ولو أن وزارة العدل جعلت هؤلاء المستشارين تحت إشرافها المباشر، لكان ذلك سبباً حقيقياً في تحسين أداء المؤسسات الحكومية وخدمتها للمواطن بشكل أفضل. فالمستشار القانوني إذا كان مستقلاً عن المؤسسة الخدمية، ربما دفعها إلى التزام أكبر باللوائح والأنظمة. كذلك لا بد من تفعيل دور أجهزة الرقابة، وتقديم كل من يثبت فساده إلى القضاء الإداري ليكون عبرةً لغيره. فما يؤلم المواطن يجب العمل على معالجته قدر المستطاع، إذ ليس من العدل ولا من الحكمة الصمت على فسادٍ استفحل في مؤسسات الدولة حتى أصبح يدركه جميع المواطنين.
تحية تقدير وإجلال لكل قاضٍ شريف يجعل مراقبة الله نصب عينيه، ويحرص بإخلاص على خدمة الوطن والمواطن.