تصعيد حوثي على حدود الضالع تحت غطاء الاحتفالات الطائفية
ذياب الحسيني
في خطوةٍ استفزازيةٍ جديدة، أقدمت مليشيات الحوثي الإرهابية ليلة أمس الجمعة، على إشعال الإطارات وإطلاق...
في كل صباح نصحو على سيلٍ من الأخبار تسريبات، فضائح، هجوم على هذا، تسقيط لذاك، وكمية لا تُصدق من القصص المفبركة أو القديمة التي يُعاد تدويرها لتشويه صورة شخص أو إثارة فوضى أو زرع الكراهية.
لكن دعوني أسأل من المستفيد من هذا ؟
هل أنتم، شباب عدن الباحثون عن فرصة عمل وكرامة ؟
هل أنتن، نساء عدن، الطامحات لحياة آمنة، محترمة ؟
هل الفقير الذي يبحث عن لقمة عيشه وسط هذا الضجيج ؟
أم أنها ذاتها القوى التي تخاف من وعيكم وصوتكم وقراركم الحر ؟
للأسف، أصبح جزء كبير من الإعلام في بلدي والمواقع الإلكترونية أداة بيد البعض لتصفية الحسابات الشخصية أو الحزبية، بدلاً من أن تكون صوت الشعب، صوت الحقيقة، صوت المظلومين. فالأخبار الكاذبة أصبحت خبزاً يومياً، وقصص الماضي تُستخدم لإشعال نار الصرعات السياسية، وكأننا لم نتعلم شيئاً من مآسي الحروب والدمار والدموع.
والمصيبة أن هناك من يتعمّد تشويه كل من يحاول الإصلاح. كل من يتكلم عن الفساد أو يقف مع الشباب أو يدافع عن حقوق المرأة أو يمد يده للفقراء، يُساق إلى ساحات الاتهام، ويتم تسقيطه دون دليل، فقط لأنه يُهدد منظومة مستفيدة من فوضى الإعلام وتضليل الناس.
أقولها بوضوح: هذا ليس إعلاماً بل هي معركة خفية لتكميم الحقيقة وتشويه الوعي،
أنا أؤمن أن التغيير يبدأ من الصدق، من احترام عقول الناس، من إعلام يحترم مهنيته وضميره. ولهذا فنحن بحاجة إلى تشريع قوانين تردع مروجي الكذب، ويحاسب كل من يستخدم الإعلام لإشعال الفتن أو تمزيق المجتمع أو تشويه الأبرياء، وأيضاً صوتاً للمحرومين في وجه الإعلام الفاسد، صوتاً لا يخاف من قول الحقيقة، ولا يساوم على كرامة ومستقبل الموطن.
يا شباب عدن ويا نساءه،
يا كل من تعب من الكذب والتضليل حان الوقت لأن نميز بين الإعلام الذي يُراد لنا أن نصدقه، وبين الإعلام الذي يريد أن ننهض ونفكر ونحاسب.
دعونا نرفع صوتنا عالياً
نعم لأعلام للحقيقة، نعم لإعلام يُنير العقول، نعم لأعلام لا يزرع الفتن.
نعم لوطن لا يُدار بالإشاعة، بل تُبنى فيه الثقة بين الناس والدولة.